مقالات واقوال مترجمة

تجوال في كتاب” فن الحرب” للكاتب الصيني” صان تسو” ترجمة و اختيار سمية تكجي

ما هو كتاب “فن الحرب” ؟
هو الكتاب الذي ألفه الجنرال و الخبير الإستراتيجي صان تسو منذ 2500 سنة في الصين القديمة و يتضمن خططا عسكرية و مقاربات حول الحرب طبقا لمبادىء و عقيدة تاو , فيكون كتاب فن الحرب نتيجة لذلك هو رؤى و نصائح تساعد على فهم طبيعة الصراعات و على تحليل و تقييم البدائل للحلول .

و لعل أهم ما يعلِّمه هذا الكتاب هوالمقدرة على الإنتصار من دون قتال و أن الحرب قائمة على الخديعة و الإستثمار في حلة تشتيت العدو .و كذلك يشدد الكتاب على أهمية الوعي بالشروط و المقدرة على الدفاع عن المصالح , و استغلال الفرص السانحة ,و وجود رؤية واضحة و قيادة حازمة و قوية.
يعتبر فن الحرب من أهم الكتب و الأكثر صلاحية للإستراتيجيات العسكرية في كل العصور، كل تعاليمه كان لها تأثيرا عبر التاريخ على كل الخبراء الكبار باستراتيجية الحروب و السياسة في الشرق و الغرب، كنيكولا ماكيافيلو و نابليون بونابرت و ماوتسي تونغ .
حتى يومنا هذا ما زالت تعتمد توصياته و تعاليمه ليس فقط في الحرب إنما في السياسة و في الدبلوماسية و في الأعمال و في إدارة الأزمات، في الرياضة و في الحياة اليومية.

موجز عن كتاب “فن الحرب” *

الكتاب هو عقد حول استراتيجية الحرب مقسم إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء يهتم بمفاهيم و حيثيات معينة.
المبدأ الأهم في الكتاب هو الذي يشدد أن الأفضل هو تحقيق النصر من دون حرب و انطلاقا من هذا يستعرض الكاتب بعض الخطوات التي تؤخد بعين الإعتبار لتحقيق ذلك، و إذا لم ينجح ذلك يجب اتباع مسار يقوم على تفكيك خطط العدو ، و إذا لم ينجح التفكيك ، فيجب عند ذلك العمل على حل تحالفاته، ، و هنا فقط اذا لم ينجح ذلك يجب مهاجمة جيشه.
المفهوم الآخر الذي يعرض له الكتاب ، و هي تعتبر فلسفة مهمة ، هي ضرورة معرفة الذات و معرفة العدو ، لأن ذلك يقود إلى عدم الإنهزام . كذلك يشرح الأهمية أن تكون ذو مرونة في المعركة و معرفة التأقلم مع الظروف، و كذلك القدرة على استشعار الإشارات الخافتة التي تسمح للقائد أن يقود جيشه إلى النصر .
و بحسب صان تسو من النصائح المهمة الأخرى في فن الحرب هو معرفة القيام بفن الخدعة لتضليل العدو و إضعافه. و كذلك ينصح بالإستثمار في المكتسبات و الحفاظ عليها و الأهم من ذلك استغلال الفرص التي تسنح، و من هنا يجب الثبات على حالة الترقب و الانتباه الشديد خلال كل فترة الأحداث .
كما تم مقاربة مسألة ساحة المعركة و الإعتراف بها و التشديد على فهم الأرض و الخسائر و الأرباح التي تعتبر من العوامل المهمة لتحقيق الإنتصار , كما تم مقاربة و تحليل القوة النارية و جدوى استخدامها و وكذلك مسألة استخدام الإستخبارات بواسطة عملاء و مدى أهميتها و نفعيتها .
و الجدير بالذكر أن التعاليم الموجودة في الكتاب و الإستراتيجيات هي مبنية بحيز كبير منها على منظومة أفكار تاو و خاصة بالنسبة الى النصح باستخدام أدنى فعل و أصغر قوة لتحقيق النتيجة القصوى وكذلك توخي التلقائية و التكيف مع المسار الطبيعي للأشياء , وكذلك تقدير قوة الخصم و احترامه , و اختيار اللحظة المناسبة للإنقضاض على العدو.

تحليل بعض العبارت من الكتاب *

-العملية العسكرية تحتاج الخداع , وإن كنت خبيرا ,تظاهر بعدم الخبرة , وإن كنت ذي فعالية فتظاهر العكس

هذا يعني أن الخديعة يجب أن تكون في صميم الخطة العسكرية و عليك أن تسبب التشويش و الضعف في الرؤية عند عدوك و عدم جعله قادرا على التنبؤ بما أنت على وشك القيام به .

-الذين يقدرون أن يحولوا الجيوش الغريبة الى جيوش عاجزة
من دون المواجهة العسكرية فهم الأقوى .

هذا يعتمد على استراتيجيات استباقية و منها السعي الى تفكيك مؤامرة و خطط الأعداء و العمل على حل تحالفاتهم و اختراقها .

-إذا كنت تعرف نفسك و تعرف الآخرين فلن تواجه أي خطر في أي معركة , إذا كنت لا تعرف الآخرين و تعرف نفسك فإنك ستربح جولة وتخسر أخرى , أما إذا كنت لا تعرف الآخرين و كذلك لاتعرف نفسك فإنك ستواجه الخطر في كل جولة و لن تربح المعركة في النهاية .

صان تسو ,هنا يود القول أن على القائد معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف عنده و لدى عدوه من أجل أن يسيطر عليها و من أجل أن يجني منها الفائدة الأكبر, واحدة من هذه العوامل إن اختفت سيكون نتيجة المعركة متروكة للحظ .

– عندما تكون أوامر القائد صائبة و عادلة تكون العلاقة المتبادلة بينه و بين المجموعة منسجمة

هنا أراد صان تسو أن يقول أن الثقة في غاية الأهمية بين الجنود و قائدهم و هو بالإرادة و الإيمان سوف يقودهم بفضل قراراته الجيدة و الصائبة . ولن يتعرض الى خطر نشوب حالة تمرد من قبل الجنود أو انعدام ثقة متبادلة أو حالة فوضى وهذا مؤذي جدا سيكون في حالة إعطاء الأمر العسكري .

-المحاربون الجيدون يجعلون الآخرين يأتون إليهم و لا يسمحوا بأن ينجروا الى خارج ساحتهم التي اعتمدوها .

هذه العبارة تشير الى عوامل أساسية على علاقة بالتموضع في ساحة المعركة بالدرجة الأولى يشير الى السعي للإحتفاظ بالمكان الإستراتيجي الذي تم السيطرة عليه و بالدرجة الثانية يشير الى مسألة غاية في الأهمية وهي توفير الطاقات و عدم الوقوع في التعب عندما تكون الرابح بل تجعل عدوك
يخسر طاقاته و يبتلي بالتعب و نفاد قوته خلال تنقله .

-جيش منتصر يربح أولا ثم يبدأ المعركة , جيش مهزوم , يواجه أولا ثم يحاول أن يربح

هذه العبارة تعني أن النصر هو نتيجة التنظيم و الإستراتيجية و أن أي معركة تفتقد الى هذا الشكل من التخطيط هي حتما محكومة بالفشل .بكلمات أخرى الأهم هو الأخذ بعين الإعتبار الحسابات اللإستراتيجية و البعد عن التهور

ترجمة و اختيار / سمية تكجي
المصدر / culturagenial

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى