همسة

لا زلت هناك …بقلم الأديب حسن قنطار

لازلت هناك…..

أفكر في إنجاب ذاكرة جديدة؛ فالسنوات الثمانية التي تمارس تمارينها التكوينية في رأسي
قتلت نصف ذاكرتي القديمة،
وأرهقت النصف الآخر حتى ترهّل.
لم تعد أمي تفاجئ الشمس باكراً لتسرق منها شعلة توقد تنورها العابق بروائح الأرغفة والدخان،
وهي تسبّح تارة وتغني للصباح تارة أخرى.

الآن تستيقظ أمي باكراً كعادتها ولكن برائحة جديدة، وصيحات جديدة أيضاً.

لم أعد أستنفر الفراش صباحاً لأجدني
رأساً مرمية تحته، وقدمين فوق الوسادة.

الآن لازلت أستنفر رأسي لا الفراش، وأضبط قدميّ بنوم جديد، ويقظة جديدة.

لم تعد كتاباتي وأشعاري وعبائري تطير مع أحلامي؛
حيث الحروف كلها تعانق حركاتها،
والقصائد كلها تراقص أوزانها.

الآن لازلت أكتب وأنثر وأقرض ولكن
بلغة جديدة وشكل جديد؛
حروف خاملة وأشعار ناعسة وعبائر ميتة.

لذلك أفكر بإنجاب ذاكرة جديدة

لولا أني لا زلت هناك…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى