مقابلات

حوار مع الروائي نبيه الإسكندراني

حوار /الكاتبة سمية تكجي

نبيه الإسكندراني:انا اكتب للقارىء الذي يريد ان يبحث بين السطور ،أعتمد الرمزية أحيانا، و أعرف ان ذلك قد يزعج بعض القراء ويدفع آخرين للقراءة مرتين أو أكثر، ولكنه يؤسس لتحدِِ للقارىء و لي في آن …الإقبال على قراءة قصصي جيد و انا في بداية المشوار

الكاتب نبيه الإسكندراني ، الروائي الثقيف و الكيميائي الحصيف، يحلل الشخوص يتفاعل مع الأحداث، يكثف المعاني و ينحى إلى الترميز لكشف ما توارى، دؤوب في البحث عن الضوء و الحقيقة في مناجم الذات الإنسانية، لصيق حد العمق بالكلمة ، ومن حقول الطبيعة ينتقي الكثير من مفرداته التي يطوعها في لغته بأسلوب خاص به. في قصصه يطل احيانا شاعر يسكنه و يروي قصائده ، ويأخذنا في أحيان كثيرة إلى زمن الأساطير ،يوظف أحداثها، ليحث القارىء على التأمل و ربما إلى إعادة القراءة …

كان لنا معه على منبرنا هذا الحوار :
نبيه الإسكندراني: بدايةً دعيني أتوجه بالشّكر لكم و لمنصّتكم الكريمة على هذه الاستضافة.

س ١- الروائي نبيه الإسكندراني بين سطور قصصك يطل شاعر يروي قصائده،كما أن هناك عدة قصائد مرفقة مع النصوص
هل انت من اخترت أن تكون نقطة انطلاقك مع القصة ؟

1. عنونت كتابي الأول لست أنا من كتب، ودعيني أضيف لست أنا من اختار القصة، فالقصة من هي اختارتني، فوجدت نفسي أبحر بعيدًا في عالم الرواية والقصّة ربما بلمسةٍ شاعريّةٍ بعض الأحيان.

س٢- في قصصك، عمق فلسفي، انعتاق، هروب من الماديات،هل يفسر ذلك تبنيك لفلسفة أو ايديولوجية معينة؟

2. يلتفت العديد من القارئين للعمق الفلسفي الّذي يظهر في بعض القصص. في الحقيقة أنا لا أتبنّى فلسفةً أو أيدولوجيةً معيّنة. كل ما يجول في خاطري عند الكتابة هو الإنسان: روحٌ وعاؤها الجسد. قد يبدو ذلك للبعض انعتاقًا متطرفًا من المادة أو هروبًا من المادية إلّا أنّه في الحقيقة دعوةٌ لتسخير المادة من أجل هذا الإنسان وجعلها وسيلةً لا غاية.

س٣- في قصصك ،عزلة مأهولة بالطبيعة و مفرداتها الكثيرة الواضحة في النصوص ،برأيك هل يحتاج الكاتب إلى العزلة كي يكون خلاقا؟

3. لكلّ كاتبٍ فضاؤه الخاص الّذي يبحر فيه سابرًا أعماق نفسه من أجل الإتيان بنوعٍ من الإبداع. رغم أنّ معظم الشّخوص الأساسية في القصص قد تبدو منعزلة عمّا حولها وقد تشكل في بعض النّواحي دليلًا على انعزال الكاتب إلّا أنّي شخصيّة إجتماعية والعزلة ليس طريقي في الإبداع بالرّغم أنّها طريق الآخرين. أخاف العزلة وأبتعد عنها ولكنّي في فضائي الخاص قد أبحر بعيدًا، بعيدًا جدًا.

س٤-يقال أن القصة و خاصة القصيرة ،تتقدم الآن على الشعر و الأنواع الأدبية الأخرى، وخاصة من ناحية الإقبال على قراءتها، إلى أي قارىء تكتب ؟و كيف كان الإقبال على نتاجك الأدبي؟

4. ببساطة أنا أكتب للقارئ الّذي يريد أن يبحث بين السّطور. أعتمد الرّمزية أحيانًا، وهذا قد يزعج بعض القراء ويبعدهم عن القصص ويدفع غيرهم لقراءة القصّة مرتين أو أكثر، لكنّه يؤسس لتحدٍ للقارئ ولي في آنٍ معًا. الإقبال على أعمالي الأدبية جيّد وأنا ما زلت في بداية مشوارٍ طويلٍ.

س٥- هل انصفك النقاد ؟ هل ما زال هناك نقد بناء؟

5. النّقاد تحاوبوا بشكلٍ إيجابي مع أعمالي الأدبية وقد كان معرض القاهرة فرصةً للقاء عددٍ منهم. النّقد البنّاء لا يزال حاضرًا وهو مطلب كلّ كاتب لتسليط الضّوء على نقاط ضعفه وتطوير أساليبه.

س٦-في كتابة القصة يسعى الكاتب إلى تشكيل العالم من حوله كما يحب ،في قصصك حث على الإرتقاء و الكمال ،ماذا تقول في هذا السياق ؟

6. الإرتقاء والكمال كان ولم يزل دعوة الحكماء والفلاسفة والأنبياء على مرّ العصور. الكاتب يحمل أيضًا مسؤولية تجاه مجتمعه؛ قد تكون بعض الدّعوات مثاليّةً وبعيدةً عن الواقع ولكن وجودها ضروريٌ من أجل صحة تلك المجتمعات، نموّها الأخلاقي و رُقيّها.

س٧- توظيف الأسطورة و الموروث الشعبي في قصصك للدلالة على الصراع في الذات الإنسانية خلال بحثها عن الحقيقة ، ماذا يفيد الكاتب ونتاجه ،هذا التوظيف ؟

7. صّراع الذّات الإنسانية هو صراعٌ موجود من الأزل. النّاظر في التّاريخ البشريّ بمختلف مراحله يلاحظ كيف استخدم الإنسان القصّة للدلالة على هذا الصّراع وتحدّياته، ولعل إلياذة هوميروس أبلغ دليلٍ على ذلك. الإنسان سرد ملايين الحكايا والقصص يبحث فيها عن الحقيقة والكاتب قد يستخدم تلك الأساطير في سياق أعماله للدّلالة على استمرار الصّراع ولاستكمال البحث القديم الجديد عن الحقيقة. قد لا يبدو أنّ باستطاعة أيٍ كان بلوغ اليقين لكنّ مجرّد البحث قادرٌ على أن يفتح آفاقًا عديدةً في النّفس والرّوح.

٨-سؤال ترغب أن يُوجَه إليك ،ماهو؟من فضلك، أجب عليه

8. كلمة أخيرة للوسط الأدبي في لبنان والعالم العربي: في النّهاية أتَوجّه بالشّكر لحضرتكم وللأديبة اللّبنانية الغنيّة عن التعريف حنان رحيمي لجهودها لدعم الوسط الأدبي والثّقافي وكلّي أمل بإرتقاء المستوى الأدبي لما عهدناه سابقًا.

حوار :رئيسة التحرير سمية تكجي

نبذة موجزة عن السيرة الذاتية :

–نبيه الإسكندراني، قاص وروائي لبناني

— الدّراسة: إجازة تعليمية في الكيماء الحياتية،

–العمل: مدّرس كيمياء (الرّياض، المملكة العربيّة السّعودية) -الأعمال الأدبية:

-المجموعة القصصيّة “لست أنا من كتب”

– رواية يهوذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى