همسة

كَنَدا …قصيدة بقلم الشاعر الأردني د. محمود الغرايبة

“كندا ”

رأيتُ الحُسن والرغدا

ويسرَ العيش في كندا
ولما دُستُ تربتها
نسيتُ الغمَّ والنكدا
إذا الصوفيُّ حلّ بها
أتى من ربه المددا
وخيراتٌ بها تطفو
لكنزٍ لا أرى رصدا
جداول أرضها كُثرٌ
فما أحصيتُها عددا
بها الأنعام قد رَوِيت
إليها الطيرُ قد وردا
غبطتُ لحظّ شاربها
فأللهم لا حسدا
زلالٌ نهرُها يجري
أسفتُ لنهرنا بردى
شتاءٌ قارسٌ فيها
فتحسبُ بردَه أبدا
فيأتي بعدهُ صيفٌ
فيدفئُنا كما وعدا
وشمسٌ لا تلاحقني
رأيتُ بعينها الرمدا
ظلالٌ حيثما نمشي
تغطي الروح والجسدا
وغصنٌ ضاق بالثمر
من الأحمال قد سجدا
وغابٌ ملؤهُ حطبٌ
فيؤنسُنا إذا اتّقدا
يطيبُ بنومها جسدٌ
كأهل الكهف لو رقدا
وشلالٌ بها يعلو
بكلّ الأرض لن تجدا
هديرٌ يُطرب الآتي
ويسمعُه وإن بعُدا
بحيراتٌ هي العظمى
رأيتُ الموج والزبدا
ترابٌ حولها خصبٌ
به الفلاحُ قد حصدا
جبالٌ لا تميدُ بها
تدقُّ بأرضها وتدا
لوصف جمالها الراوي
سنينا عدّ لو سردا
وحكمٌ عادلٌ فيها
لمحتُ بأمره الرّشدا
فأعطى الكلّ حاجته
وظهر الناس ما جلدا
تداوي كل مرضاها
تعيلُ الشيخ والولدا
إليها هاجر القاصي
رآها الحرُّ مُلتحدا
أتاها كلُّ مرعوبٍ
فكانت خلفه سندا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى