أدب وفن

ذكرى البوعزيزي ما زالت ماثلة أمامها …!!! قصة قصيرة بقلم المحامي الكاتب ماهر عبدالله

ككل عام ، كان يتوقع مكافأة نهاية السنه ،..
رب أسرة مكونة من زوجة وولدين : صبي وبنت ، ووالد طاعن في السن ، ووالدة تعاني من أمراض الكِبَر .
لكن المفاجأه كانت صادمه : انت مصروف من العمل لسبب الأوضاع الصعبه ..
عاد الى اسرته والغصة تكاد تقتله ، اخبر زوجته بالأمر معلنا انه ام يعد قادرا على دفع ايجار المنزل ، ولا الاقساط المدرسيه ولا بدل اشترا ك الكهرباء، وقرر الانتقال الى ضيعته حتى لو كان منزله غير مكتمل البناء ، وأرضه لا زالت ترابيه .
جلس على كرسي خشبي في منزله بعدما انتقل اليه ، يحمل راسه بين يديه ، يرسم وجعه على الرمال ، ثم يمحو ما رسم بقدميه العاريتين ..
زوجته تنفخ النار في الموقد والدموع تغطي وجنتيها ، والده يتكئ على عصاه ويتمتم بصوت خافت: ” رزق الله عايام زمان”. والدته تقلب بين يديها علبة دواءٍ لم يبقَ فيها سوى حبة واحده .!!
ابنته تتصفح كتاب المدرسة بين يديها ، ظانة انها ستعود غدا الى مقعدها الدراسي بين رفاقها ورفيقاتها ،
ثم سمعوا فجأة من يقول لقد انقطع ” البنزين”.
هرول الرجل مسرعا كغيره لاول محطة محروقات ، وعاد بعد ساعة من الزمن يحمل ” غالونا” صغيرا بين يديه ..
شعرت الزوجه بالفخر ، الابنة استغرقت بالضحك لان والدها لا يملك اية آليه او مركبه تعمل على البنزين !!!
وحدها الام اصابتها نوبة بكاء شديد ، فذكرى ” البو عزيزي ” لا زالت ماثلة امامها ..
انتظرت الليل بطوله حتى نام الجميع ، فتسللت حيث البنزين وافرغت محتواه بعيدا ، وعادت لتنام مستسلمة لرعبها القاتل ..!!
تلك عينة مما أصاب آلاف العائلات وهي تتابع وتنتظر مسيرة بناء الدوله وإعلاء الشأن العام ..!!!…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى