مقابلات

حوار حصاد الحبر مع الشاعرة السورية ريم كبا Reem Kaba

الشاعرة ريم كبا

ريم كبا شاعرة من بلد الياسمين تبلل الحروف بتيجان الندى و تبثها نبضا و ضوعا ، تكثفها في سطور قليلة مفتوحة على الرؤى و الدهشة ، تكتب بإيجاز تظمئك و ترويك في آن و تترك فيك مدى للتأويل نصوصها بمثابة كبسولات أدبية تثير القابلية للقراءة ، و تدعوك في نص واحد للتجوال في الكثير ….الكثير
هي صديقة للصوت الذي في أعماقها-كما تقول- و هذا جل ما يسعدها و يشعرها بالحرية عندما تمسك القلم و تسكب من قلبها و روحها على الورق….

هي إبنة حمص حاصلة على إجازة في اللغة الفرنسية و حاصلة على دبلوم في الترجمة من و إلى الفرنسية والعربية و دبلوم في الدراسات الأدبية

كان لنا معها على منبر الحصاد هذا الحوار

سؤال : دائما” يوجه إلى الشعراء والكتاب .. لماذا تكتب ؟؟ لنغير قليلا” في السؤال وتحدثيننا كيف تعيشين الحرية التي تمنحها الكتابة ؟
-جواب : مجرد أن تمسك قلمك لتكتب أنت تنعم بالحرية .. الحرية أن تفكر وأن تقول .. القلم ساحر .. كلما تحرك على الورق .. رسم الحرية بكل أشكالها.
أكتب حتى أستطيع أن أتنفس وأعيش .. أكتب في النهار والليل .. أمزق كثيرا” أوراقي وأعيد ترتيب وكتابة كلماتي .. أعتني بها بلهفة ورقة ورأفة .. الكتابة تمرين مستمر وحالة يومية .. وجع وفرح يومي ..


سؤال : من البدايات وحتى الآن كيف تقيمين النضوج الشعري في كتاباتك ؟
-جواب : لقد مررت بمراحل عديدة مذ بدأت الكتابة وحتى الآن ، ماقبل الانترنت والفايس بوك أيضا” ! .. أنا أكتب منذ زمن بعيد ! غير أني فقط لم أكن أنشر ! .. أقول أن المواظبة على الكتابة منحتني أفقا” واسعا” وسعة” ومخزونا” وافرا” من البحث والجهد مما أدى إلى تطوير لغتي وقدرتي على محاكاة الأساليب والمدارس المتعددة الأخرى .. بالطبع نضجت رؤيتي ونضجت مفرداتي .. أحب كل أساليب الكتابة وأطلع على كل شيء حولي ..


سؤال : تكثيف الجمال في كلمات قليلة يعتبر نوع من التحدي .. نصوصك مكثفة وتميلين إلى الإيجاز ، كيف نجحت في هذا التحدي ؟
-جواب : منذ زمن ليس بالبعيد بدأت نصوصي تصبح مكثفة ! الحقيقة أنا في حالة تجربة مستمرة .. أتمنى فقط أن أكون قد نجحت في هذا التحدي ! لقد شعرت فجأة أني أريد أن أكتب هذا النوع من الكتابة ! .. صوت ما بداخلي أنبأني بهذا التحول ! .. ربما كان الدافع يتعلق بالمشاعر ” كأن تريد مثلا” أن تقول هذا ماأفكر به وحسب ” ! ..لاأعلم إنه حدس ! وأنا أتبع حدسي ..


سؤال : هل تؤمنين بأدب وأدباء جل هدفهم إمتاع القارىء والدوران حول شجونه وشؤونه ؟ ، هل الشاعر يجب أن يكون ملتزما” ؟
-جواب : أنا أؤمن فقط بالكلمة وبأبعادها .. وفي النهاية نحن جميعا” نكتب لإمتاع القارىء بشكل من الأشكال ! .. أما أن يكون الهدف الوحيد من الكتابة هو المتعة الهزيلة فهذا ليس من جملة اهتماماتي .. وبالطبع يجب أن يكون الأدب ملتزما” إلى حد ما طبعا” فإن تجاوز هذا الحد ومال إلى الجدية المفرطة فقد عنصر المتعة والجاذبية للقارىء وقلائل من الكتاب والأدباء من استطاعوا أن يمسكوا هذا الخيط الرفيع ! أي أن يكونوا ملتزمين ويحافظوا بالوقت ذاته على عنصر الظرافة والمتعة والجاذبية ..فمن جمع هذه العناصر جميعا” نجح في هذا التحدي الخطير ولمع نجمه في عالم الأدب ..


سؤال : المسافة بين مايطمح الشاعر بالوصول إليه عبر القصيدة وبين مايصل إليه حقيقة … لاتنتهي . ما الذي تطمحين إليه بالوصول عبر القصيدة ؟
-جواب : يخيل إلي أن الشاعر يجب ألا يطمح للكثير !! فقد لاينجز منه شيئا” !! المهم أن يصبح صديقا” لهذا الصوت الداخلي الذي يدق باب مخيلته .. “أحيانا” برقة وأخرى بعنف” .. وأن يستطيع فك طلاسمه وبلورته إلى كلمات ! .. قد يدهشك أن أقول هذا !! .. أنا فقط أطمح أن أصبح صديقة لهذا الصوت العجيب ومرآة له ! ..


-سؤال : القراءة … أي كتب قرأت ؟ اذكري لنا من فضلك ، كتاب شكل بصمة لديك ، وآخر أثر بك حد الدمع ، وكتاب ألهمك لتكتبي ..
-جواب : لقد قرأت كل ماوقع تحت يدي ! .. أحببت الكثير من قراءاتي وأصبحت صديقة للكلمات .. من الشعر القديم أحب شعر المتنبي ومن المعاصرين محمود درويش وأدونيس والبياتي وبدر شاكر السياب وسعيد عقل ووديع سعادة .. وآخرين لايحصى عددهم منهم أدباء فرنسيين كبودلير وجاك بريفير وأراغون .. بحكم دراستي للأدب الفرنسي .. لكني وبشكل خاص مولعة بأدب “مي زيادة” وقرأت أغلب مؤلفاتها وتأثرت بكل ماكتبت .. ليس هناك كتاب محدد ألهمني للكتابة رغبتي بالكتابة كانت حصيلة كل هذا المخزون الثقافي والحياتي الذي مررت به ..


-سؤال : تتقنين أكثر من لغة أجنبية ، مما يفتح لك نافذة تطلين منها على الأدب العالمي بلغته ، ماذا يزيد اتقان اللغات بالنسبة للكاتب ؟
-جواب : أنا مولعة باللغة الفرنسية تبعا” لدراستي في الأدب الفرنسي كما أني على دراية بالإنجليزية والسويدية ! لكن ليس بقدر الفرنسية التي أعشقها فقد تعلمتها منذ الطفولة وأهوى من أدبها الكثير .. اللغات تفتح أفقا” واسعا” في عقل الكاتب وتهيىء له السبل للمقارنة بين اللغة الأم واديها وبين اللغة الأخرى وهذا الإطلاع يضيف إلى الكاتب ويصقل موهبته وينمي خياله ويطور تجربته ومصادر إلهامه ..


-سؤال : الأدب يجب أن يكون مع المضطهدين … كما قال سارتر على ماأعتقد ، هل مازال الأدب قادرا” على إحداث تغيير أو التأثير في رؤى وقناعات الناس ؟
-جواب : للأسف لم يعد الأدب عاملا” حيويا” ومؤثرا” في حياتنا اليوم ! .. على الأقل ليس كما كان تأثيره سابقا” ! فقد انحسر مد الأدب ليفسح الطريق لوسائل أخرى أكثر تأثيرا” وفاعلية ! كالإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي ..حتى القراءة الورقية تراجعت وأفسحت المجال للقراءة الإلكترونية .. وتولى الإنترنت ووسائل التواصل القيادة والتأثير في الأحداث الفاعلة .. على كل إن كان مايزال للأدب تأثير فهو منحصر بمن يقرؤون الأدب ومن يتابعون ومن يكتبون أي فئة محدودة وأقلية .. أي النخبة ! ..


-سؤال : سؤال ترغبين أن يوجه إليك ..
-جواب : لاأعلم .. لقد سألتني كل الأسئلة التي تدور في خاطري ! .. ربما إن كان لدي طقس خاص بالكتابة أو ماشابه ذلك !! ? وأجيب أحتاج إلى السكون والعزلة لأكتب ! ..وأكتب فقط أجمل عند أكون في حالة توتر !! أحتاج إلى هذا الكم من الادرينالين الذي يجعل للحروف بريقها وألقها !! ..


-سؤال : كلمة أخيرة وقصيدة إهداء إلى القراء ..
-جواب : أتوجه بالشكر الجزيل لك صديقتي الأديبة الراقية #سمية تكجي ول موقع #حصاد الحبر ولكل العاملين في الموقع وأتمنى لكم المزيد من التألق والنجاح ..
قصيدة إهداء ربما منشوري الأخير !
لَم نَكُن نَعلَم
أنَّ السَماءَ سَتُمطِر
فَيَبِسنا ! ..
****
كَيفَ سَيَنبُتُ العُشبُ
في حِضنِكَ
أيُّها الشَوق ؟! ..
****
موتى وَأحياءٌ كَثيرون
حَلُموا بِكِ
أيَّتُها الساعَةُ المُعَلَّقَة
عَلَى جِدارِ الحُب !! ..
****

كَم مِنَ العِطرِ .. وَالرَصاص
أُهرِقَ عَلَيكَ
أيُّها الجَسَد ؟!! ..
****
أنا أيضا” ثَمُلت
لَكِنَّني
كُنتُ أملأُ كَأسِيَ .. بِالحِبر ! ..
****
ماذا نَفعَل
إن كان هذا المَساءُ
حَفنَةً مِنَ الديناميت
وَنَحنُ مَطلِيّونَ بِالبَنَفسَج ؟؟!! ..
****

اهلا بك شاعرتنا الكريمة حضورك أضفى ضوءا اضافيا إلى منبرنا و نفحات أدبية مميزة

حوار / رئيسة التحرير / سمية تكجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى