أدب وفن

للسماء أذان أرهقها أنين العشب النازف و صرير أضراس الريح الجارف/نص أدبي/بقلم الشاعرة سمر كرامة

للسماء أذان أرهقها انين العشب النازف
و صرير اضراس الريح الجارف

ململها تلعثم الأصوات تستجدي النداء
و تدحرج مواويل السلام في الاصداء

للسماء يدان لطمت وجهها بألف خيبة
ومضت في فصولها تكتنز الشموس
لتغسل الحقول الكئيبة و تجرف الجليد عن طريق البراعم.

للسماء عينان متسعتان صحاري و براري ، انهر و ابحر
يتسلل بريقها من بين سطور الريح لتنسكب يقضة
في افواه البركان ، كلما تحولت الاصابع الاليفة إلى مخالب تنغرس في دماء الارض قتالا و انتزاعا
تصبح عندها الهزائم انتصارات و الانكسارات عزائم.

في كل ليلة عندما كان يضيق صدر السماء كانت الطيور تترك اعشاشها لتلبس الدهشة الاسيرة
و تخرج النجوم من كوخها الابيض و يبقى القمر محموما صافنا بالمارة على ضفاف نهر ملتهب
يدفق جمره على أعتاب المدينة
فترى اهلها يتشحون برماد السكوت و على غير عادتهم يعاندون الضوء و السكينة ما عاد من متسع لأحلامهم
لا بل لأوجاعهم تقاسموا الموت و الضغينة تقاسموا الدمعة و اللعنة جرجروا خلفهم سلاسل شهقتهم الاولى و صفنتهم الاخيرة
يا أيتها السماء ما من شاهد الاك
لملمي ما تبقى من شظايا و حكايا علّ تعود الارواح تزهر على أغصان الزيتون
ضمدي الجرح الاخير، النزف الأخير، العزف الاخير
بعدما تشظت كل الاضواء في موطن الهشاشة

يا أيتها السماء تمددي اكثر و اكثر إلى أن يتسع وجه القمر ليحتوي الاموات و ما تبقى من الأحياء.
او انبسطي خيمة … وطني هدم سقفه و اصبح في العراء
الشتاء قادم و ما اقساه شتاء.
وحدك باقية معطف اليقين و النصر المبين

اطفئي الدمع …………….. او انكفئي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى