أدب وفن

قبضة من صفوة/أدب/الأديبة حليمة بريهوم/ الجزائر

قبضة من صفوة
تتوارى الكلمات خلف قصيدة صماء
انبت الصمت على لسانها زنبقة
نفذ الصبرو تعذر البوح من حياء
إختنقت قداستها وباتت مقهورة
سكنت عالم النقاء
فيه تبقى مستورة
حيث الغت مشاعرها
في دنيا معمورة
بسجانين رويبضة يفتون ضد مساعيها
أعلنوا الحكم على إباحة حبرها…
تشردت معانيها
حروف شقية تمردت
على رغم القيود تسربت وإنتشرت
تبحث عن لحظة من صفوة الخاطر
طافت حول نصوص عميقة
تصادفت بمواعيد رتبها القدر
و النوايا ترعى خوابيها ..
لمحوها مرة في العراء
ترافق قافية عرجاء
لا كتابا ضمها ولا مدادا سمح لها بالرسو
في شواطئ قوافيها
تبرجت في خلوة نقية
تنافس النجوم والأضواء
متلألئة تارة وتارة شهباء
في مسرح يملؤه المدح والهجاء
لبست الألوان وبريق روحها
يراقص الكلمات المجنونة
و القلم تائه في سهره مع الكواكب
يضاحك شهرزاد والعنقاء والزهراء
تحت سماء زينوها
بمصابيح في حقل سرمدي الإرتواء
كل مساء تتبعثر فيه الأعمار
تلملمها الأحلام
تجمعها كخرزات في مسبحة
تتداول عليها الأمنيات
كالفصول الاربعة
تتكرر فيها
تراتيل العشق الكفيفة
حتى يتنفس الصبح
وانا في فصولها خريف
أناظر قسمات اللحظة
تلك اللحظة التي ترصدني
تجردني
تكبلني
في محراب العدم
وفي كل شيئ
تنجب نصا تجمع فيه تنهيدة
علها تسقط عنها ما إبتلاها السهر
وتفك طلاسم الحذر
في ليل يهوى السفر
عبر مقامات
تطهرها .. تحررها..
ثم ….تنتشي بإكتمال
مع نور يقسم روحها
ينير الكون من محرابها
يذيب ذاك اللقاء
بتخاطر
ف – عبادة
إنصهار
ينسج من النقاء سجادة
تنحني لها الكلمات
….. يرذخن بالقول
يسبحن ..كلمات .. كلمات
كتب على كفوفها بمداد روحه
ولا يعلم ان سنوات العمر
تجمعت باقة ترعاها
روح تائه في ملكوتها
يلتقي بالتفاصيل
وينجرف مع ملامح رسمها لها
وهو يعبرالشوق
لينال السيادة
في موطن الصفوة
حيث يتجلى الخطاب
بمنتهى التصوف…
رعشة في قمرة الوداد
حبك
مولود من وحي
يدين بالحرف والفطرة
فرجاء… لا تختفي يا كلمات
لن يكفرك ذاك المكبوت من نقص
ولن ينال العاشق التائه فيك
سوى عبق العطر المقدس …
حبك …
*كلمة * شهد لها الحواس
تجمع اللاشيئ ليكون كل شيئ
كالحلم والأمل…
قبضة من صفوة
يضمها صدري في دوامة الطواف والعبادة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى