منتديات

بدعوة من ألق الثقافي و بالتعاون مع “ثقافة إربد” الروائي محمود عيسى موسى يُشهر روايته “حبيبتي السلحفاة” في “بلدية إربد”

إربد / محمد الأصغر محاسنه

أن تقرأ للروائي والتشكيلي المبدع محمود عيسى موسى، تقرأ نصا مختلفا، حيث يحيرك بمراميه المدهشة، فهو دائما يريد للقارئ أن يقع في عنصر المفارقة الغريب، ففي الحيرة بحث واستقصاء ومحاولة للمعرفة التي هي الهدف الأسمى لمن يشتغل بالكتابة والفن والثقافة.
الفنان الفوتوغرافي صالح حمدوني في تقديمه لحفل إشهار محمودعيسى موسى لروايته “حبيبتي السلحفاة” قال:
لا يكتبُ ترفاً ولا إستعراضاً، يكتب محمود ليُعلن اللحظة الانسانية ويُعليها
ويعني ان تفتح عقلك وتسترخي تماماً:يكتب وعياً وتجربة هي سمعه وبصره وافكاره وأيامه،
ويعني ان تضحك وتبكي وتغني وتحاور ذاتك وان تذهب الى أمكنة شتى. محمود يكتب من روحه،

روح الفنان، والمكان والتاريخ . بهذه الكلمات قدم الأديب صالح حمدوني حفل الافتتاح الذي نظمه ملتقى الق الثقافي الذي ترأسه الاعلامية حمده الزعبي والتي رحبت بالمحاضرين والجمهور ، وبالتعاون مع بلدية اربد الكبرى ومديرية الثقافة مساء امس السبت بحضور جماهيري كبير، والذي شارك فيه :الكاتبة أنوار الأنوار من دولة فلسطين و المهندس الأديب ناجح الخطيب ، وصاحب” حبيبتي السلحفاة” .
إستهلت الكاتبة أنوار الأنوار في كولاج من حبّ وجسد، ومن ذاكرة لا تخون وطنها فيها، يكتب محمود عيسى لقارئٍ مجتهدٍ، فهو لا يعِد قارئه بشخوص تتشكل أمامه وتتنامى عبر وصف أو حدث تقليديّ، ولا بحكاية يتابعها حبكةً واضحةً أو ترتسم سبرًا لمشاهد روتينيّة، بل ما أن يلوذ الراوي بالإختباء حتى تتكشف وتنساب منه الشخوص متدافعة متتالية. يعرض كلًّا منها على عجلٍ ناحتًا مَشاهدها صوتًا وهيئةً وروائح، ثم يسارع للإلقاء بها ولقاء من تليها من المتدفقات، كما لو كنا نشهد عرضا مسرحيا لنساء حياة الراوي اللاتي بصَمن في تكوينه ووقّعن أختامهنّ ..

وعلى لسان إحدى الشخوص الفاعلة في الرواية اضافت ، لغةٍ لا تشبه ولا تتشبّه، كما عهدناه في “حنتش بنتش أو الشمبر من قبل، إذ نتابع على امتداد الرواية كيف تنتسج اللغة وتتكامل ملامحها كائنا حيا نابضا. تعلو وتهبط بين الأنساق المتعددة مثل روح تحس وتزهو وتعشق وتشتهي وتتذكر وتحزن وتبكي وتنزف وتنتحب وتلوذ وتطلّ.. بحركةٍ حرّة منطلقة تمتح خيطانها من أعلى الطبقات تارة وتغرف من عمق المحكية الأصيلة تارة أخرى، لتغزلها في ثوب لا يعرف النشاز..

وقالت في بوحٍ أشبه بالتداعي الحرّ تنهال الأفكار، في سيل للصور وانسكاب للشخوص والأحداث والذكريات. يبدو الراوي وقد أشرع باب البوح لما يحمل من قصص وحكايا وأسرار لا تغيب منها الأغاني ولا تنقصها الأمثال والأشعار ولا يفتر فيها وهج السرد.. ينهمر بحكاياته، يلقي بها في أحضان قارئه.. ويعيد تذكيره بقانونه وقاعدته.. لا تهدأ ولا تستكن أيها القارئ. تسلح بذائقة تعرف كيف تدرك خفايا الكلام، وذهن يتوقد متقنًا سرّ التضفير والتجديل.. ذاك أنك أمام نبع من الكلام لن تلتقط معانيه إلا إن أجدتَ تشكيل الجديلة من قطراته: جديلة الحكاية الفلسطينية، حكايا النساء اللاتي عجنّ روح الراوي وبلوَرن وعيه وشكلن ملامح فكره وتكوينه.. حكايا مَن نسجن لوحاته ولوحات تاريخ وذاكرة جمعية في آن، فكُنّ مرآة البلاد.

المهندس الخطيب في مداخلته قال: العنوان يجمع بين الحب وبين السلحفاة، فما هي دلالة السلحفاة، البطء، الوصول بعد سير طويل، ثم يربطهما بنفسه، وما هي الياء في ” حبيبتي” هل هي للكينونة أم للملكية.

وتحدث عن المصداقية في النص، لافتا إلى أنه تحدث بلسان السارد الذي يمثله، كما عرض لتعزيز التقنية الفنية بالتاريخ والتخييل، مشيرا إلى أن الروائي الذي يعرف العناصر التقليدية للرواية، لم يخضع عمله لهذه لعناصرها المعروفة بل ذهب لإقناعها بتغيير هويتها.

كما تطرق إلى الأحداث التي تتناول الشخصية المركبة في الرواية، وإلى الجغرافية الممتدة فيها، إلى ذلك قدم ملاحظة أسلوبية عن لغة الرواية التي لا يقدر عليها الطفل، لهذا لجأ إلى حيلة التخييل ليصبح موقع الأنا الساردة معقولة.

إلى ذلك تطرق المهندس الخطيب إلى الظواهر الطبيعية، والمخزون الشعبي الوافر الذي اعتمدت عليه الرواية، واستخدام العامية، والجمل المبتكرة، والاستعانة بالنصوص من القرآن الكريم والأدب الأجنبي، كما تحدث عن مسألة الجسد والروح والجمال والقبح .
وختم الروائي الاحتفال بكلمة أعدها خصيصا لذلك الحفل حيث قال محمود عيسى موسى
لم يعد لدي متّسع
لتحريرِ الفاصولياءِ الخضراء
والأوطان.
لتجريدِ خيوطِها
قُمَعِها
أليافِها القاسية.
لشطف لونها بلمعانِ ماء البئر
بِدَلو الهذيان.
لتحرير حرير القزّ
ودوالي الزمان.
لم يعد لدي متسعٌ
لخوض معاركها
أناطحها ، تناطحني
بقرون أثوابها اليانعة وتنورة الامان
بصندلها مشروخ الخشبِ
بمنقارها غضِّ الشفاه.
براثن طيري جارحة.
ولم يعد لدي متسعٌ
لمراقصتها
مرقصُنا حلبة النحاس
قاع القدر لاسعة.
لم يعد لدي متسعٌ
لمُناغشة مخمل صوتها
كهرباء شعرها
لَثْغَتِه الممغنطة.
نعاسُ رموشِها سُكْري
صحوي وخمري.
أهُزّها
يشدّني خصرَها بمَرَسِ الحنين
بزنار نُضِّد بحبِّ الرّمان.
أشده
أُمسّد طراوة الكتفين الناهضين
أغافل مرمر العنق
أعضُّ خجل النهد، حياء الترقوة.
أصعدُ المسرى الشموخ
أعضّ قرقوشة الأذن
حَمْرَطة الأرنبة
أتسلق الحيطان.
أبوح
أروي لها أمسي وهمسي
سرَّ الكتمان
أهيم
تهيم
عطشها عطشي
صحرائي صفاء عذريتنا الأبدية
سراب الجنان.
أراقصها بخفر اللهف
ساحتنا قاع القدر
ذروة ريحنا
كلما حان موعدنا
نسرق ذوبان الأمواج
برمل سواحلها والشطآن.
وفي الختام كان توقيع الرواية و التقاط الصور التذكارية بين المثقفين وصاحب الاحتفال


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى