أدب وفن

وكم….بقلم الشاعر فريد مرازقةالقيسي / الجزائر

و كم…

مَنْ آمَنَ اليَوْمَ بِي بَجَّلْتُهُ أَبَدَا
وَ مَنْ غَدَا نَاسِيًا، لا لَنْ أَرَاهُ غَدَا

فَكَمْ عَدُوٍّ أَتَى وَ الغَيْظُ يَسْحَبُهُ
وَ كَمْ حَبِيبٍ سَرَى يَحْكِي الأَسَى لِعِدَا

و كَمْ أُناسٍ مَضوا وَ القَلْبُ يَعشَقُهُمْ
وَ كَمْ أَتَى غَيْرُهُمْ و اللَّحْظُ مَا شَهدَا!

وَ كَمْ نُجُومٍ عَلَتْ لَكِنْ بَقيتُ هُنَا
فَالشَّمْسُ فِي لَيْلِهَا تُعْطِي الضِّيَاءَ سُدَى

كَمْ مِنْ كَرِيمٍ بَدَا مِنْ عِفَّةٍ حَنَشًا
وَ كَمْ لَئِيمٍ بَدَا مِنْ مَكْرِهِ أَسَدَا

وَ كَمْ جِرَاحٍ غَدَتْ للعَبْدِ مُنْقِذَةً
وَ كَانَ فِي فَرْحَةٍ يَخْتَالُ مَا سَجَدَا

كَمْ صَاحِبٍ بَانَ حَتَّى صِرْتَ فِي أَلَقٍ
أَتَى يُرِي القَوْمَ أَنْ مَا بَانَ وَ ابْتَعَدَا

كَذَلِكَ الضَّبْعُ يُخْفِي رَأْسَهُ وَ إذَا
رَأَى وَلِيمَتَهُ-زالَ اللِّثَامُ- بَدَا

حَيَاتُنَا كِذْبَةٌ لَا حَقَّ زَيَّنَهَا
مَصَالِحٌ كُلُّهَا، يُبْكِيكَ مَا فُقِدَا

هَذَا يُصَاحِبُ مَنْ أَمْوَالُهُ كَثُرَتْ
وَ ذَاكَ صَاحِبُهُ مَنْ رِفْعَةً وَجَدَا

صَدَاقَةٌ جُلُّهَا زِيفٌ وَ أَخْيِلَةٌ
فَكُلُّهَا غِيرَةٌ وَ الحُبُّ كَبْشُ فِدَا

“فَـ(اللَّهُ أَكْبَرُ) وَ انْحَرْ” تِلْكَ عِيشَتُنَا
لَا حُبَّ فِي جَمْعِنَا إلَّا وَ قَدْ وُئِدَا

فريد مرازقة القيسي
03 مارس 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى