أدب وفن

في المنتصف /أدب/ الشاعرة رولا ماجد

_ في المُنتصف _

عادةً، عندما أقرِّرُ الذهاب إلى مقهى أسارعُ إلى الجلوسِ جانب جدارٍ يلتمِسُ صمتي أو نافذةٍ تَسندُ روحي وكتفي، وكثيرًا ما كنتُ أغادرُ فورَ وصولي إن لمْ أجدْ طاولة تتناسب مع هواجسي، فأشدُّ الرحالَ باحثة عن مكانٍ آخر تتوافرُ فيه هذه الشروط غير التبريريّة إلّا بفلسفات وأبعاد نفسيّة جمّة… فأنا لا أحب المنتصفات…

كذلك مشكلتي مع الأنصاف…
ولكي أوازنَ بين أنصافي؛ أكتبُ بيميني ملحمةَ انفجار النهار، وأقطفُ الشمسَ بيساري لأضعَها تحتَ وسادتي في الليل؛ أتكحَّلُ برمادِ احتراقي، وأضحكُ لذاك العتم ضحكة من غار..
فأنا امرأةٌ توضِّبُ أنوثتها كاملة لرجلٍ هو لها بِنصفيه…

لكنّني معك، تسارَعَتْ خطايَ إلى تلك الفسحة الشاسعة وتعمَّدتُ أن نجلسَ في منتصفها حيث ظلّلتْنا السماء فافترَشْنا شوقَنا على حريرِ الإزفلت!
وبلسانِ عينيّ، طرحتُ عليك لغزَ مُنتصفي لتفكَّ شيفرته وحدك؛ ووجدتُ نفسي أبحثُ عن نصفِ قبلة ونصف حياة في منتصفِ الحكاية..
لا بأس، فالحكاية لم تنتهِ بعد
يتبع…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى