أدب وفن

“الهَوى … شِمالي”

 الدكتور وجيه فانوس

(رئيس المركز الثَّقافي الإسلامي)

نَشَأتُ في عائلَةٍ تَهْوى أَفْياءَ”لُبنان الشَّمالي” وربوعه الخلاَّبة؛ ولا سِيَّما مَدينةَ “طرابُلس”، العاصِمَةُ الثَّانِيَةُ لِلُبنان، كَما يَعْتَبرُها كَثيرٌ مِنَ اللُّبنانيين. كانَت والدتي، رحمها الله، مِن مواليد منطقة “باب التبَّانَة” في “طرابُلس”؛إذ كان والِدها انتقلَ، من مدينته “بيروت”؛ للعمل مُديراً لِشَرِكَةِ، ما كان يُعرف، زمنذاك، بـ”الدِّيليجانس”، في مدينة”طرابلس”، منذ سنة 1904. و”الدِّليجانس”، لفظةٌ باللُّغةِ الفرنسيَّة، تعني عربة النَّقل المُغْلَقَة؛ أمَّا “شركة الدِّليجانس” هذهِ، فكانت مُختصَّةً بنقل المسافرين، بعربات الخَيلِ، بينَ “بيروت” و”طرابلس” في تلك الحقبة.

يذكُر التَّاريخُ أنَّ أوّل عرباتٍ عامَّةٍ، تجرُّها الخيول، لنقل الرُّكَّاب في لبنان،نشطت بين “بيروت” و”دمشق”، بدءاً من سنة 1863. وكانت الرِّحلةُ، بعربات “الدِّيليجانس”، من “بيروت” إلى “طرابُلس”، تستغرق زهاء ستّ عشرة ساعة؛ ولقد استمرَّت عمليَّات النَّقل بعربات “الديليجانس” هذه، قائمةً، حتَّى سنة 1909، على الأقل.

مِن عربات الديليجانس

أمضت والدتي، كما قالت لي، السَّنوات الأولى مِن طُفولتها في “بابِ التبَّانة” من مدينة “طرابُلس”؛ غير أنَّ العائلةَ، ما لبثت أنْ عادت إلى العيشِ في “بيروت”، خريف سنة 1914؛ بعد سنواتٍ قليلة من إنهاءِ شركة “الدِّليجانس” لأعمالها في المدينة؛ مع بدءِ التَّحرُّكاتِ الدًّولِيَّة للحربِ العالمِيَّةِ الأولى، وانضمام”الدَّولة العثمانيَّة” إلى جانبِ الدَّولة الألمانيَّة ودول ما عُرِفَ بـ”المركز”، وفَتْحِ الأتراك لجبهاتٍ قتاليَّةٍ في مناطقِ “القوقاز” و”بلاد الرَّافدين” و”شبه جزيرة سيناء”.

لَمْ تُغادِرْ”طرابلس” بالَ الأهلِ، على الإطلاقِ؛بل ظلُّوا، وبعدَ وفاةِ جَدِّي بسنين مديدةٍ، وحتَّى بَعْدَ عقودٍ من عَوْدَتِهِم إلى “بيروت”، ِيَحُنُّونَ إلى هذهِ المدينةِ؛ ويَسْعونَ إلى تَمْضِيةِ، ما أَمْكَنَهُم من أيِّام الإجازاتِ والأعياد، في رحابها. ولهذا، فلِلْشَّمالِ اللُّبنانيِّ، في بالي، عَبَقٌ خاصٌّ؛ إذ إنَّ “طرابُلس”، عاصمةُ الشَّمالِ، هي المدينةُ اللُّبنانيَّةُ الأولى التي تَعَرَّفتُ عَلَيْها عن كَثَب، في السِّنين الأُولى مِن طُفولتي، بَعْدَما كُنتُ أَعْرِفْهُ عَن مَدينةِ ولادَتي ومنطَلَقِ وَعْيي الجُغرافيِّ،”بيروت”؛ كما كانت بلدةُ “سِير الضِّنيَّة”،والتَّمتُّع بما فيها من جمالات الماء والخُضرة،مِنْ أوَّل مقاصِدِ النُّزهاتِ العائليَّةِ لي، في مطلَعِ سِنِيِّ مراهقتي.

كُنْتُ أذهبُ،في نهاية خَمسيناتِ القرنِ العشرين ومنتصف ستِّيناته،بِمَعِيَّةِ الوالدةِ وبعضِ الأهلِ، من “بيروت” إلى “طرابُلس”؛ مستخدمين، هذه المرَّة،مَرْكَباتِ النَّقلِ السِّياحيَّة الفخمة، التي عُرِفَت باسم “البولمان” لشركة “نقليَّات الأحدب”؛ نسافرُ بها، من مركز انطلاقِها في “ساحة الشُّهداء” في “بيروت”، إلى مستقرِّها في جوار مكاتبها القائمة في “ساحَةِ التَّل”، من مدينة “طرابُلس”.

منطقة “باب التبَّانة”

كُنَّا نبدأ الرِّحلة، مع التباشيرِ الأولى للصَّباحِ، لنتمكّن من الوصول، بعد بِدْئِها بساعتينِ أو أكثر من الزَّمن، إلى “ساحة التَّل”؛ والاستراحة، مِنْ ثمَّ، إمَّا في محلاَت “العَرْجَة” أو محلاَّت “الحَلاَّب” هناك؛ لتناوُلِ”حلاوةِ الجبْنِ”؛ حتَّى صارت “حلاوة الجبْن”، الحلوى المفضَّلة عندي إلى اليوم.

أنموذج من حافلات “البولمان”

لطالما كانت تلي هذه، الاستراحة، جولاتٌ في أسواقِ “طرابلس”، لاستكشافِ ما في تلك الأسواقِ من بضائعٍ، ولشراء ما يكون مناسباً منها؛ وأبرز ما كان يلفتُني فيهذه الجولات،أنَّ وحدَةَ ثمنِ الشِّراءِ، عند الباعةِ،هي “الفرنك”، وليس “القِرْش”؛ كما الحالُ في ما تَعَوَّدتُ على سَمَاعِهِ في “بيروت”. فَعِوَضَ أن يقول البائعُ إنَّ ثمن الكيلو ممَّا كان يبيعه 25 قرشاً، كنت أسمعُه يقول “خمسة فرنكات”؛ وطبعاً، فـ”الفرنك” يساوي خمسة قروش!!  وهكذا بدأتُ أمارِسُ، في تلك المرحلة المُبكرة من طفولتي، تمارين تطبيقيَّةً في عِلْمِ الحِسابِ؛ إذ كنتُ أُحَوِّلُ “الفرنكات” إلى “قروش”؛ وكم أعجبني هذا الأمر. 

كانَ لا بدَّ، بعد انتهاء جولاتِ الأسواق، من أن يكون ثمَّة استراحة طويلة لتناول طعامِ الغذاء، الذي غالباً ما يكون في مقهى “البِدَّاوي”؛ فكُنَّا ننتقلُ إليه بسيَّارةٍ، لبُعدِهِ عن مركزِ المدينة. وكانت تَلفُتُني في ذلكَ المَقْهى عِدَّةُ أمورٍ؛ مِنْ أبرزها بُركةُ ماءٍ مستديرةٍ؛ يتحلَّقُ حولها روَّاد المَقهى، ويَسْبَحُ البطُّ والأُوَزُّ،في مياهها، بِهُدوءٍ وأناقة.

تَقَعُ منطقةُ”البِدَّاوي”، على بُعْد زهاء خَمْسَةِ كيلومتراتٍ شمال مدينةِ “طرابُلس”؛ وهي مشهورةٌ ببُركةٍ قديمةٍ، يُروى أنَّ الأسماكَ، ذات الألوان المتنوِّعةِ، التي تَسْبَحُ في مياهِها، هي أَسْماكٌ ذات طابعٍ قُدْسِيٍّ يحرَّمُ أكلُها. كُنْتُ أسمعُ أنَّه كانت تسبحُ في هذه “البُركة” أكثر مِن ستَّة آلافِ سَمَكَة؛ تتغذَّى مِنْ مياهِ نَبْعٍ يَصُبُّ في”البُركة”؛ويَسقي، تالياً،كثيراً مِن بساتينِ اللَّيمونِ المُحيطة.

يَقَعُ، قُبالَةَ “البُركة”، مَسْجِدٌ، يُعرفُ باسمِ “جامِع البِدَّاوي”؛ ويُذْكَرُ، في بعضِ الإشاراتِ التَّاريخيَّةِ، أنَّ الأمير “دِمِرداش المُحَمَّدي”، نائبَ الملك المملوكيِّ،بنى هذا المسجِد، بين سنتي 790-796ه/ 1388-1394م . ولعلَّ في الأمر، ههنا، بعضُ لَبْسٍ؛ إذ إنَّ الأمير “دِمرداش المُحَمَّدي”، وكما يَرِدْ في كِتاب “النُّجوم الزَّاهرة فى ملوك مِصر والقاهرة”، لابن تغري بردي”، كان نائباً على “حلب، لـ”للسلطان الملك “النَّاصر”، الذي تولَّى الحُكمَ ثلاث مرَّات،وعاش ما بين 684 هـ / 1285م  و741هـ / 1341م.؛ بينما من كان نائباً على “طرابُلس”، فهو الأمير “شيخ المحمودي المؤيَّد”! وكيفما دار الأمرُ؛ فإنَّ الأصلَفي هذا البِناء أنَّه كان “زاويةً” قُربَ ضريحٍ لأحدِ الصَّالحين؛ ثمَّ حَصَلَتْ تَوْسِعَةُ”الزَّاويةِ”، في آخر القرن التَّاسعِ عَشَرِ، فصارت ما يُعرف بـ”جامِع البِدَّاوي”.

ما برحتُ أذكرُ، عن بعضِ أَهْلي، أنَّه بَلَغَهُم، مِن ناسِ تلك المنطقة، أنَّ “الضَّريحَ”يعودُ إلى رَجُلٍ صالِحٍ، اسمُهُ “مُحَّمد البَادَوَانيّ”؛ يُقال إنَّهُ بَدَوِيٌّ، صاحبُ”كراماتٍ”، أقامَ بجانبِ”البُركة”؛ فعُرِفَت تلكَ البقعةُ باسمِه. ويروى مِنْ”كراماتِ” هذا “البدَّاويُّ”، أنَّ جماعةً التجأوا إليهِ مِن ملاحَقَةٍكان يتعقَّبهم فيها الجُنْدُ لاضطهادهم؛ فآواهُم “البِدَّاويُّ” إلى بئرٍ قريبةٍ من حيثُ كانَ يُقيمُ؛ ولمَّا وصلَ الجُنْدُ، فإنَّهم لَمْ يجدوا في تلكَ البئرَ سوى سَمَكاً؛ إذ حوَّل “البِدَّاويِّ”، بكرامةٍ لهُ، من لجأوا إليه، إلى سَمَكٍ؛ فَعَمِيَ الأمرُ على الجُنْدِ. ولعلَّ مِن تضاعيفِ هذه الحادثة،ما قد يُنْسَبُ إلى سَمَكِ تلك “البُركة” من قداسة. 

تنهضُ “البُركة”، على ما تحفظُهُ ذاكرتي، على فسحةٍدائريَّة؛ وهي “بُركةٌ” مبنيّةٌ مِن أحجارٍ ملساء، بارتفاعٍ يقاربُ”مِتْراً” ونصفَ”المِتْرِ”؛ وفي جدران “البركة” فتحات ترتفع عن أرضها بدرجاتٍ قليلة، تصبُّ المياه فيها. كانت “البركة”، أيَّام زياراتي لها، زمن الطُّفولةِ،مليئةً بالمياهِ الدَّافقة؛ وقد أنشئ حولها مقهىً، لطالما وَفَدَ إليه زوَّار مدينةِ “طرابُلس”، طلباً للاستراحةِ والُّنزهة، إثرَ إنهائهم لأعمالهم في المدينة. ولقد سمعتُ، في طفولتي، من بعضِ العاملين في ذلك المَقهى، أنَّ “مطرب الملوك والأمراء”، الأستاذ “محمَّد عبد الوهَّاب”، و”كوكب الشَّرق” السيِّدة “أم كُلثوم”، زار كلٌّ منهما المكان وأمضى بعض الوقتِ في رحابِهِ معجباً بما رآهُ مِنْه. 

كَمْ كُنْتُ أحِسُّ، زَمَن طفولتي، أنَّ تلكَ”البُركة” كانت شديدةَ الاتِّساعِ؛إلى أنْ تَسَنَّى لي، بَعْدَ أكثرَ مِنْ خَمْسٍ وثلاثينَ سنةٍ، على ذلِكَ الزَّمنِ، زيارةَِ المكانِ عينِهِ  مِنْ جديدٍ؛ واكتشافِ أنَّها لَمْ تَكُن بُركةً كبيرةً على الإطلاقِ؛ كما كُنْتُ أنْظُرُ إليها. ولقد لَفَتني، زمن الطُّفولةِ،في ذلك المَقهى، أنَّ “الأراكيل” فيه كانت مَمْشوقةَ الطُّولِ، بِما لَمْ أكُن عَهِدتُهُ مِن قبلُ في “بيروت”؛ إذْ كانَ طولُ”الأركيلةِ”، في المَقهى، يَفوقُني طولاً في ذلك العُمر من سني الطُّفولة؛ ولعلَّ في هذا الدَّاعي إلى أنِّي ما فَتِئتُ، إلى اليوم، أُعْجَبُ بِبهاءٍ أراهُ في “الأركيلةِ” مَمْشُوقةِ الطُّول، إنْ جاز لي مثل هذا التَّعبير.

مقام “السيِّد البدَّاوي”، ويبدو قسم من المقهى و”البُركة”

أمَّا “سِير الضنِّيَّة”، فكانت في بداية الأمر، في طفولتي، مجرَّدَ فكرةٍ ضبابيَّةٍ عن بلدةٍ ما فيها إلاَّ لوحاتٌ من جمالِ الطَّبيعةِ وشلالاتِ المياهِ وتنَوُّعِ الأزهارِ. كانت هذه أحاديثُ الأهلِ، إذْ يذكرونَ “سير”؛ وبعد أنْ تجاوزتُ العاشرةَ مِن سنيِّ عُمري، كانت لي فرصةُ تحقيقِ”حُلمِ” زيارةِ”سير الضنِّيَّة”؛ وكان أجمل ما في تلكَ الزِّيارة، وأشدّه إبهاراً، أنْ شاهَدْتُ، ما كنتُ أعرف أنَّه فُندقَ”الجزَّار”.

فندق سير بالاس (الجزَّار)

يُعتبرُ فندق “سير بالاس”، الذي أسسه، سنة 1934، السيِّد “جزَّار رَعد”، ابن منطقة الضنِّيَّه؛ أحد أقدم فنادق لبنان الرَّاقية. إنَّهُ فندقٌ، وكما يروي المنشور الذي كانت تقدِّمهُ إدارته، مبنيٌّ على النَّمط “الكولونيالي”، الذي انتشر في لبنان زمن الانتداب الفرنسيِّ. ولقد اشتُهِر هذا الفندق، بين اللُّبنانيين، بلونه الخارجيِّ الأحمر؛ الذي برز عنصرَ لَفْتِ انتباهٍ تَشْكِيليٍّ وعامِلَ جَذْبٍ سِياحيٍّ في المنطقة.

نَهَضَ الفندقُ، كما عرفته، بثلاثِ طبقاتٍ، حَوَت دزِّينتينِ مِن الغُرفِ؛ التي امتازت، جميعها، بالسُّقوف الشَّديدةِ الارتفاعِ والجُدرانِ الحجريَّة، المُنفرجةِ عن قناطر؛ فضلاً عن التَّزاويقِ الفنيَّة للزُّجاجِ المُلَوَّنِ، التي تَنْعَمُ بها نوافِذُ الفندقِ وأبوابه وشرفاته، والقائمة جميعها على أرضيَّاتٍ مغطَّاةٍ بالرُّخام العريقِ والبلاط الملوَّن.ولطالما تسنَّى لي أن أرى بهو الفندق، يزهو بالأثاثِ القديم الطِّراز والعريقِ في دلالاتِهِ التَّاريخيَّةِ. كان غالب أرائكِ الفندقِ ومقاعده،  مكسوَّاً بقماش مخمليٍّ، بالإضافة إلى تألُّقِ بعضِ قاعاتِهِ بمجموعة من المقاعد الخشبيَّة والخيزرانيَّة، التي باتت نادرة.

تنفلش، ضمن حديقة الفندق الغنَّاء، فسحةٌ واسعةٌ، تتوسَّطها بُركةٌ ونافورةٌ قديمة الطِّرازِ. ولقد تسنَّى أن أتَعرَّف، عن كثبٍ، على رَوْعَةِهذه الحديقة الضَّاحِكَةِ بألفِ زهرةٍ مِغناجٍ؛ ناهيكَ بجمالِ طَلَّتِهِا وأُنْسِ رُوَّادِهها، وعَبَقِ التَّاريخ يزهو مختالاً في أرجائها.

حدَّثني مُدير الفندقِ، مرَّةً، عن أخبارِ غرفةٍ في الفندق كانَ ينزلُ فيها الجنرال “كاترو”،المندوب السَّامي للانتداب الفرنسي على لبنان؛ وأنَّ الرَّئيس “رشيد كرامي”، وكان رئيساً للحكومة اللُّبنانيَّة، وكان يتَّخذ من منطقة “الضنِّيَّة” مركزاً صيفياً، كثيراُ ما استضاف زوَّاره الرَّسميين فيهذا الفندق؛ وأنَّ بعض غُرفَ الفندق وقاعاته شهدت، في بعض العقودِ الأولى مِن النِّصف الثَّاني من القرن العشرين، تحضيراً لإنقلابين سياسيين في سوريا.

المدخل الرَّئيس لفندق سيربالاس (الجزَّار)

ظلَّ ذلك الفُنْدُقُ، بكلِّ جمالاته وروعة البَلْدة التي تحتضنه، مَطْرَحاً لِسعادةِ رحلاتي إلى “سير” ردحا مِن زمنٍ خلاَّبِ الرُّؤى؛ لدرجةِ أنِّي لمَّا زرت الفندقَ،بعد سنينٍ، صُحْبَةَ زوجي وأولادي، كانت دهشتي كبيرةً إذ كانتِ الغرفةُ التي خُصِّصت، لإقامةِ ابنتي وصديقتِها، هي عينُ الغرفةِ التي أقامَ فيها الجنرال “كاترو”، قبلَ سنين وسنين؛ ولفتت انتباهي مُذ كنتُ طفلاً!

وبين “طرابلس” و”سِير” أصدقاءٌ لي،تركوا بصماتِ محبَّتهم السَّاحِرة وصداقتهم الممتِعَة، على محطَّاتٍ رائعةٍ مِن سِنِيٍّ عُمري؛ هُم كُثُرٌ وهم أصحابُ إخلاصٍ ووفاءٍ؛ أوّلهم الغالي الأستاذ “أحمد حمدي يوسُف”، زميلُ الدِّراسةِ الجامِعِيَّةِ وصديقُ النِّضالِ الطلاَّبيِّ في رِحاب “الجامعة اللُّبنانيَّة”؛

وجيه فانوس متوسطاً العزيزين الشاعر أحمد يوسف عن يساره والدكتور حسن الأبيض عن يمينيه

ومنهم زميلُ دراسةٍ، فقدناه عروساً في ريعانِ الشَّبابِ، هو المرحوم الأستاذ “مصطفى علم الدِّين”؛ومنهم، كذلك، زميلةُ الدِّراسةِ الرَّاقيةُ الأستاذة “غزوة أسطة الحُسيني”؛

صداقة عمر العميد الدكتور هاشم الأيُّوبي والدكتور وجيه فانوس

ورفيق العُمرِ الأكَّاديميِّ، منذ بدايته وإلى هذه اللَّحظةِ، العميد الأمير الدكتور “هاشم الأيُّوبيّ”؛وطبعاً لا يُمكن للمرءِ أن ينسى أو يتناسى زملاء التَّدريس الجامعيِّ، الدكتور “ياسين الأيُّوبي” والدكتور “إبراهيم مُحْسِن” والدكتور “أحمد الحُمصي” والدكتور “سَعدي الضنَّاوي” والدكتور”بسَّام بَرَكَة” والدكتور “جان توما” والدكتور “رياض عُثمان؛

مع معالي الوزير الأستاذ رشيد درباس

ومع هذه الكوكبة المشرقة يقف صاحبا المعالي الدكتور “عمر مسقاوي” والأستاذ “رشيد درباس”، والعزيز الأستاذ “فَيْصل َطالِب”، المدير العام السَّابق لوزارة الثَّقافة.

مع الأستاذ فيصل طالِب

وإلى جانبهم الأحبَّةُ الدكتورة “وَداد الأيُّوبيّ” والدكتور “حسن الأبيَض” والدكتور “طلال المِير” والأستاذة “روعة فَتْفَتف” والروائيَّة “ضحى المل”؛وكثيرون كثيرون يملأون صفحاتٍ وصفحاتٍ غرَّاء، بوجودهِم فيها،مِن سِجلِّ عُمري.

الدكتور وجيه فانوس، محاطاً بمعالي الوزير الدكتور عمر مسقاوي إلى اليسار والدكتور جان توما إلى اليمين مع نخبة من كبار مثقَّفي “الشَّمال” وروّاد الفِكر والابداعِ فيه

*نقلا عن موقع Aleph Lam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى