أدب وفن

نص أدبي/ بقلم الشاعرة ناريمان علّوش

لم تقتنع أمّي يوماً بأن أحلامَ طفلتها الصغيرة باتت في طور النضوج، وأنّ رقصتي أمام المرآة تزداد إغراءً لحناً بعد لحن، لم تدرك أبدا أن الصمتَ صار فسحةَ الخيال التي تجمعني بفارس قصيدتي، وأن مشاعري صارت لغزاً لا يفهمه سوى بال الأغنيات.. لذلك، لم تحاول يوما أن تقرّب المسافات بين أسئلتي و جسدي، حتى دخلتُ القفص الزوجي لا أعرف أكثر مما حفظته من الحكايا والروايات التي كنت أقرؤها وأفلام “الأبيض والأسود” التي كنت أشاهدها ، وبعض قصص الجارات التي كنت أسترقها من ثقب الفضول خلال تبادلهم الأحاديث مع أمي…
كنت أعتقد أن مهمة الزوجة هي أن ترتدي قميص أنوثتها الشفاف لتظهر تفاصيل انتظارها ولهفتها .. اعتقدت أن مسؤوليتها تقتصر على حماية زوجها من غواية النساء الأخريات ومن عطرهن الجذاب.. كنت أبحث دائما في ربطة عنقه عن بصمات امرأة أخرى، وفي جيبه، عن منديل يحمل شهوة قبلة … كنت أبحث في تسريحة شعره عن موعد غرامي، وفي جاذبية عطره عن رغبة عابرة.. لم أستطع يوما تقفّي غيرتي أو إثبات ثرثرات غيابه.. وحده دفتر مذكراتي كان يلتفت إلى وحدتي بين حين وآخر…. ويتقفّى ظنّي…

مقطع من رواية قيد الكتابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى