أدب وفن

عود على بدء…بقلم الشاعر أنور الخطيب

عود على بدء


لي حبيبة هنا وعدتها بقصيدة غزلية
ولي أصدقاء هناك دعوتهم لزيارتي
حين أعود من منفاي
لكنني، خسرت وحيي كله
ثلثه في المخيم
ثلثه في مكان بعيد
وثلثه في المخيم من جديد
فمن يكتب لي قصيدة لحبيبتي
من يستقبل الأصدقاء القادمين من بعيد
ملامحي ليست معي
لم يعرفني أصدقاء الطفولة
لن يعرفَني أبناء الأصدقاء بعدما كبرتُ
سأزور أمي.. قد تدلني عليّ
وخشيتي من أن أضيع قبرها
كما فعلت قبل عامين إذ
صار لديها جيرانا كثيرين
وازدحم المكان بالعائدين مثلي
جميعهم أضاعوا قبور أمهاتهم
وجميعهم كانوا ينادون: أمي
ردت الأمهات كلهن بالصوت نفسه
ورحلنا جميعنا إلى لا مكان
واللامكان منفى رابع وخامس وسادس
في البلاد ذاتها،
عدت ولم أعد
ظلت قصيدتي لحبيبتي معلقةً على حبل وحيٍ خائف
وظل أصدقائي في المطار غير خائفين عليّ
إذ دخلوا وزاروا المتاحف ثم غادروا
لم يسألوا عنيّ
وبقيت وحدي بعينين غائرتين
وسيفين مهزومين
وخنت أمي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى