من الأدب الانكليزي للطفل / القاصة أينايد بليتون أدوارد / ترجمة نزار حنا الديراني
- تعتبر الكاتبة أينايد من أشهر كتاب قصص الأطفال ، فكتبها التي تتجاوز 600 كتاب ومئات القصص القصيرة ، بيعت بأكثر من 500 مليون نسخة ، وترجمت الى الكثير من اللغات تفوق ما ترجم لأي كاتب لقصص الأطفال .
- ولدت في لندن عام 1897
- كان لها المام ومعرفة بالأشجار والأزهار والطيور والحيوانات
- قصصها قرأها ملايين الأطفال وأحبوها
- من كتابها (قصص الحيوانات) أخترنا:
القطة الصغيرة التي اختفت
كان لجون وروز قطة صغيرة عمرها 3 سنوات ، لونها أسود فحمي ، وعيناها خضراوتان كالخيار ، كانت مرحة ومحبة ، هل لك أن تتخيل سعادتها ، احبها كلا الطفلين بقلبيهما .
كانت تسمى فليفلي ، دائما كانت تأتي حين تناديها باسمها ، كانت مزعجة فهي تحب الاختفاء تحت الأسِرة او الكراسي وكذلك تتحرش بأصابع الناس. فليفلي تحبهم والناس يحبونها .
في يوم ما اختفت ، كان ذلك من أشهر الأشياء الاستثنائية . بدقيقة تلعب مع الطفلين في المطبخ وفي دقيقة أخرى تذهب ! .
في صباح يوم الاثنين كانت الام مشغولة في المطبخ ، كان لديها العديد من الاشياء عليها انجازها ، ان تغسل وتكوي وكذلك وضع الشراشف الوسخة والمناشف في سلة كبيرة ليأتي رجل الغسيل لجمعها ، وكذلك عليها ترتيب الأسرة وتقشير البطاطا للعشاء ، وفي كل الاوقات كانت القطة فليفلي تلعب مع الاطفال ، تارة تقفز على الام وفي الاخرى تحاول الامساك بسلاسل مئزرها فتخفق هنا وهناك . ومن ثم تذهب !
- أمي أين هي فليلفلي . قالت روز ، أنظري حولك ،
- أتوقع أن تكون مختفية ، قالت الام .
بسرعة أحضرت سلة الغسيل لانها سمعت رجل الغسيل قد قدم من الممر .
فليفلي ، فليفلي ! ناد جون فسمع صوت ميو من مكان صغير جدا ، ميو
انه من مكان ما ! قال جون ، وبدأ الاطفال يفتشون تحت الخزانة والموقد ، رجل الغسيل قرع الجرس ، والام اعطته سلة الغسيل . انها أغلقت الباب، لذا فليفلي لم تركض الى الخارج ، انها مختفية في مكان ما . صاح جون مرة اخرى فليفلي ! فليفلي!
ولكن لا يهم كيف استمعت ، انهم لم يسمعوا صوت ميو من جديد . لا فليفلي لم تجب أبداً . روز طاردتها تحت الرف الاسفل لخزانة المكنسة وكذلك في خزانة المكنسة ، المكان الذي كان يحفظ به الجرائد . ولكن فليفلي لم تجب كي يروها . - آه أمي فليفلي هادئة ، هادئة في مكانها المخفي ! قالت روز وهي على وشك البكاء.
- لا تكوني مملة حبيبتي ، قالت الام ، ستكون في مكان ما من حولنا ، انها مختفية ، ربما تكون نائمة في الطابق العلوي حيث ذهبت الى تحت أحد الأسرة .
- ولكن يا امي كان باب المطبخ مغلقا في كل الوقت ، قال جون ، لا بد ان تكون في المطبخ ، في مكان ما .
- جيد لا بد ان تظهر ، قالت الام ، لا تقلقي ، ليس لي الوقت لمساعدتك في مطاردتها الآن ، ولكن عندما أنتهي من صنع الحلو للغداء سابحث عنها من حولنا . ولكني أتوقع قبل ذلك الوقت ستأتي فليفلي خارجة من مكان ما وهي ترقص !
ولكن هل تعرفين ، انها لا تفعلها ! ولكن حين تنتهي الام من صناعة الحلوى وتضعه في الفرن ليطبخ ، ستبحث عن فليفلي مرة أخرى .
وضعت الأم صحن الحليب والسمك للقطة ونادتها .
فليفلي ، فليفلي ، فليفلي ، بش ، بش ، بش ! العشاء ، العشاء ، العشاء ! ولكن فليفلي لم تأتي لترقص بكفوفها السوداء المخملية ! بكت روز وذرفت دموعا كثيرة . - ماما إنه السحر ، بعض الجنيات سرقوا فليفلي !
- قالت الام وهي تضحك : انه كلام فارغ يا حبيبتي ! الجنيات لا تقوم باشياء قاسية ، فليفلي ربما هي في الحديقة.
فهي لبست معاطفها لتطارد الجميع في الحديقة . لا ، فليفلي ذهبت الى البيت قرب الباب ، - ولكن السيدة براون لم تر القطة قطعا ، وذهبنا الى السيد وايتس ايضا .انه لم يرى فليفلي منذ البارحة .
- جيد الاطفال كانوا يطاردونها وينادونها في كل صباح ، ولكنهم سوف لا يجدون فليفلي، وبعد العشاء سيأتون ليطاردوها من جديد .
لا أعتقد ، قالت الام . فليفلي ستعود حين تجوع . - أمي أنا لا أعتقد فهي لم تخرج الى الخارج ابداً ، قال جون ـ انا لا أصدق . قبل دقيقة كانت تلعب معنا تختفي وتظهر ، وباب المطبخ مغلقا ، انا أعلم – وفي الدقيقة الثانية أختفت . وكذلك وضعت الوالدة لها صحن السمك والحليب في الحديقة وكذلك في المطبخ ، كلا فليفلي لم تأتي لتأكلها – بدأت الام هي الاخرى تقلق وهي تدلع كثيرا القطة السوداء وهي لا تعرف أين ذهبت الآن . ولكنها أخيرا عرفت !
جاء صوت من باب المطبخ . الأم ذهبت لتفتحه ، ولكن كان ذلك رجل الغسيل ، فابتسم وجهه المحمر والمرح وكان يحمل بيده الصندوق ، - نهاركم سعيد السيدة جونس ، أود أن أقول لك انك أرسلت هذه الى اللوندري وكان في داخلها أيضا هذا النظيف الهادئ ، تعجبنا ان كنت فعلا تريدين ان نغسلها لك .
فتح الصندوق الصغير الذي كان يحمله فأخرج منه كرة لولبية ، انها فليفلي، صرخ الأولاد ورقصوا من فرحهم ! حدقت الأم في فليفلي لبعض الوقت . - ماذا يعني ذلك ؟ قالت للرجل .
- جيد مدام ، عندما فتحنا سلة غسيلكم في اللوندري وجدنا هذه القطة الصغيرة السوداء فأسرعت ونامت في الداخل .
- جيد أيها الكريم ، قالت الام ، كان بامكانها أن تقفز في الداخل عندما كانت تلعب لعبة الأختفاء والظهور مع الاولاد ، ثم أنا لم ألاحظها ، وكذلك غلقت الباب ، وكذلك أنت أخذت السلة والقطة بداخلها ! ونحن لم نسمع ميو من أي مكان ، كانت في السلة اذن!
كم فرحت فليفلي حين رأت الأولاد من جديد ، كيف قفزت ورقصت في كفوفها الأربعة ! وكيف نظرت الى صحن الحليب والسمك ! وكيف صاحت ميو وكذلك اندفعت بسرعة نحو الصحن !
-آه أمي ! نزوات القطة كانت تحوم حول اللوندري (المصبغة) ! قالت روز . يبدو انها اغتسلت وكُويت فماذا كانت تعتقد !
إنه لشئ عظيم لان اللوندري لم يقم بغسل وكوي فليفلي, أليس كذلك ؟ كان ليكون ذلك الهروب صعبا …..