أدب وفن

أعود إليها / بقلم الشاعر عبد الوهاب الملوح / تونس

أعود إليها

قريبا من الليل؛
تجلس معتدلا بين غرقى مياه تتدفق بالاحتلام
وجرحى حروب التوهم؟
تفتح نافذة لا تطل على شارع مستقيم.
سماء تسرح غيماتها دببه في خيالات عميان جاؤوا على عجل يحسبون الضباب طحين السماء.
أنا لست أعرف من صفة السعداء
سوى ضحكتي الطائشه
تسحب العالم المتقاعس من خصره
لتراقصه
ولتركل مؤخرة الموت من جهة غير معنية بوصايا زرادشت
أو بغلة المتنبي.
أباغت دِيَكة الفجر
بالشمس تطلع زرقاء
أو جوقة لحساسين حمر،
تُدلِّل أخيلةَ العاشقين
فتنقذهم من كراسي المحطات
والأصص العالقه
كشفاه بلا قبلات
تُشقِّقها الشهوات البدينه.
ككل صباح،
أعود من الليل،
ارتجل الضوء بالمشي مندفعا للجلوس
قريبا من الحلم في نظرتها
بين ممرين في سيدي بو حديد.
يمد لنا البحرُ
أرى قامتي حانة يتحصَّن فيها البكاء من الكذب العاطفي..
أراني على شفة حرف يديها
ككل صباح أعود إليها من الليل في مشيتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى