مقالات واقوال مترجمة

ريلكه…غيض من فيض و قصيدة من شعره

ريلكه ذاك الشاعر الذي يعلمنا ان نرى الضوء من خلال العتمة ، كان صديقا حميما مع الحزن يستخدمه كمحرك للإبداع ..في أبياته ، ريلكه يدفعنا ان لا ننهزم امام الخسارات ،ان نكون فضوليين و ان نجد الضوء في شجرة اعماقنا و دواخلنا المتشابكة
كل الذين كتبوا عنه أجمعوا أنه فنان و محترف للحب و انه خبير في مادة الوحدة التي اختارها و شجّع النفس البشرية عليها .
عاش حياته متنقلا بين القصور و الفنادق و كان من عاداته ان يعشق الأميرات و الدوقات في الإمبراطورية النمساوية الهنغارية و قد جمَّل كل الأمكنة التي أقام فيها بفنه و إبداعه و لكنه كان ذاك المسافر بلا تعب …يترك الأمكنة و فراغا كبيرا بعد رحيله… راينيه ريلكيه كان شاعرا و قاصّا ولد في براغ في ٤ كانون اول ١٨٧٥ ،كان الأشهر بين الأدباء باللغة الألمانية في زمانه و لاحقا عالميا .
طفوله ريلكيه
كانت طفولة كثرت فيها الصراعات في عائلته، لكن والدته كانت إبنة رجل مال و مجتمع و كانت على التحام بالأدب و عالم الفن و هي من غذت فيه هذا الميل و الشغف …بعد ان ترك المدرسة العسكرية بسبب مشاكل صحية ، تابع علومه في الأدب و التاريخ و الفنون و الفلسفة في ميونيخ و برلين ، و انصرف كليا إلى الكتابة . سافر عاش في عدد من البلدان الأوروبية و خاصة باريس
يقال ان ريلكه وجد الإلهام و الطمأنينة بجانب لو اندرياس سالوميه الروسية التي اقترن بها و كانت مثله شغوفة بالفن و الأدب، و هي أيضا فيلسوفة و عالمة نفس و قد كانت أكبر منه ب ١٥ سنة . وقد كان حبهما الهاما لكليهما و اسلوبا لغذاء الشعر و الأدب كانت مستشارة له و ملجأ أسراره، كما علمته العديد من اللغات. و لأنها كانت على علاقة بكثير من اهل الفكر ،فقد تعرف عن طريقها بشخصيات كبيرة من ذاك الزمن كتولوستوي…و النحات الإسباني ايغناسيو و كانا مصدرا لإلهام إضافي في ميدان الكتابة .
و كذلك تعرف لاحقا على رودان و كان هو من علمه للتأمل الموضوعي كمدخل للخلق و الإبداع .

ريلكيه/ كن صبورا جدا مع كل شيء ليس له حلول في قلبك…
و حاول أن تحب الأسئلة لنفسها…

أبيات من شعر ريلكه

الخريف

سيدي ، حان الوقت
طويل كان الصيف
ضع ظلالك في الساعات الشمسية…
و تفقد الهواء في السهول…
اجعل الفواكه تينع قبل اوانها
إمنحها يومين من جهة الجنوب…
و ادفعها دفعا للنضوج..
ضع في النبيذ الكثيف حلاوة كثيفة
لن يكون له بيتا
من لم يملكه الآن
من كان وحيدا…
سيكون دائما وحيدا…
سيسهر سيقرأ و سيكتب رسائل طويلة و يهيم على وجهه كما تلف الأوراق في الطرقات …. !!!

ترجمة و اختيار سمية تكجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى