في أثناء أحد جلسات العلاج النفسي لمريضة عند طبيب نفسي مشهور في نيويورك عام 2006 ، قالت المريضة دائما ما ترى في الحلم رجل يوجه لها نصائح لحياتها الشخصية ، وقامت برسم وجه الشخص الذي تراه، وكان وجه هذا الشخص يبدو خشن الملامح ، وبالرغم من تذكر المريضة لوجه هذا الرجل ورسمها له ، إلا إنها أقسمت بأنها لا تعرف هذا الرجل ولم يسبق لها رؤيته أبدا في الواقع .
حتى الآن لا تبدو قصة هذه المريضة غريبة إطلاقا فهي فقط رأت شخصا ما في أحلامها وقامت برسمه وحتى الطبيب نفسه لم يلتفت للأمر و أهمل الصورة التي بقيت بين أوراقه على المكتب .
و لكن الغريب في الأمر أنه في جلسة لمريض آخر ، وبينما كان الطبيب يقلب أوراقه على المكتب ، صرخ المريض فجأة قائلا : “هذا الرجل!!” ..
لم يفهم الطبيب ماذا يعني المريض ، حتى تأكد أن المريض يشير إلى صورة هذا الرجل الذي رسمته المريضة من قبل ..
فسأل الطبيب : ” هل تعرفه ؟” .
وكانت إجابة المريض : “أنا لا أعرفه .. لكنه يأتيني دوما في أحلامي”
سأل الطبيب مندهشًا : ” تعني هذا الرجل المرسوم هنا .. هل يأتيك في أحلامك؟” .
المريض : “نعم .. أراه باستمرار .. وغالبا ما يوجهني ويعطيني نصائح حول حياتي” .
اندهش الطبيب من الموقف ، فكيف يعقل أن يظهر نفس الرجل المجهول في حلم شخصين لا يعرف أحدهما الآخر !
فقرر الطبيب أن يرسل صورة هذا الرجل إلى عدد من الأطباء النفسيين ، أخبرهم بتفاصيل القصة ، وطلب منهم أن يعرضوا الصورة على مرضاهم ، لعل مرضى آخرين يتمكنون من التعرف إليه .
والغريب في الأمر أن عدد من مرضاهم أقسموا بأنهم رأوا هذا الرجل في أحلامهم ، ومن هنا بدأت حكاية الرجل الغامض الذي أطلق عليه فيما بعد اسم ‘هذا الرجل – THIS MAN” .
ومنذ عام 2006 حتى يومنا هذا أكد أكثر من 3000 شخص حول العالم بأنهم شاهدوا هذا الرجل في أحلامهم ، جميعهم اتفقوا على شكل هذا الرجل في الحلم إلا إن قصصهم كانت مختلفة ، وأكدوا جميعهم أنهم لم يروا هذا الشخص ولم يقابلوه في حياتهم أبدا .
ظهرت عدة نظريات حاولت تفسير هذه الظاهرة أبرزها :
– نظرية النموذج : هي نظرية للعالم السويسري يونغ تقول أن هذا الرجل هو صورة نموذجية تنتمي إلى اللاوعي الجماعي ، حيث يمكن أن يتشارك مجموعة من الأشخاص برؤية صورة واحدة في أحلامهم .
– نظرية بوابة الحلم : هذه النظرية يؤمن بها العلم بشدة ، وتقول أن ذلك الرجل هو شخص حقيقي ، حيث يملك مهارات روحية عالية تمكنه من الدخول في أحلام الناس والعبث بها ، لاسيما وقد انتشرت مؤخرا صور لرجل غريب يشبهه لحد كبير.
المصدر: كتاب vos zones erronées
