مقالات واقوال مترجمة

ساركوزي …بين شغف السياسة و النساء /ترجمة واختيار سمية تكجي

ساركوزي بين شغف السياسة و النساء

“الشغف” … في مذكرات ساركوزي .
أصدر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الإصدار الأول من مذكراته تحت عنوان ” الشغف” ساركوزي تلك الشخصية التي تحظى بالكثير من الإهتمام في عالم الميديا ويتنامى  الإدعاء المستمر عن  شوقه إلى عالم السياسة و الكم الهائل من الحملات ضده و للسنوات ال ١١ من حياة عاطفية اختتمها مع كارلا بروني التي تزوج بها بعد أشهر قليلة من دخوله قصر الإليزيه .

عنوان الكتاب شديد الشبه بحياته… شغفه بالسياسة و شغفه بالنساء ، في الحقبة الرئاسية التي امتدت من ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٢ . وهي بمثابة الخاتم التي يلف على اصبع هذه الحياة الصاخبة. طبع من هذا الكتاب ٢٠٠،٠٠٠ نسخة في فرنسا و تزامن صدوره مع أزمة اليمين الفرنسي و النتائج السيئة للجمهوريين في الانتخابات الأوروبية،  بيد أن  ساركوزي ينفي أن يكون تعمد إصدار الكتاب في هذا الظرف كتمهيد لمعاودة ترشحه للرئاسة ، وهذا أيضا يبدو منطقيا اذا أخذنا بعين الإعتبار الأحكام المعلقة ضد ساركوزي و اتهامه بالإنخراط على ما اتفق تسميته بالتنصت على التخابر و كذلك بسبب الشكوك حول مصادر تمويل حملته الرئاسية آنذاك ، ما يسمى قضية بيغماليون في فرنسا .
تبدا القصة من لقاء ساركوزي المؤثر  مع جاك شيراك في نيس عندما كان شابا يافعا، و حتى وصوله إلى الرئاسة بعد الإنخراط بالسياسة عدة أعوام، يعرض ساركوزي في مؤلفه اعجابه الشديد بشارل ديغول، و يقارب بعمق قضية الوصول إلى السلطة في عمر الشباب ، فيقول :” من الحسنات أن تكون شابا في السلطة و لكنها تمثل ضعفا عند مماارستها “. عن الإشتراكية سيغولين رويال و ضعف العلاقة بينهما حين كان يتهمها دائما بعدم الكفاءة ، و ينفي ساركوزي بشكل قاطع اتهامه، انه اشتاق للعودة إلى السياسة ، مع  أن الكثيرين لن يصدقوا ذلك …
و ساركوزي لم يترك جانبا حياته العاطفية بطولها و عرضها ، فهو الذي تزوج ثلاث مرات و أنجب اربعة  أبناء ، عام ١٩٨٤ تزوج لأول مرة زوجته الأولى ماري دومينيك كوليالي، دام زواجه ١٤ عاما و أنجب منها ، ابنين جان و بيير ، زوجته الثانية سيسيليا سيغانار ألبينيز، تعرف عليها عندما كانت متزوجة من جاك مارتن- و كان هو رئيس بلدية نويي(neuilly)- الإعلامي الشهير ، و نشات علاقة صداقة بين العائلتين، ساركوزي و جاك مارتن و لكن سيسيليا و ساركوزي انتقلا بعلاقتهما إلى مستوى آخر و بعد طلاق كل منهما من شريكه، تزوجا بعد عدة سنوات من علاقة من دون  امتلاك بيت ثابت لهما ، و أنجب منها ابنه لويس، البالغ اليوم من العمر ٢٢ عام .
زواجه بسيسيليا تعرض إلى هزة قوية بعد أن وصلت إلى يديها صور و تسجيلات عن زوجها ، و لكنهما تصالحا لاحقا ، و لكن ذلك لم يكن طويلا لأن سيسيليا طلبت الطلاق بعد أشهر من تبوء ساركوزي الرئاسة ، شيء لم يتوصل ساركوزي إلى استيعابه و حاول جاهدا انقاذ زواجه لكنه لم يفلح ، و تبين بعد فترة أن سيسيليا قد اغرمت بريتشارد آتيياس و هو مستشار التشريفات و صورة السياسيين و اصحاب الشركات و كذلك مسؤول عن تنظيم المهرجانات و المناسبات الدولية .
“سيسيليا كانت تتمنى حياة مختلفة ، مع مرور الوقت، استوعبت الأمر، لكن الطلاق مباشرة بعد نيلي الرئاسة كان يمكن أن يسبب المفاجأة و شعور بعدم الاستقرار للفرنسييبن و من هنا كانت الايام العشرة التي قضيتها في الولايات المتحدة محاولا إنقاذ زواجي” . قال ساركوزي.
” تزوجت ثلاث مرات ،و اعرف انه ليس مثالا جيدا و قدوة حسنة و لكني في كل مرة كنت ملتزما حتى أقصى الحدود و لكن الأمور لم تمش، اعتقد انه على الأرجح كان الذنب ذنبي مع اني كنت صادقا و ملتزما ” قال ساركوزي، فراقه مع سيسيليا التي يحتفظ معها بعلاقة جيدة ، كان موجعا أم لم يكن فهو وجد عزاءه مع النجمة كارلا بروني بعد طلاقه بشهر و نصف ، فقد تعرف إليها في منزل أحد الأصدقاء و بعد اسبوع طلب يدها للزواج، و قد راهن الجميع على عدم صمود هذا الزواج ومع ذلك دام ١١ سنة .زقد وصف هذا العلاقة بانها حب من النظرة الأولى و لأنهما كانا محظوظين و سعيدين.
سنة ٢٠٠٧ كانت السنة المليئة بالأحداث المصيرية في حياة ساركوزي المهنية و الشخصية ،  انتخب رئيسا و طلق زوجته و تزوج كارلا  بروني، على حد قوله ، فقد كانت سبقا بالنسبة له كأول رئيس يطلق زوجته خلال توليه العهد ، و كاول رئيس يرزق بإبنة و هي ثمرة زواجه من كارلا بروني ، هذه المذكرات و غيرها اسَّر بها ساركوزي في كتابه و هي قد تهمس بين سطورها إلى مزيد من الأسرار التي ما زالت طي الكتمان .

ترجمة واختيار سمية تكجي

المصدر: الباييس الإسبانية /EL PAÍS

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى