منتديات

حفل « بلطي » في مهرجان مدنين الثقافي الدولي/ الفن مسألة ذوقيّة والوصايا ترتيبات مهزومة

حفل « بلطي » في مهرجان مدنين الثقافي الدولي

الفن مسألة ذوقيّة والوصايا ترتيبات مهزومة

* حامد محضاوي _ تونس

كان لجمهور فن الراب بمهرجان مدنين الثقافي الدولي موعد مع الفنان العربي « بلطي » في سهرة شبابيّة سمتها الجمهور الغفير الذي توافد على ملعب المرحوم صلاح الدين بن حميدة ليشكّل مشهديّة رائعة رفقة فنّانهم المحبوب.

سريان فنّ الراب في ساحة الفعل الموسيقي التونسي مازال البعض يصنّفه كظاهرة أو فرقعة زائلة. هذا النطاق النقدي الموكول لتعاريف مسبقة وشخوص عن تغيير المعادلة النقديّة يثبت يوميّا فشله. المرحلة اليوم تفرض استقراء مغايرا ورؤية متنوّعة الرؤى، كي يصبح الفعل الفنّي والنقدي والجماهيري في موازنة نافذة وفاعلة.

لكلّ فرد الحقّ في إختيار النسق التفاعلي الذي يتماشى وجسده الثقافي ورؤاه اليوميّة. مسائل الضبط والتحجيم وخلق مواثيق فوقيّة للقيمة وتقييم المنجز عبرها تعاويذ فاشلة عاجزة عن خلق معنى حيّ في مدار المشهد العامّ.

فنّ الراب صار واقعا في التمثّل الحالي للساحة الموسيقيّة في تونس. لك أن تكون ضدّه أو معه، هذا أمر شخصي يعني الذات؛ لكن طرحه من المعادلة العامّة يعني فشلك في التقييم وقراءة الواقع. هذه الأنت الخاصّة لا يمكن أن تسحبها على الأخرين ” وهذا عين فشل جميع الرهانات “.

القراءة الواعية تجعلك ترى أنّ مصادر الإلهام الشبابي صارت تتأتّى من خارج المعادلة الرسميّة « دور ثقافة، إدارات، ضوابط » ونماذج متعدّدة تؤكّد هذا “الغرافيتي، فن الشارع، الفضاء المفتوح”. الراب أحد أهمّ هذه التمثّلات. القراءة الواعية أيضا تجعلك تفهم أنّ معادلة تشغيلك لاستقراء الحيني والراهني بمفاتيح السّابق تجعلك تدوّر وقوفك خارج المآل لا أكثر.

القراءة الواعية والنقد البنّاء يتشاكلان في عقل يؤسّس للمدى المفتوح ” الآتي والمتجاوز والمحايث ” بما يقطع مع رؤية راكدة ” أنا أرى “. التجذّر الأحادي يهرم ويشيخ وليس من الحكمة تأبيد الميّت في تقييم الجديد.

الفرد متى فهمته في يوميّه وممارسته وكنت منه وإليه سيكون في جمعه جمهورك، مسرحيّا كنت أو موسيقيّا أو أيّ مجال تعبيري أخر. اللوم سهل والتباكي سهل.

الراب لم تبسط له الدولة وهياكلها الطريق، ولكنّه مشى في سياق أنّ له تمثّل في الصدى الشعبي.

« بلطي » – كمعيار للقيمة ونموذج في هذا المجال – قدّم حفلا ناجحا ومارس الجمهور شغفه وهذا عين الرهان. عائلات وجمهور من كلّ الفئات، صورة لمشهديّة وافرة ووارفة الأبعاد.

تنوّع البرمجة عين صواب هذه الدورة من مهرجان مدنين الثقافي الدولي، وإحترام لجميع الأذواق في إطار الممكن والمتاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى