قصة مثل شعبي / بيننا ما صنع الحدّاد
يُعتبر هذا المثل أحد أشهر الأمثال العربيَة الدارجة والذي يُقال كدليل على البغض الشديد بين شخصين أو النزاع الذي ينشأ ويستحيل معه الصلح مرةً أُخرى. في هذه الحالة، يتم التعبير عن هذا الشقاق والكره بين الشخصين بالقول “بيننا ما صنع الحداد”، ولعلك تسأل نفسك: ما هو هذا الشيء الذي صنعه الحدَاد وتم استخدامه للتعبير عن الخلاف والضغينة؟ قيل أنَه السَيْف، أي أنَ الحدَاد يصنع السيوف وبذلك عندما يقول الشخص أنه بينه وبينك هذا السيف أي أنَ النزاع بينكما قد وصل إلى درجة القتال بالسيف.
في روايةٍ أخرى دارجة، قيل أنَه كان هناك رجلٌ على خلافٍ مُستمرٍ مع زوجته والشجار بينهما لا يتوقَف، حيث كانت تُكدِر عليه عيشته وتنغِص عليه حياته، فقال لها ذات يوم وقد طفح به الكيل: بيني وبينك ما صنع الحداد. فتعجَبت زوجته من هذه الجُملة وسألت نفسها عن ماهية هذا الشيء الذي صنعه الحداد ويقف بينها وبين زوجها. ثم غاب زوجها عدَة أيام وعاد بعدها وقد أحضَر في يده قطعة من الحديد صنعها له الحدَاد وأمر ابنه أن يطرُق عليها بقوَة، وأنَه سيظل يبتعد طالما كان يسمع صوت الطرق وسيتوقف فقط عندما يختفي الصوت.
وعلَيْه، سيكونُ بينه وبين زوجته هذه المسافة الدائمة، وبذلك أصبح بينهما صوت القطعة الحديديَة التي صنعها الحداد، ومن هنا جاءت قصة أشهر الأمثال الشعبيَة التي تُستخدَم للتعبير عن الشقاق والخلاف.