” تحت السواهي دواهي ” قصة مثل شعبي
1127 ـ قصة مثل : ( يما تحت السواهي دواهي ) ، في اللغة تعني : سواهي جمع ساهي ، الساهي هو الغافل قليل الكلام ، وهو المتظاهر بالسهو والغفله من صفاته قليل الكلام هادئ ، مما سجعل الناس يظنون انه بسيط لا يضر أحداَ ، مظهره يوحى بتدنى معنوياته لكنه كبير في عقله كبير في أفعاله مخطط حاذق يحسبه الحمقى والجهلاء ضعيف الرأي قليل العزم مغفل . ( دواهي ) : جمع داهية وهو الإنسان البصير بالامور العاقل الذي يتصرف بتخطيط ومن دون تعجل . ( ياما تحت السواهي دواهي وياما خلف المراعي في ذياب ) ، يضرب لمن يُتَّصَف بالبلادة والجهل والخمول ويُظهر لهم العكس تماماً ، ( الشكل لطيف والحركة تخيق ) ، و( ياما تحت السواهي دواهي ) ، فخلاصة هذا المثل ان هناك اشخاصا لا يتوقع الناس منهم فعل اي شي ، ولكن في المقابل يقومون باعمال يستغرب الناس فعلها منهم ، حيث أنَّ ظاهرهم لا يعكس ان لديهم النية أو القدرة على تنفيذ مثل هذه الاعمال ، التي تحتاج الى حبك وترتيب ، وكان هؤلاء الاشخاص خارج الدائرة لفعل مثل هذه الافعال ، ولهذا بعد انكشاف امرهم يقال عنهم : ياما تحت السواهي دواهي ، يعني ان هناك اشخاص متخفين عن الاعيان ولكنهم خطيرين حينما يخططون لأمر (ما) . وفكرة المثل نابعة من أن النهر إذا كان عميق الغور جرى على نحو هادىء لا صخب فيه . أما النهر الضحل الذي تجري مياهه فوق الصخور أو الحصى فصخّاب ذو ضجيج ، ومثله البحر الي يكون هادئا من أعلى وقيه تيارات ودوامات من الداخل ، فقيل في اللغة العربية : ( تحت السواهي دواهٍ ) ، فمُرّ بالبحر الهائج ولا تمر بالبحر الهادىء .