المضحك المبكي…بقلم الكاتبة حنان رحيمي
إلى الوراء..دُر..
…………..
بفضل ورعاية حكوماتنا المتعاقبة على إلتهام البلد..”بروح الشبعان بيجي الجوعان”.. عاد الشعب اللبنانيّ إلى إحياء تراث أجداده، وبعث المهن القديمة التي انقرضت.
عاد الشعب إلى التجديد، فقلب اللبناني يعشق كلّ جديد..
في زمن الدولار من سيستطيع شراء حذاء بعد الآن؟
لذلك علينا القيام بالتقشّف.. نعم التقشّف في المشي، وعمل حساب لكلّ خطوة نخطوها كي لا نمشي بعد ذلك حفاة.
من هنا عادت مهنة “الكندرجي” أو “العتقجي”..إلى الواجهة بكلّ قوة.
وأيضاً يا مواطن هناك الثياب!.. فلا ثياب جديدة بعد اليوم..
من عنده ثياب فليحافظ عليها جيداً، ويحميها من تكرار الغسيل خاصة إنّها ستُغسل بلا مساحيق غسيل نظراً لعدم توفّر هذه المادّة المنظّفة التي أصبحت بسعر الذهب.. ولا تحلموا بشراء الثياب البالية فهي تصل إلى البلد على كفّ الدولار.
من هنا عادت مهنة “ترقيع الثياب” كي لا نصبح عراة، ونعود في القرن الواحد والعشرين إلى ورقة التوت.
أيضاً يا مواطن ما تذوّق يوماً معنى المواطنة..هناك موضوع الاستشفاء.. فلا داعي بعد اليوم للموت أمام المستشفى.. ولا إلى تضييع الوقت بإقامة الأفراح والليالي الملاح في حال فاز مريضنا بسرير في مستشفى بعد تقبيل قفا الزعيم ولعق حذائه وأحذية حاشيته..
هناك مهنة الطبّ الشعبيّ، يُجبِرون العظم المكسور، لا مشكلة إن بقيت القدم او اليد عوجاء .. يقلعون الأضراس، ويصنعون أطقم أسنان، يعالجون بالأعشاب.. “إذا ما نفعت ما بتضر”..
فالدواء أصبح يحتاج مارد الفانوس السحريّ للحصول عليه؟.
وهناك المشعوذون والدجّالون فهم اختصاصيو عمليات جراحية بوساطة الجنّ.. أيضاً يعالجون أخطر الأمراض النفسيّة بالتعاويذ والأحجية.. لذلك علينا وجب علينا الاستعانة بهم.
الكهرباء.. مسألة الكهرباء سهلة جدّاً فتجارة اللوكس أبو شاشة عادت إلى الازدهار..لان حضرة السيدة فاتورة..فاتورة الاشتراك بالموتور تضخّمت، وما عاد باستطاعتها العبور إلى منازلنا.. والدرس للأولاد على ضوء الكهرباء لم يعد ضروريّاً، “بلا مدارس بلا بطيخ.. العلم ما بطعمي خبز..”
أيضاً وبلا “مؤاخذة منكم” في الماضي وقبل إبتكار الحفاضات، كان الناس يستعملون الخرق العتيقة لِأقفية الأطفال وكبار السنّ وذوي الإعاقة الجسدية.. وهذا ما بدأ الناس يفعلونه الآن في ظلّ دولتنا الحنون كي لا تفيض الأقفية وتُغرق من ابتلعوا حتى حفاضات العجزة .. فسعر كيس الحفاضات أصبح أضعافاً على أساس أنّ من يحتاجه سيسافر على متنه للاستجمام في جزر الواق الواق..
و تصبحون على وطن …!!!
صوت الذين لا يجرأون على الكلام ..
رسالة وجعية من قلب الواقع الذي وصلنا إليه.. لطالما عرفتك يا استاذة حنان تحملين الهم مضاعفاً، وجعك الدائم ووجع الناس ومعايشتك لهذه الأوجاع.. قلمك وحرفك تعبير عن كل كواطن أكل الوجع لسانه ولذ بصمت المصدوم مما آلت إليه أوضاعنا وأوجاعنا..
كلام صحيح لكن التعجب من رجالات الدولة كل احد منهم توازي الدين العام واكثر وجميعها سرقة خيرات لبنان واتعاب الشعب لم لا ينقذونه والاموال موجودة فقط اعادة ضخها بالاسواق