مقابلات

حوار مع الشاعر مارون أبو شقرا في “حبر أبيض

الشاعر مارون أبو شقرا :

كل الألقاب فقاعات، وحده الزمن من يكرّس أو يتجاهل.

  • اتجاهي نحو الشعر العامّي غير نابع من موقف إيديولوجي. الشعر حقيقة إنسانية.
  • القصيدة كائن حيّ لا معنى له إن فقد روحه، وهو يستمدّ ماء حياته من ذات صاحبه، والقصيدة بغير ذلك تكون نهرًا جافًا وثوبًا مملوءًا باللاشيء…
  • الفنّ هو الناطق الرسمي باسم الوجود، وباسم الروح، وباسم العقل، وباسم الحياة.
  • الوباء الأكثر وبالًا على الشعراء في رأيي هو :
  • الحسد ، الغرور ، اللامعرفة ، اللاإنصاف ، الإفراط في النرجسية …

تقديم:

فرادته هذه المقدرة الأصيلة فيه على تحقيق ثنائية الشاعر وقصيدته، وكيف يكونان واحدا، لا ازدواجية ، ولا مواربة ولا تلفيق ، ولا تلميع صورة، أو ادعاء بريق .

فرادته أنه الإنسان أولا وثانيا وأخيرا، وبعده يأتي الشاعر وكل ما يحيط بصورته من هالات وسطوع وشهرة.

أنا أحببته من أول قصيدة له سمعتها، من أول ابتسامة ارتسمت على شفتيه بلا مكياج، من أولِ مصافحة حملت قلبه في كفّ أبيض كالله.

مارون أبو شقرا ، القصيدة في شواهقها النبية ، في سلطنة العصافير فيها، وتموج الأنهار، وتراقص الحقول..

ومارون أبو شقرا، في هذا التواضع الذي يليق حقا بسلطان فريد ، وهذا الفيض من المحبة الذي يملأ كل كيانه، ويفيض على كل من وما حوله من مخلوقات الله .

ضيف السبت محاولة للتواصل رغم أنف العزلة المفروضة علينا، وفي كل سبت سيكون معنا مباشرة شاعر أو روائي أو رسام أو مسرحي ، نتحاور معه، ويقدم لنا تجربته على طبق المحبة.

هذا اللقاء تم مساء السبت 21 آذار 2020 على منبر “حبر أبيض” ، شاعرات وشعراء وإعلاميون وجهوا أسئلتهم ، ومارون أبو شقرا ضيّفنا قلبه وليمة بلا حدود وتنوعت الأسئلة والأجوبة بين الفصيح والمحكي ، هما معا زوادة القلب .

مردوك الشامي

مارون أبو شقرا، بوجودكم بيننا يتسع المدى ويلامس البوح قرنفل النبضة وبحيرات الوجدان .. بداية أسأل:

  • للذين يتابعون لقاءنا عن بعد ، أخبرنا عن طفولة الرجل الذي صار الملك حين اقترف القصيدة ، وفي أي مرحلة خاصرك الوحي وسلّمك أمانة الحرف؟
  • كيف يرى مارون الشاعر مارون الإنسان، والعكس أيضا، وإلى أي مدى تكون قامة القصيدة أعلى إذا شابهت صاحبها وكانته؟

الشاعر مارون أبو شقرا : بداية ألف شكر لمردوك الأدب والشعر والثقافة، للحبر الأبيض، ملتقى القلوب والعقول والأرواح والأذواق.

حول طفولتي، نشأت في منزل يهوى سماع الموسيقى وحفلات الزجل، جَدي لأمّي أنشد العتابا، وخالي شاعر زجل معروف صاحب صوت بديع وذائقة خطيرة وشاعرية مرهفة اسمه عصام حنّا…

كأيّ طفل في قرية، لعبت بالتراب والثلج، ربّما شحنتني المدرسة الداخلية بمزيد من عاطفة وثورة أسئلة أسهمت في صقل ذائقتي وحسّ تساؤلي. في عمر المراهقة (14 سنة) بدأت براعم حروف الروح تتفتّح في نفسي، وبعد انتقالي إلى زحلة، حضن موهبتي (إذا أمكنني ادّعاء الموهبة)، الشعراء الكبار نقولا يواكيم رحمه الله، وجوزف غصين وجورج مسلّم والمفكّر الناقد الياس الغناج أطال الله في عمرهم، فصوّبوا ودعموا ونقدوا بعد أن تلمّسوا بعض شاعرية، وكان لي الحظّ أن التقيت وصادقت الموسيقيين ربيع الحداد رحمه الله، وجورج المعلوف وطوني عاصي وأندريه عطا، وفي مرحلة لاحقة آل الأشقر وإيلي معلوف، حفظهم الله جميعًا.

كان لعيشي في زحلة مع من ذكرت كلّ الفضل، ليس في رعاية الموهبة فقط بل برفدي بأكثر من مَعين ثقافي فتح لي آفاقًا معرفية كثيرة.

”صار الملك حين اقترف القصيدة“؟! الملك تعيس يحكم ولا يحلم. إنه غريب عن نفسه.

في مسرحية هالة والملك: «الملك ما إلو مستقبل.. واقف عا الباب الأخير، عا الباب المسكر.. ما بيقدر يحلم أكتر لأنو مَلِك، شو بعد بيقدر يصير؟ الملك ما عاد يطلع.. ما عاد يقدر يتحرك، إذا تحرّك بينزَل» (أي يسقط).

وأنا أحبّ أن يكون لشعري سلطان على القلوب، وأن أكون أمينًا على الروح لا الحرف وحسب. حتى صفة أمير الشعر فيها سلطة لا أرغبها.

لست راضيًا عن مارون الإنسان، ولا عن مارون الشاعر، ولا أقول هذا من باب التواضع، أحاول أن أقوّم ذاتي باستمرار. أمّا فيما خصّ قامة القصيدة، فهي كائن حيّ لا معنى له إن فقد روحه، وهو يستمدّ ماء حياته من ذات صاحبه، والقصيدة بغير ذلك تكون نهرًا جافًا وثوبًا مملوءًا باللاشيء… أجمل الشعر أكذبه بالتخيّل والتصوير والمبالغة لا بصدق الوجع وحقيقة المعاناة وبياض الشعور والنبض وحسب. القصيدة توأم الذات، مرآتها، عينها.. رؤياها.. أفقها.. ملعبها.. حلمها.. ولسان حالها الناطق باسمها، هي الخمرة غير المنفصلة عن عنقود الدالية، هي البَعد الملتصق بالآن، المعبّر عنه، الذائب فيه الآخذُة معه نحو الأجمل والأبهى والأبقى، وبغير هذا التماهي بينها وبين مبدعها لن يدهشك تعبيرٌ ولن يمسّك تيّار.

  • رنه يحيى :
  • سمعت أنك جبل من الإنسانية وشاعر بحجم حروف الأبجدية

لكنني عندما التقيتك لفترة طويلة في ملتقى حبر أبيض أدركت حينها أنني لم أكن أعرف سوى بعض أحرف منك وأن فيك الكثير الذي لا يمكن سبره بسرعة

مارون الشاعر،هل تعتقد أن للشعر شكلا أو نوعا لا يرتقي الا به؟

هل تحبذ للشاعر أن يخوض كل أشكال الشعر كأن يكتب النثر أو المحكي أو الموزون معا؟أم أنه يتفرد بنوع ما؟

هل تعتقد أن الشعر من يرسم حياة الشاعر أم الشاعر من يرسم مسار الشعر؟

هل تؤمن بأن شهرة الشاعر هي معيار شعريته وقدرته الشعرية؟

هل تعتقد أن ثمة قصيدة علينا تمزيقها ؟

ما رأيك بفكرة شعر المناسبات ؟

مارون الإنسان ، هل تعتقد أن جمال الشعر وعلوه يكمن في أن يكتب الشاعر أناه وحاله الوجودية وعلاقته بالآخر لا أن يفتعل موضوعات ؟(مثال:الكثير يعبر ان هذه القصيدة مثلا لا تعبر عن حالي كتبتها بشكل عام)

عذرا كثرت أسئلتي بحجم شاعريتك

الشاعر مارون أبو شقرا : الدكتورة رنو يحيى

شكرًا لمديح لا أستحقّ…

بصدق لست جبلًا من إنسانية، أنا ذرّة بشريّة في هذا الكون العظيم أحاول أن أُلبس برد حكاياتي ثوبَ صبر ومعطفَ أناة…

بالعودة إلى أسئلتك سيدتي:

الشعر هو الشعر، بغضّ النظر عن الشكل أو القالب… القافية هي آخر محطّات الشعر، أن تمطر غيمة: شعر. أمي تهزّ سريرًا: شعر. أول وآخر قبلة: شعر. أبي يمسح عرقه بكمّ نبله: شعر.

الشعر في كل ما هو جميل، الكتابة هي شكل من أشكاله وأحد تعبيراته… من هنا، أنا مع كلّ أشكاله وأنواعه، وحده النص يحدّد قيمة نفسه…

ويوم أجد نفسي ميّالًا وقادرًا على التعبير الشعري بطريقة جديدة، سأفعل. اتجاهي نحو الشعر العامّي غير نابع من موقف إيديولوجي. الشعر حقيقة إنسانية، والحاسّة الشّامّة التي تطرب لزهر الليمون قد ترقص ودون حرج أو افتعال أو انتباه لعطر الجوري…

فيما خصّ المسار المشترك بين الشاعر وقصيدته أجبت عن ذلك في ردّي على سؤال العزيز مردوك…

فيما خصّ الشهرة والشاعرية، وإذا ما كانت الشهرة هي المعيار، قطعًا لا، الشهرة تصنع نجم تذاكر لا تصنع شاعرًا، أين شهرة نقولا يواكيم من شهرة ذاك ”الشاعر الغنائي“، ولكن أينه هذا النجم من شعرية يواكيم وشاعريته، ومواهبه وعبقريته؟ ماهية النجومية الدعاية، ماهية الشاعرية الموهبة. تستطيع أي وسيلة إعلامية أن تصنع ”نجمًا“، لكن لو اجتمعت كّل قوى الأرض لن تصنع موهبة.

الجماهيرية شيء والشاعرية شيء آخر…

لطالما مزّقت وسأمزق الكثير، قالها أنطوان طوق: «لا تنتظر الزمن ليمزّق لك قصيدةً ليست بتحفة، مزّقها أنت الآن.»

حول شعر المناسبة، عندما تكون المناسبة في موضوع جماليّ قيميّ يستحق فما الضير في أن نكتب فيها؟! لست شاعر بلاط، وأكره قصيدة البلاط وبلّاطي القصيدة، الذين يرصفون الساحات قصائد كالسجاد الأحمر، طمعًا بمردود حقير… لكنّني أكبر إذ أكتب في مناسبة توقيع ديوان شعر لشاعر بحجم الخالد ألبير حرب.. أن تكتب بألبير حرب كأنّك تكتب في وطن، وأنت تمتدح مسارًا إنسانيًّا إبداعيًّا يحمل قيمة الجمال المتضمّن الخير والحقّ، بغير التفات أو انتظار لعطية سوى إرضاء الذات والشهادة للحقّ والحقيقة من خلال الإضاءة على موهبة جليلة من مواهب بلادك، التي لها أن تفخر بما قدّمته هذه الموهبة من شعر عظيم.. يأخذ عليّ بعض الحاسدين أنني كتبت شعرًا بشعراء أصدقاء، أترك لهؤلاء حسدهم ينعمون به في وحول الأرض، وأمسك بقصائد أصدقائي ودواوينهم، وأسمو متفاعلًا مع كتاباتهم الأخّاذة وراحة ضميري… متجاوزًا رداءة التصاوير، صاعدًا نحو التبصّر والبصيرة والعقل والروح والغايات الأسمى…

جمال الشعر في كمال التحفة، والكمال هو كمال المبنى وكمال المعنى، المنهج والموضوع، الفكرة والصورة…

  • حنان فرفور: سلام للجميع ، يسعد قلبك أول شي اشتقنالك قد الدني

تاني شي:

أية قصايد تعيش أكتر برأيك؟ وما رأيك بإشكالية القصيدة والقضية؟

الشاعر مارون أبو شقرا : الشاعرة الصديقة حنان فرفور

قالها محمد الماغوط يومًا: “نزار قبّاني، شاعر كبير في قضايا صغيرة”، لست ممّن يرتاحون لحدّيّة إقصائية إلغائية، وما به الفن؟؟ والبرناسية ليست عيبًا (رغم اقتناعي أن الفنّ قضية إنسانية)، أليس الجمال قيمة مطلقة تحتضن الخير والحقّ وتشملهما؟ أوليس الحبّ قضية مثلى في الحياة ومقاصد سامية؟ وهل الدين إلّا الحبّ كما رأى الشيخ حسين الخشن؟ النص في الإنجيل العربي قال: الله محبّة، في النسخة الفرنسية: الله حبّ.

أن ترتفع القصيدة بخورًا على مذبح الجمال هو أن تكون قضيتها الإنسان حتمًا. الجمال ليس ثانويًا…

الفنّ هو الناطق الرسمي باسم الوجود، وباسم الروح، وباسم العقل، وباسم الحياة، وباسم التأمّل ولطالما كان ناطقًا باسم الفلسفات والميثولوجيا واللاهوت، ولطالما ادّعت هذه المعارف حملها قضايا الإنسانية. نعم بإمكان الفنّ أن يخلّص العالم، حتى في مخاطبته للذوق البشري، أراه يأخذ بنا نحو مكان أجمل وأكثر نقاءً.

  • مارون الماحولي: سلام للمردوك… وللمارون

شو احب ٣ قصايد ع قلبك

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديق مارون ماحولي

أحبّ ثلاث قصائد إلى قلبي هي:

ما كتبته لحبيبتي

ما كتبته لأهلي

ما كتبته لوجعنا الإنساني / الوطني

د. يسرا بيطار: شاعرنا الذي نحبه

كيف يصف العلاقة بين العاطفة والصورة ؟

(هامش : عندما طلب من السيدة فيروز إجراء مقابلة قالت :

رح جاوب بسرعة عن سؤال واحد لأني بغني أحسن ما بحكي !

لذلك نحب أن نسمع الشعر أكثر)

الشاعر مارون أبو شقرا: د. يسرا بيطار

رغم أنني من القائلين بالمدرحية في الإطار الشعري، بوحدانية المادة والروح، فالمادّة هي جسمانية الروح والروح هي طاقة المادّة، فالعقل هو بعض تجليات الجسد ومن منبثقاته، وخارج الجسد لا عقل ولا فكر، وبأن الشعر هو تزاوج العاطفة والعقل، لذلك هو وجود ووَجْد، وفيه يتجلّى الوجدان ويتخطّى ليتشظّى. مع ذلك أقول:

عرّف المفكّر جورج الأشقر الجمال بقوله: «هو الإلحاح على الكلمة لكي تتجسّد».

إذا كان الجمال في تجسّد الكلمة، فإنني أرى أن العاطفة التي هي أحد عناصر الشعر الواحد الأحد بكلّ أقانيمه تتجسّد في الصورة.

تشبه العاطفة تلك الطاقة الولّادة والصورة هي الجسد الظاهر المرئي…

  • محمد علي رضى عمرو 1 – تشهد ساحتنا الثقافية ولادة يومية للشعراء ، هل برأيك هذه الظاهرة سليمة أو أن لها مردودا سلبيا على واقعنا الثقافي ؟

٢ – البعض استسهل حمل لقب شاعر ، برأيك من هي الجهة التي تمنح هذا اللقب ، وإذا سلمنا جدلا غياب هذه الجهة ، برأيك ما هي المعايير الأدبية التي من المفترض أن يعتمدها حامل اللقب ؟

3 – لك إطلالات عديدة في أكثر من منتدى ، من هو المنتدى الذي يعمل بصدق في تقديم الأمسية الشعرية دون مسايرة ، ومع كامل الاحترام والتقدير لكل المنتديات الثقافية العاملة في لبنان !

4 – هناك العديد من الشعراء لم تسمح ظروفهم المادية من إصدار ديوانهم الشعري ، برأيك من هي الجهة القادرة على مساعدة هؤلاء الشعراء ؟

٤ – ما هي الأجواء المناسبة للأمسية الشعرية ، لا سيما وأن هناك انتقادات للأمسيات التي تتضمن تقديم طعام وشراب في المطاعم؟

٥ – المنافسة مشروعة ، من هو الشاعر الذي ينافس مارون أبو شقرا ؟

٦ – والسؤال الأخير ماهي الكلمة الأخيرة التي توجهها لجميع الشعراء ؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديق العزيز الاعلامي محمد علي رضى عمرو

مساء الورد

١/ الأمر مرتبط بجودة القصيدة، قد تشكّل هذه الكثافة حوافز للتنافس نحو تقديم الأفضل وقد تأخذ بنا باتجاه استسهال وعاديّة …

رغم أنه لا يمكننا منع أحد من التعبير عن ذاته، يجب إيجاد إطار يضمن حدًّا من المقبولية ، والأمر مرتبط بالذوق العام اوّلًا وأخيرًا ، لا طريقة أخرى برأيي، يجب العمل فقط على رفع وتهذيب ذوقنا العام …

٢/ كل الألقاب فقاعات، وحده الزمن من يكرّس أو يتجاهل …

أمّا فيما خصّ المعايير ، فالموهبة هي الأساس والثقافة الصاقلة لها ، التجربة التمرّس التجديد والابداع .

٣/ المنتديات جميعها تلعب دورًا رائدًا في غياب سياسة مجتمعية ترعى الثقافة .

٤/ قام منتدى شواطىء الأدب مشكورًا ببادرة ممتازة بهذا الخصوص، ففي وضعنا لا ننتظر جهات رسمية أو غيرها لتقوم بهذا الأمر ، كل ما نأمله هو الاعتماد على مبادرات فردية كالتي ذكرت.

٥/ حول الطعام والشراب ، كنت أبحث في الثمانينات والتسعينات ومطلع الألفية عمّن يسمع شعرًا وغالبًا ما وجدت، المهمّ أن نجد من يسمع، أحلم بيوم أرى فيه الناس تتوافد الى ملعب كرة قدم ليحضروا أمسية ، انما …..

٥/ لست من هواة المنافسة، كثر أفضل منّي وأنا أتعلّم منهم ، وأقولها بصدق، نحن نعيش حقبة القصيدة الذهبية ، والفعلة كثيرون

٦/ تعالوا نبني مستقبلًا للقصيدة يستحقه لبنان

جمانة نجار: لقاؤك يصادف عيد الام ما موقع الام في حياتك وفي القصيدة

ايضا لك في الغزل أجمل الشعر هل تتقصد نساء بعينهن ام أنك تبحث عن امرأة المستحيل

الشاعرمارون أبو شقرا: الصديقة العزيزة الشاعرة جمانة نجّار

أكثر ما أحبّ بي ، هو أنني عاشق، وما كتبت يومًا قصيدةً لامرأة متخيّلة ، نعم حبيبتي مستحيلة التكرار ، لكنّها موجودة …

وكل هذا الحب الذي أشعر به ، ما كنت لأحسّه لو لم تزرع يد أمي على وجهي ووجه قلبي انبل الحكايات ..

ناريمان علوش:غالبا ما يوصف الشعراء بأنهم نرجسيون.. إلا الشاعر مارون بو شقرا الذي يتفق الجميع على أنه كبير بتواضعه وترفّعه عن حب الأنا.. يحاول الإضاءة على إبداعات غيره أكثر مما يضيء على نفسه وهذا ما يجعله في دائرة الشمس يسطع أينما حلّ.. شاعرنا الغالي مارون بو شقرا، ما هو السر في هذا التواضع؟ وما الذي يميّز الشعراء النرجسيين عن اللانرجسيين على العلم أن الكثير من الفئتين أبدعوا وتميّزوا..

الشاعر مارون أبو شقرا : العزيزة ناريمان علوش

الأرض تسع الجميع، لم يلغِ بيتهوڤن موزار ولا شوپان ألغى شتراوس، المكان واسع والجمال لا يحدّ، وعوض أن يتآكلني الحسد ، أستمتع بقراءة غيري … وببساطة أتعلّم منهم حيث أجادوا ، وأتعلّم أيضًا حيث قدّموا العادي…

  • رباب الموسوي هل برأيك استاذي دائرة الشعر المتسعة يوم بعد يوم طفرة شعرية حميدة؟

سؤال تاني : كيف شايف المحكي بكرا؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الشاعرة الصديقة السيدة رباب الموسوي

الزمن سيغربل الجميع ، ومن حق أي كان أن يحاول ، وأن يعبّر عن ذاته، علينا أن نهذّب ذوقنا العام ليكون بمقدوره التقاط الأجمل ….

بخصوص الشعر العامّي ، برأيي ويؤيدني كثيرون على رأسهم العلّامة البروفسور ديزيريه سقّال أننا نعيش اليوم في الحقبة الأهم من حيث جودة القصيدة..

  • زينب حمادة: مارون ..الشعر

ميزان الحلا لقصايدي

في قصايد لكتار بتعتمد على التصنيع والتركيب واوقات بصور غير مطابقة للواقع والمنطق وطبيعي تكون خالية من الاحساس .

اياها بيفضل مارون

قصيدة مليانة صور ورسومات ما منقدر نستخلص منا الفكرة ولا قصيدة مبنية على فكرة واحساس ؟

وبظل هالفوضى والكثافة العددية بالوسط الشعري والمسايرات الفاضحة لاسم مشهور معقول يضطر مارون بداعي الصداقة يساير قصيدة غير كاملة كمبنى ومعنى وفكرة ودهشة؟

بعيدا عن التشجيع اللي بيتضمن التصويب على الثغرات طبعا .

وشو هيي القصيدة الكاملة بالنسبة لمارون

ثم ..شو رأي مارون بأشخاص ما عندن الالمام بالقصيدة المحكية وعم يطلعوا يقيمو شاعر محكي وقصايد محكية ؟

او العكس طبعا بالنسبة للقصيدة الفصحى

الشاعر مارون أبو شقرا: الشاعرة الصديقة زينب حماده

أنا بقول القصيده بتطلع من القلب غجريه حلوه كتير، العقل بيعمل منها ستّ ولا أجمل…

شرط كتابة الشعر وحدانية العقل والعاطفه.

قصيدة المشاعر بس: غجريه، قصيدة العقل بس: مانيكان…

النحت اللي بيخليني اتفركش -انا وفايت ت شوف المنحوته- بالإزميل والمطرقه، بيوجّع القصيده… لهيك القصيده اللي ما فيا غير رسومات مشربكه أنا ما بتستهويني…

بخصوص اللي سمّيتيُن الكثافه والفوضى، من حقّ كلّ الناس تعبّر عن حالا، والزمن بيغربل. ما حدا بيقدر يمنع حدا يكتب. من حقّ كل الناس تقول، ومن حقّ الزمن يقرّر مين بينسمع وع مين رح يسكّر دينيه وعيونو….

القصيده الكامله هيي التحفه الجديده المنحوته الكريستال اللي ما فينا ندقرا إلّا براس روحنا، مش بروس صابيعنا، اللي ما فينا نْنقّص منا ولا نزيد عْليا، واللي هيي بتزيد علينا مش بتنقّص منّا ومن وقتنا…

بخصوص النقد المتاح لمين م كان، إذا طبيب بيقلّو لمريض خود هالدوا (شو م كان الدوا، انشالله سم)، المريض بياخدو، وهيك مع المهندس ومع المحامي، نصايحن ما بتنردّ، وما حدا بيعطي رأيو باللي بيقولوه. الفن مش هيك، الفن بيتوجّه لذوق الناس، لهيك بتستسهل الناس، كلّ الناس، تعطي رأيا فيه، جاهل بيعطي رأيو بمنصور الرحباني، ومسكين فكريًّا بيقيّم سعيد عقل وفيروز، وغيرو بيسخر من فيلمون وهبه أو من موريس عواد، هالمعضله بدّا مجتمع يعالجا، وزارة تربيه ووزارة ثقافه، وَسايل إعلام ومدارس وجامعات وأنديه ومنتديات… نرجع نبني الذوق العام، اللي خرّبتو ظروف متعدده. مسأله بدّا جهد ونفس طويل والطريق صعب بس مش مستحيل…

وهون بوجّه تحيه لحبر أبيض وشواطي الأدب وقناديل سهرانه وتجاوز ورابطة الإبداع وشهرياد وأصل الحكي وكل منتديات الجنوب وأستاذ سليمان جمعه وغيرن اللي عم يحاولو يرجعو يرمّمو اللي تهدّم من ذوقنا العام

  • ابراهيم شحرور : العزيز مارون

ما الذي يضيفه الغناء والموسيقى للشعر؟

وهل هناك خلطة أو وصفة تجعل من قصيده

ما صالحة كي تكون اغنية ناجحة؟

الشاعر مارون أبو شقرا الصديق الشاعر الدكتور ابراهيم شحرور

إذا كانت الفنون جميعها تعبيرًا غير مباشر عن مشاعر، فالموسيقى هي تعبير مباشر عن هذه الأحاسيس.

يستخدم المخرج السينمائي الموسيقى ليضعك برمشة عين أمام الإحساس المراد، فاذا قصد إشعارك بحزن، أسمعك نايًا على مقام الصبا الحزين مثلًا، وإن ابتغى إرعابك لجأ إلى لعبة موسيقية،،، الخ.

لهذا تُضاعِف وتنميّ وتحيي الموسيقى تفاعلَ المتلقّي، من حيث أنها إضافة جمالية على الشعر، طبعًا ليست ضرورية بمعنى أنه بإمكاننا قراءة قصيدة دون لحن، لكن اللحن الناجح يجعلها أكثر قدرة على الاختراق والفعل…

معها يتوحّد المباشر بغير المباشر، التلميح الشعري بالتصريح الموسيقي، وكأننا في أرجوحة من ورع..

“من رتّل صلّى مرّتين” قالها القديس أغسطينوس.

في الصلاة مناجاة ربّ، أن تقرأ الأفراميات تناجي، ترتفع لتخاطب الإله، أن ترتّلها تصل ألطف وأقل كثافة، تخترق الأفق، تشفّ وترّق، تأخذك الموسيقى إلى نجواه كأنك ملاك…

تقرأ ابتهالًا فتخشع، تسمعه بصوت محمد عمران فتشعر أنّك بحضرة اللاهوت وعلى أقدامك تسير السحب، تسمع تراتيل الميلاد بصوت فيروز أو قدّوس وديع الصافي، فينشقّ حجاب الهيكل ويظهر الروح على شكل حمامة على شباك القلب….

فضلًا عن قدرة الموسيقى على التغلغل في ذاكرة الشعوب، وقوّتها في فرض ذاتها على أعماق البشر، فأكثر ما يعرفه الناس من الشعر الأندلسي هو ما حفظوه ملحَّنًا….


بخصوص الخلطة أو الوصفة التي تجعل قصيدة ما صالحة للغناء، نعم هنالك وصفة سرّية لم أكتشفها بعد ولم يكتشفها أحد سوى الأخوين رحباني، من نعم الله علينا أننا عشنا في عصر فيروز والأخوين، استطاع الأخوان رحباني التقاط السرّ بعبقرية قلّ نظيرها، ولم تعرف البشرية حتى الآن نظيرًا لها. للأغنية حدّان لا يمكن تجاوزهما، فإن علا النصّ صعوبةً رفضه جمهور الأغنية، وإن تدنّى سهولة دخل في مجال الانحطاط، ما فعله الرحبانيان أنهما أدركا هذين الحدّين تمامًا فقدّما لكلّ الناس بكلّ مستوياتهم الفكريّة أغنية راقية قادرة على إبهارهم جميعًا…

ببساطة ليتني أدركت هذا السرّ.. برأيي، أنه في قصيدة “أكتبني قصيده” التي أنشدتها عبير نعمه استطاع حبيب يونس العثور على هذه الخلطة…

  • سليمان حذيفة :مارون ابو شقرا

ملك الحرف

شو رايك بتخصص الشاعر بلون معين بالشعر وهل اذا الشاعر ب يكتب اكتر من لون بشعرو. بينحسب الو او عليه؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديق الشاعر سليمان حديفه ، النص الأول من السؤال جاوبت عليه ، النص التاني برأيي إنّو بتنحسب إلو … حبيب يونس شاعر مهم بالمحكي وشاعر مهم بالفصحى ، هالشي بيزيد ع حبيب برأيي مش بينتقص منّو .

  • جمال عامر: أول سؤال وأهم سؤال عندي : كيف صحتك وطمني عنك بتمنى تكون بألف خير والصحة منيحة والبال مرتاح وعم تقبض راتب آخر الشهر وعم يكفيك لتغطي مصاريفك ب هالايام العاطلة اللي عم تمرق علينا؟؟

ثانيا : الامسيات الشعرية كتيرة والمنتديات الشعرية أكتر والشعرا أكتر وأكتر والجمهور قليل الا باستثناء بعض المنتديات ( عندها جمهورها) من خارج نادي الشعراء .. انا بشوفها ظاهرة غير صحية شو رايك وشو الاسباب بنظرك؟

ثالثا : ليه ما بيصير في رابطة للشعرا تجمعهن تهتم وتنظم أمورهن وأمسياتهن وتحميهن معنويا وماديا بالتعاون والمشاركة مع المنتديات ؟؟

مع تحياتي وكامل شوقي يا ملك.

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديق جمال عامر

جزء من السؤال والمتعلّق بكترة الشعرا جاوبت عليه عند الصديقه زينب حماده،

بخصوص عجقة المنتديات والأمسيات، صحيح اللي عم تقولو، وكان صار في أكتر من محاوله للتخفيف من تضارب المواعيد، وبعرف إنو الصديقه الشاعره والإعلاميه ناريمان علّوش عندا فكره مهمّه حول تنسيق المواعيد. يا ريت المعنيين يتواصلو معا، ويسمعو فكرتا..

بخصوص الرابطه، ممكن إنشاء هيك جمعيه، وضروري يتجمعو الشعرا، بس بعتقد إنو هالإطار موجود باتحاد الكتّاب اللبنانيين، وهوّي جمعيه مرموقه ع مستوى العالم، بتضمّ كبار من أهل الأدب والشعر والفكر والقلم، ومؤخرًا انتخبو هيئه إداريه نشيطه من قامات أدبيه وفكريه كبيره ومحترمه…

انشالله عبر هالصفحه صوتك بيوصل لأن بعتقد بعض أعضاء الهيئه الإداريه موجودين ع الصفحه…

وأنا بشكرك ع محبتك وتقديرك…

  • الشاعر سليمان طراد : مارون بو شقرا كتب زجل؟ وكيف عرف انو شاعر وكيف داق اول قصيده وشو هيي القصيده وشو الفرق بين القصيده والمرا المرابنعرف المرا مره وحلوه هل القصيده فيها طعمة مرا وين المرا بشعر مارون الانسان مش الشاعر

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديق الشاعر سليمان طراد

نعم أنا بلّشت متل كل شاعر ع وجّ الأرض أكتب زجل ، م الشعر بيخلق من رحم الزجل ، متل م الكمنجه خلقت من رحم الربابه ….

كنت ابن ١٤ وقت بلّشت اكتب وكان استاذي بالمدرسه الله يرحمو د عادل كيّال يحب الشعر ، وقّف الدرس التقليدي وعطاهن لرفقاتي قصيده الي يعملو تحليل عليا ، وطبعًا كانت قصيده ع قدّي…

وهيك بلّشت …

المرا أجمل قصيده، القصيده اللي ما فيا إنسان ما بتقلّي شي ….

برأي بعض الكبار ، منهن سعيد عقل انو يمكن الغزل يكون كل الشعر ، انا ميّال ت اتبنّى هالكلام ….

اجمل قصيده هيي القصيده اللي بتنلف بقلب ت تنكبّ ع باب حبيبه …

ميار برجاوي ١: -بين أول قصيدة كتبتها في عمر ١٤ وآخر قصيدة كتبتها ثمّة زمن. زمن من التجارب المتغيّرات الشخصيّة والإجتماعيّة والوطنيّة. بين هذين الزمنين ما ثبُتَ في قوافي الشاعر مارون أبو شقرا وماذا إهتزّ أو تبدّل بالدرجة الأولى؟ وماذا يفعل الزمن بأبجديّة الشاعر تجاه وصف المشهد نفسه ولو كان مجرّد تأمّل مثلا لشمس تشرق أو موج بحر يتلاطم؟

٢-غالبًا الشعر المحكي يجد صدى واسعا في البلد الذي يحكي هذه اللهجة وفي بيئات ذات لهجات مشابهة، مقارنة بالشعر الفصيح الذي ينتشر على نطاق أوسع نظرا لصعوبة أو بالأحرى محدوديّة إدراك بعض الشعوب لمصطلحات عاميّة معيّنة. فماذا عن إمتداد أثر شعرك المحكي وصداه على المستوى العربي في بيئات ذات لهجات مختلفة؟ وأين تكمن قيمة الشعر المحكي في حفظ تراث المفردات الشعبيّة المحليّة من الإندثار؟ وأنت على الصعيد الشخصي هل تحمل هذا الهم من خلال شغفك بكتابة هذا اللون الشعري؟

٣-في تقديمه لك على صفحة المجموعة كتب الشاعر مردوك الشامي عنك: “فرادته هذه المقدرة الأصيلة فيه على تحقيق ثنائية الشاعر وقصيدته وكيف يكونان واحدًا ولا إزدواجيّة ولا مواربة ولا تلفيق…” من أين أتت هذه المقدرة وكيف نجحت في التحكّم فيها؟ وهل لازمتك بشكل دائم أم كانت هناك مواقف أو لحظات باغتك فيها الإزدواجيّة فتلجمها وكيف؟

٤- إضافة للشعر حضرتك كتبت العديد من المقالات الصحفيّة. البعض ينتقد المزج بين الصحفي والشاعر بوصف لكل لغته والخلط بين اللغة الصحفيّة واللغة الشاعريّة ليس مهني، فيما البعض الآخر لا يجد أي تعارض بل على العكس يبصر في ذلك جمالًا وغنى وعمقًا بلغة شاعريّة صحفيّة، فمن منطلق تجربتك ما هو موقفك؟

٥- لطالما إحتلّ التنوّع الديني في لبنان مكانته في الشعر وكُتبت العديد من القصائد عن الوحدة الوطنيّة والدينيّة خاصّة في بلد مثل لبنان، للأسف يشهد خلافات لاعتبارات سياسيّة ومذهبيّة. فماذا عن مدى مساهمات الشعر المحكي في هذا النوع من القصائد وإلى أي مدى كان مؤثرًا في الناس وتوعيتهم بشكل عملي وليس شاعري فقط للتفاعل وللإنفتاح على الآخر الإنسان وجوهره بعقله وفكره بمعزل عن طائفته وإنتماءاته؟

٦- ختاما وبكلمة لكي يحافظ الشاعر على الكتابة بحبر أبيض أي قلم يحتاج؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديقة الاستاذة ميار برجاوي

١/ بعد اربعين عامًا من التجربة، كل شيء يتغيّر ، الحجرية والتحجّر صفتان لا تنطبقان على الحجر نفسه،

الحجر تغيّره الطبيعة والظروف، فكيف الحال مع البشر ، ومع طرق تعبيرهم …

فطرائق التعبير هي المتغيّر في السلوك الانساني، الغضب مثلًا هو الغضب لدى كل الناس منذ نشأة الخليقة ، لكن نختلف في طرق تعبيرنا عن هذا الانفعال، كلما راكم الانسان الواعي تجارب وعلومًا ومعارف وخبرات ، وعاش نجاحات وخيبات وانكسارات ومراجعات ، وتوصّل الى خلاصات واستنتاجات جديده كلما أعاد النظر بالسائد والمألوف في سلوكياته وتعبيراته . من هنا فإن ما تبدّل أكثر بكثير ممّا ثبت ..

٢/ ان محليّة اللغة المحكية تحد من انتشار النص، صحيح، ولكن للسيدة فيروز والأخوين رحباني افضال كثيرة على لبنان ، واحد منها هو نشر هذه اللغة في العالم العربي.

بخصوص انتشار نصوصي في العالم العربي ، طبعًا هي في المتداول الطبيعي في الجمهورية العربية السورية ، وفي فلسطين المحتلّة ، وبشكل مقبول وان كان خجولًا في بعض دول المغرب العربي ، ومصر ، وقد سبق وكان لي مشاركة مع الشاعرتين أسيل سقلاوي وزينة شهاب والشاعر المرحوم بهيج دهيني بدعوة من دائرة الثقافة في امارة الشارقة …

٣/ هو مديح من الصديق الشاعر مردوك الشامي ليتني أستحقّه ، لكن إن كان ما يرمي إليه المردوك صحيحًا ، فإن ما أودّ قوله أن المسألة ليست تحكّمًا ولا اصطناعًا ، هي محض عفوية وتلقائية ، وقد تجرّني عفويتي أحيانًا إلى حيث لا ترغبه القصيدة …

٤/ لم أحترف الكتابة الصحفية ، كتبت مقالات بمواضيع محدّدة وبوتيرة متقطّعة، كانت الغاية من النشر مجرّد التعبير عن أفكار تتعلّق بمواقف أو حالات معيّنة …

للكتابة الصحفية شروط من مثل (ماذا ؟ من ؟متى ؟اين ؟لماذا؟ كيف؟)، الشعر ضدّ الاشتراط ، ماهية الإبداع الحريّة . بهذا المعنى نعم هنالك اختلاف بين النوعين من الكتابة ، لكن ما كتبتُه لم يكن خبرًا صحفيًّا ، كتبت مقالات تعالج مواضيع محدّدة ، وفي هذا النوع من الكتابة يكون للكاتب ملء الحرّيّة باختيار الأسلوب ، ما يجعل نوع الكتابة غير متضارب مع كتابة القصيدة وإن كان التباين أكيدًا ، لكنّه ليس تصادميًّا …

٥/ نعم كتبت شعرًا في الإمام الحسين والإمام علي ، إمامَي الإنسانية. صحيح انهما شخصيتان مسلمتان عرفًا، لكنهما في الواقع والفعل شخصيتان انسانيتان ، والكتابة عنهما كتابة عن البعد الإنساني العالمي الكوني في جوهر تاريخهما العظيم. أمّا ماذا يمكن أن تقدّم قصائدي المذكورة من خير على مستوى التقارب بين الناس، فهذا أمل أرتجيه ، ليتها تفعل… على المستوى الشخصي نعم قرّبتني من بيئة الإمامين ، حتّى بات بعض أبناء هذه البيئة (من لبنان الى العراق الى ايران) يعتبرونني واحدًا منهم ، يتواصل بعضهم معي دون سابق معرفة تواصلًا محبًّا ودودًا، عالي التقدير والتكريم والامتنان، وصرت عندهم حبيبًا وقريبًا أنزلوه منزلة الذات فيما بينهم ، ومحبتهم وتقديرهم شرف ووسام أحمله على جبين قلبي وشعري وقلمي…

٦/ لا يحتاج الشاعر في كل كتاباته الا الى قلمٍ ذي لون واحد ، هو “لون التطلّع فوق” كما قال الكبير سعيد عقل .

سالي كوسا : مارون الشعر الحلو

متى يصف أحد ما بأنه شاعر أو شاعرة (وبتكون طالعة من قلبو) ؟

من هو الشاعر وما هي القصيدة ؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الشاعرة الصديقة سالي كوسا

وقت بقرالو بيت شعر ينقّزني،

وبيكفّي بيت واحد … الإربلّي شاعر أندلسي ما عرفنا من شعرو غير اربع ابيات … الشاعريه مش بالكيلو …

الشاعر هوّي الصوت اللي بيبلّش من الأعمق وبيروح للأبعد ، هوّي اللي بيحسّ بالأشيا وبالأمكنه وبالناس وبالموجودات أكتر من غيرو ، وبيعرف يخاطب وجعا أكتر من غيرو …

القصيده هيي اللي بيبقى من كل هالرحله بين الاغمق والأبعد ، اللي بيحفرو الصوت ع خدود الزمان …

جهاد الحنفي : تحياتي استاذ مارون وتحياتي لكل الاصدقاء والمتابعين

استاذ مارون

بصفتك مبدع من طراز فريد

وهذه حقيقة

ما رأيك بظاهرة التركيب الشعري المعقد والنحت الدقيق في الصورة الشعرية ، الا تعتقد ان هذا يقتل الانسيابية التي هي ابرز مميزات الشعر ( محكيه وفصيحه)

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديق الشاعر جهاد حنفي

بدايةً شكرًا لإطرائك اللطيف، المحب النابع من ذات عالية .

اعود للسؤال :

في جوابي على الشاعرة زينب حماده ، تناولت مسألة النحت، وقد تكون الاستفاضة مفيدة .

النحت في الشعر ضرورة شرط الا “تدعني أشمّ رائحة عرقك” كما نقلت الشاعرة سارة الزين عن لسان أحد النقّاد ، ربّما أكون قد ارتكبتُ هذه المعصية، لكن كما جاء في متى ٢٣ :

“فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.”

النحت هو أكسسوار في ثوب القصيدة، إن أكثرت منه ، تحوّل الثوب الى معرض دبابيس . يد تلك الفتاة الجميلة يليق بها أجمل خواتم الأرض لا كل خواتم الأرض، الأصابع المملوءة بالخواتم تفقد حرارة اللمسة ، يتحول البهاء الى معدن ، والمخمل الى صقيع …

العرق مشروب ممتع، يمزج مع العرق الصافي بعض ماء، ليعطيه طعمًا لذيذًا ، إن أكثرت منه فقد العرق نكهة اليانسون ، وإن أقللت أشعلت الكحول لسانك ….

الخمّار العتيق ، يعرف هذا المعدّل .

كذا الأمر في الشعر ، أن يصبح النحت أكسسوارًا مفصولًا عن جسد القصيدة ، يؤذي الشعر ، وأن تدخل أميرةُ شعرٍ محفلَ ملوك بدون كامل أناقتها يؤذي الجمال والكمال والجلال.

  • نجوى حريق شدياق :مارون الشاعر الغالي ..المعروف أنّ الشاعر رؤيوي وملهم ..هل تملك نظرة رؤيوية لمستقبل الشعر القريب والبعيد ؟؟وما رأيك بالقصيدة الانثوية الحديثة ؟؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الصديقة الشاعرة نجوى حريق

كل ما في لبنان اليوم بحالة تعيسة ، باستثناء الشعر … وحده في أبهى أزمنته … كان لي الحظ ، بأن يكون شعري جزءًا من أطروحة تُعَدّ لنيل شهادة دكتوراه في الآداب من الجامعة اللبنانية ، وفي خلال مناقشاتي مع الطالبة صاحبة المشروع ( أتحفّظ عن ذكر اسمها الآن)، علمت أنها توصّلت الى خلاصة مفادها أن لبنان اليوم يعيش أرقى مراحل شعره ، كمًّا ونوعًا . وهذا أيضًا رأيي ورأي كثيرين وعلى رأسنا العلّامة البروفسور ديزيريه سقّال كما ورد في أحد أجوبتي أعلاه . رهاني على هذا الدفق الجمالي، أن يغسلنا من أدران ، وينمّي ذوقنا العام ويرقّقه ويبردخه ويرفعه ليرفعنا ، الشعر نافذة في هذا المنزل الكبير المظلم ، وأنا أنتظر ولوج الشمس من هذه النافذة …

أما فيما خص القصيدة الأنثوية اليوم في لبنان ، وأنتِ إحدى رائداتها ، فإني أقول وبكل راحة ضمير ، أنّ زمن التنافس الجندري قد ولّى عندنا، وشاعرات كثيرات في الفصحى والعامّيّة بتن في مقدّمة المقدّمة ، وقد لا تطول الحكاية حتى تسقط من التداول لفظة “الشعر الأنثوي في لبنان”، لمصلحة ” الشعر في لبنان

  • أنطوان خليل : تحيّاتي ومحبّتي إلى الشّاعر مارون أبو شقرا، الّذي يُشجّع المواهب الصّاعدة ويقف إلى جانبهم كسندٍ لقصائدهم…

١- هل يُؤثّر عُمر الشّاعر في عُمر قصيدته وجمالها؟ أم أنّك قد تجد قصائد لمُبتدئ أفضل بكثير من قصائد لشعراء كبار مُكرّمين ومشهورين؟

٢- ما رأيك بالجيل الصّاعد الّذي يسلك درب القصيدة؟ وهل ترى أنّ الشّاعر الّذي يريد أن يخلق هويّته الشّعرية، والّذي يكتب الزّجل المِنبريّ والشّعر العاميّ، يجب عليه أن يركّز على إحداهما فقط لتكون “هويّته” أكثر “دقّة”؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الشاعر الصديق انطوان خليل

١/ على عكس الرياضيات والفيزياء والكيمياء والجغرافيا والموسيقى والرسم ، لم يعرف التاريخ في حدود معرفتي نبوغًا شعريًّا بدت ملامحه على الأطفال ، كذلك في الفلسفة وكل الفنون الكتابية ، (باستثناء “شاعر” أميركي يدعى ستايپانيك، رغم أن ما قرأتُه له وهو في سن العاشرة لا يعتبر شعرًا فذًّا … )، ذلك أن الفلسفة والشعر وعلم الاجتماع والتاريخ والقانون ، معارف تحتاج الى مراكمة وتثقّف وتمرّس .

أقول ذلك وأنا على يقين أن بإمكان موهبة شابّة قويّة أن تتجاوز موهبة متمرّسة عادية ، لكن اذا تساوت الموهبتان من حيث القوّة ، فمن الطبيعي أن تكون الموهبة المتمرّسة أكثر قدرة على الإبداع ، بفعل الخبرة والدربة والمراكمة والتجربة .

٢/ طبعًا ثمّة شعراء شباب من طراز جيّد جدًّا، وأنت واحد منهم ، ونستبشر خيرًا بهذه المواهب المهمّة كمًّا ونوعًا. أمّا بخصوص التخصّص فيما بين الزجل والشعر، فهذا أمر لا شأن لأحدٍ فيه سوى صاحب العلاقة . برأيي أن الجمع بين الفنّين ممكن ، على أن يدرك الجامعُ الفوارق الحقيقية بين هذا وذاك ، لئلا يقع في التجربة !!!

  • زياد عقيقي: الغالي مارون…

الكورونا وباء جائحة يجتاح الكرة الأرضية …ما الوباء الأكثر وبالاً على الشعر والشعراء في رأيك؟

الشاعر مارون أبو شقرا: الشاعر الصديق والاعلامي والاكاديمي زياد عقيقي

أمّا فيما خصّ الوباء الأكثر وبالًا على الشعر فهو :

التقليد ، والإخبار ، والسرد ، والعادية، والاجترار ، والحشو، والتابو، والقوالب الجامدة ، والغنائية الباهتة ، والتسطيح ، واللاثقافةً….

والوباء الأكثر وبالًا على الشعراء في رأيي هو :

الحسد ، الغرور ، اللامعرفة ، اللاإنصاف ، الإفراط في النرجسية …

  • ريم كبا : مساء النور الصديق والشاعر العالي جدا” شاعرية وثقافة وتواضعا” وإنسانية Maroun Abouchacra .. مساء النور للقارئين والمتابعين .. مساء النور “لحبر أبيض” ..

أتابع بشغف الأسئلة والأجوبة لن أطيل فشهادتي مجروحة جدا” بك شاعرنا .. وانت تعلم هذا تمام العلم .. إنما وددت لو سألت سؤالا” صغيرا” “وأعلم أن وقت طرح الأسئلة قد ولى! ” ولكنه سؤال أو لنقل فكرة تشغل بالي منذ فترة من الزمن : ماذا تستطيع اليوم أن تقدم القصيدة الفصحى المعاصرة ولنقل القصيدة الحديثة غير الموزونة للقصيدة العامية ؟!! وهل من قواسم مشتركة أو مناخات متبادلة بينهما ؟؟ او افكار مشتركة ؟؟ وتحديدا ” على صعيد الأفكار؟؟ هل من أفكار مشتركة بينهما ؟؟! علما” أن لكل منهما نهجه وأسلوبه وطريقة كتابته .. هل نستطيع أن نصل إلى فرضية تطبيع العلاقات بينهما ؟؟! أم سيبقى لكل منهما عالمه الخاص ؟؟! أشكرك تمام الشكر .. سؤال تستطيع الإجابة عليه وقتما تشاء .. مساء المحبة والصحة والسعادة للجميع

الشاعر مارون أبو شقرا: صديقتي العزيزة الشاعرة ريم كبا، شكرًا لكل هذا الحب وهذا التقدير، وإن دلّ فعلى تواضع منك ورفعة ونبل وذوق.

يخلط الناس أحيانًا في التشريح الأدبي بين الغاية والوسيلة ، فتصعب المحاكمة حيث يجب أن تتيسّر وتسهل …

عندما نقول “اللغة عند پريڤير” ، فإننا لا نعني بذلك اللغة الفرنسية، لكننا نعني أسلوب الشاعر جاك پريڤير وطريقة تعبيره ومعجمه ومفرداته وتراكيبه الشعرية ، لغة الشاعر هي ما ذكرنا لا لسان قومه أو غير قوم …

اللغة في الشعر هي الوسيلة التي يستخدمها الشاعر ليفصح عمّا في داخله من قول ، القول هو الغاية ….

اللغة إزميل ، القصيدة هي التمثال ..

اللغة ريشة ، القصيدة هي اللوحة…

اللغة عود ، القصيدة هي النغم …

من غرابات الرؤى ، أن العرب يؤكدون تقدّم جمال لغتهم على كل اللغات ، كذا دون مقارنة ودون مقابلة ودون مقاربة يقرّرون ….

الحكم في هذه المسألة ، يستوجب معرفةً دقيقةً بكل لغات أهل الأرض، لتصحّ المحاكمة ، على أن تكون محاكمة علمية موضوعية منطقية لا ذاتية منطلقة من أهواء وميول مختلفة ….

برأيي ليس ثمّة لغة جميلة راقية ولغة قبيحة منحطّة ، هنالك نص جميل راقٍ ونص قبيح منحط…

كل اللغات أنتجت نصوصًا عظيمةً، ونصوصًا أقلّ عظمة ، ونصوصًا عاديةً، ونصوصًا منحطّةً…

نستنتج ممّا ذُكِر :

  • أن الدورَ دورُ الكاتب لا اللسان …
  • أن النصوص ضمن اللغة الواحدة تتقارب وتتباعد في القيمة تبعًا لاعتبارات كثيرة ، اللسان لا علاقة له بها …
  • أن اللغة بستان فيه التين والزيتون والعنب ، وفيه أيضًا الشوك والقرّيص والأعشاب الضّارّة …
  • أن التقارب والتباعد والتقاطع والتباين والتطابق والتشابه والافتراق هو في الغاية ولا علاقة للوسيلة في هذا الأمر …
  • أن خصوصية العود تختلف عن خصوصية الكمنجة ، وكذلك صوته يختلف عن صوتها ، لكن بإمكانهما عزف اللحن ذاته ، أو عزف لحنين مختلفين أو متشابهين…
  • إن مدرسة النابغة رياض السنباطي في العزف على آلة العود، تختلف كلّيًّا عن مدرسة العبقري منير بشير في الآلة عينها شكلًا ومضمونًا، وتتوافق طريقة مارسيل خليفة مع طريقة شربل روحانا ، وكذلك هي كل الوسائل التي تتقاطع أحيانًا وتتنافر أحيانًا أخرى …
  • التوافق بين قصيدة المحكية وقصيدة الفصحى ممكن بقدر ما التوافق بين قصيدتين محكيتين ممكن، والعكس صحيح …

إعداد تنديار جاموس / حبر أبيض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى