أدب وفن

باقة قصائد بقلم الشاعرة د. منى نوال حلمي – مصر

1 –  أمى                   2 – هكذا أنا       3 – مستحيل أنت  

أمى  

————-

مع تقدم العمر  

أنظر الى أمى فأرانى  

أنظر الى نفسى  

فأرى أمى

مع تقدم العمر  

أصبحت أشبهها  

الخصلات البيضاء  

الروح الساخرة

الزاهدة فى الأشياء  

  مع تقدم العمر  

تذوب الحدود بينى وبين أمى  

أصبح لى فصيلة دمها النادرة

ورنة ضحكتها الغامرة  

قلبها العفوى الطفولى  

رقتها المفعمة بالصلابة  

حيوية قتلتها أخطاء الأطباء  

قلمها العاشق لشدو الكتابة  

مع تقدم العمر

تبادلنا الأدوار  

أصبحت ابنتى  

ولم تعد أمى  

حزنها حزنى  

أمدها بأفراحى المشكوك فى أمرها  

وهمها أصبح همى    

الآن ألتفت حولى  

فلا أراها ولا أسمعها

أشياؤها الحميمة موجودة

وهى غائبة أين ذهبت ؟؟

أين اختفت ؟؟  

بحثت فى كل مكان

بعناء ودون جدوى وبكاء  

كانت فى كل مكان  

واختفت من كل مكان

لكل منْ يهمه الأمر  

ابحث  معى عن أمى  

لكل منْ يعنيها الأمر  

ابحثى معى عن أمى  

ممشوقة القلم والقوام  

والكرامة والأحلام

فاتنة سمراء بشَعر لون الثلج

خطواتها رشيقة تقفز الى الخطر  

عينان يقظتان تلمعان بلون الليل  

تضيئان النصف المعتم من القمر  

لن تخطئوها  

فهى لا تشبه أحدا الا نفسها  

ان وجدتوها  

أخبروها أن ابنتها الوحيدة

بالألم تنزف  

الى أحضانى أرجعوها  

الى قلمها وسريرها  

الى ابنها ومعطفها الأزرق  

من رحمها جئت  

لكنها كانت طفلتى  

هكذا أنا

ربما أكون متقلبة المزاج

صعبة الإرضاء.. عصية المنال

ربما تكون تصرفاتى غير مفهومة

لكل النساء والرجال

ربما لا أكترث لتلوين شعرى وأظافرى

لا يستهوينى إلا عناق الخطر

ورحلات تشدو على إيقاعات المحال

قد أكون سريعة الغضب وسريعة الملل وسريعة النسيان

أختفى فى لحظة مثل القهوة سريعة الذوبان

قد أكون بائسة يائسة

ألهث وراء الظلال

كثيرة الشكوى والبكاء

وأحيانًا أتشبه بالنعام

وأدفن رأسى فى الرمال

ربما أبدو على عكس ما أكون

ربما أنا سراب

وهم من الأوهام

ربما ينتهى مصيرى إلى الانتحار

الى الجنون أوالخراب

لكننى ….. «أحبك»

مستحيل أنت

بعيد جدا أنت  

كما كِسرة من العدل  

على مائدة الفقراء  

مستحيل أنت

استحالة قطرة ماء  

وظل شجرة  

وسط وحشة الصحراء  

وكم أنت عصى المنال  

كانتظار الأمهات اليائسات  

عودة أولادهن الشهداء  

أنا أحرقنى غيابك ألف مرة  

فلماذا لا تأتينى هذا المساء ؟  

نزف القلب يسألنى  

الى متى تسمحين  

لهذا العشق بلا ارتواء ؟  

صعب وخطر الوصول اليك  

فالحراس على بابك  

يحظرون مرور النساء  

كيف أعبر المتاريس والأسلاك الشائكة  

وأنا ليس عندى طاقية الاخفاء ؟  

وكيف أرشو الحراس  

وقد أقسموا على حمايتك

فى السراء والضراء ؟


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى