منتديات

زعماء لبنان، رياض سلامة، الهنود الحمر ومركز الأرصاد الجوية وحفلة التكاذب الأبدية”

زعماء لبنان، رياض سلامة، الهنود الحمر ومركز الأرصاد الجوية وحفلة التكاذب الأبدية”

هي قصة وجدتُ أنها اكثر من رائعة وأنها تحاكي بشكلٍ دقيق ما عاشه
ويعيشُه الشعب اللبناني حتى اليوم من “حفلة تكاذب مستمرّة” منذ اكثر من ٣٥ سنة بين اركان سلطة فاسدة مُفسدة لا يفقهون شيئاً من امور الإقتصاد والمال والنقد او هم يفقهون ويعقلون ولكنهم خططوا واحتالوا على هذا الشعب ليسرقوه وينهبوه ويأكلوا الأخضر واليابس في هذا البلد، وبين حاكم لبنان الفعلي “والي الباب العالي” الأستاذ رياض سلامة واعوانه في المجلس المركزي لمصرف لبنان وعصابة اصحاب المصارف وجمعيتهم وحيتان المال وكبار المتموّلين والتجّار واصحاب الوكالات الحصرية ومتعهدي مشاريع القطاع العام وناهبي الخزينة على انواعهم. هذه الحفلة اوصلتنا الى هذا الحضيض الذي نعيش فيه وجميع المراقبين يعرفون ان الكل كان يكذب على الكل وهم جميعاً كانوا يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى اصبحوا يعتقدون ان كذبههم اصبح الحقيقة الدامغة والمُنزلة التي كانوا كل يوم يُبلغونها للرأي العام ويتشدّقون بها من على شاشات التلفزة المأجورة في برامج بعض الإعلاميين المعروفي الثمن والمشاركين اصلاً وعمداً في حفلة التكاذب مقابل بعض العطايا والهدايا والهبات والتي كانت تصلهم بشكل مباشر او غير مباشر من “والي الباب العالي” ومن شركائه السياسيين والمصرفيين في جريمة العصر التي لا توصف والتي لم يُرتكب مثلها جريمة في تاريخ البشرية لأنها طالت ما يزيد عن خمسة ملايين مواطن مقيم ومغترب، ناهيك عن أموال لمواطنين عرب ، دون ان يقدر احد منهم ان يربح ولو دعوى واحدة تجاه الجناة المعروفين بالأسماء والمراكز والعناوين، طبعاً فيما خلا بعض القضايا التي لا تتعدى عدد اصابع اليد، والتي ردّها القضاء او اوقفها فيما بعد لأن معظم القضاء وخاصة الماليين منهم، لأنهم شركاء في العملية لأنهم مرتبطون بسلطة الوصاية السياسية التي عيّنتهم واوصلتهم الى هكذا مراكز عن طريق المحاصصة. واذا دخلنا تفصيلياً في خفايا الأمور نعرف ونفهم جيداً ان كذبهم ونكرانهم للوقائع الدامغة كان مدروساً بعناية مُتقنة وان خطتهم كانت تهدف الى سرقة المواطن الفقير والمزارع والفلاح والصناعي والتاجر والمعلم والمحامي والطبيب والعسكري والمتقاعد وكل مواطن في هذا البلد من خلال خطة خبيثة اوهمت الجميع ان الوضع بألف خير وكذلك الإقتصاد والليرة وكل الموشرات!

و الحكاية تقول إن ّزعيم الهنود الحمر في قصتي المنقولة هنا من “الأدب الأميركي الجنوبي” هو رياض سلامة الذي كان يُعطي رجالات السلطة “النشرات الدورية والأخبار المُطمئنة” عن ان الوضع المالي والنقدي في لبنان طيلة ال ٣٥ سنة الماضية كان دوماً بألف ألف خير وانه كان يبهرهم طيلة كل تلك الفترة بكثرة الجوائز والنياشين والشهادات الدولية التي كانت تقدّمه له دون اي إستحقاق. ولإستكمال الموأمرة التي قد تكون دُعمت خارجياً، من قبل شركائه الدوليين في عالم المال والإقتصاد، لكي تكتمل فصول جولة التكاذب التي قد يكون لها كما نعتقد شبه جازمين شركاء خارجيين فاسدين مستفيدين سمسروا للوالي بعض تلك الجوائز لغايات في نفس يعقوب الأميركي والاوروبي المتأمر على الشعب اللبناني وشريك السلطة الفاسدة والحاكم بأمره وجمعية المصارف في جريمتهم النكراء، وهذا ما يشرح سرّ هذا الدعم الأميركي والغربي اللا محدود للوالي الأعظم الذي سقطت كل محاولات ابعاده رغم كل الشبهات. التي تدور حوله ،لا بل مُنع المساس به وبموقعه، وملفات الفساد التي فتحت حوله في سويسرا وبريطانيا وفرنسا والتي ماطل القضاء اللبناني وتلكّأ في التجاوب معها لتطييرها او توقيفها.

وأما الأرصاد الجوية في قصتي فهم السلطة الحاكمة بعديديها وعدّتها وكلّ رجالها وأدمغتها من مجلس وزراء، ووزارء مالية ، وإقتصاد ونوّاب ، ولجان مال وموازنة وعدل وغيرها وغيرها والكلّ كان يكذب على الكلّ …
وكذلك اصحاب المصارف الذين كانوا يعلمون علم اليقين ان الدولة مُفلسة وانها لن تكون قادرة على دفع ديونها وانها لا تقوم بأقل الوجبات من موازنات وقطع حسابات وما الى ذلك… ورغم ذلك فقد استثمروا الأموال الطائلة في الدين العام واقرضوا الدولة من اموال المودعين مع علمهم المسبق ان هكذا طبقة حاكمة كانت تهدر وتسرق وتسمسر وتقوم بالصفقات وان لا هم لها سوى حلب البقرة الحلوب المتمثّلة بخزينة الدولة وكل مقدرات البلاد والعباد!؟
رياض سلامة كان يكذب على الناس كماكان زعيم الهنود الحمر ويُطمئنهم ان “الليرة بألف خير” وأن الوضع تحت السيطرة ولا خوف على البلد ويُكذّب “اخبار الإنهيار الوشيك” الذي أصبحنا فيه منذ سنوات… وكان يُبلغ رجالات السلطة بهذه الأقاويل والأكاذيب… والسلطة كانت تُطمئن الناس بإعتمادها على اقاويل الحاكم بأمره الذي كان يتبادل الكذب والنفاق مع لصوص السلطة واركانها…

ولعل في العودة إلى القصة الام إيضاحٌ و تفصيلٌ لما سبق و ذكرتُه آنفاً:
ففي صندوق الحكايا يُروى أنه
كان هنالك قبيلة من الهنود الحمر، تعتاش مع زعيمها بسلام في احدى غابات الأمازون في البرازيل، وفي يوم من الأيام وفي محاولة للتنبؤ بحالة الطقس في السنة القادمة قرّروا أن يسألوا زعيمهم : هل سيكون الشتاء القادم بارداً أم معتدلاً ؟

وكي يثبت الزعيم الجديد رصانة توقّعاته وحكمته وبراعته رغم جهله المُفرط بتوقّعات الطقس وبعلوم الأحوال الجوية وتطوّر احوال المناخ! أجاب مُرتجلاً ودون اي تفكير ولكن بحذر شديد: اعتقد ان الطقس سيكون بارداً، إبدأوا بجمع الحطب للتدفئة!
وبعد فترة وجيزة، أراد الزعيم التيقّن من صحّة توقّعاته، فإتصل بهيئة الأرصاد الجوية في منطقته وسأل الموظّف الإداري المسؤول: هل سيكون الشتاء القادم بارداً؟ فأجابه الموظف في مركز الأرصاد دون تردّد ايضاً : نعم سيدي سيكون الطقس بارداً جداً .. فجمع الزعيم رجال قبيلته من جديد وقال لهم : اعتقد ان الشتاء القادم سيكون أكثر من بارد، فأجمعوا كل ما تصل إليه أيديكم من الحطب…وهكذا فعلوا لكي يتحضّروا للبرد القارس.!
وبعد فترة أراد الزعيم الكبير وصاحب الحلّ والربط في القبيلة التأكّد مرّة اخرى من أن التوقّعات لم تتغيّر، فعاد واتصل بموظف الأرصاد الجوية ليطرح عليه ذات السؤال؛ فأجابه الموظف وبكل ثقة ودون اي تردّد: سيكون مرعباً في برودته يا سيدي… برودة لم تعرف البلاد مثيلاً لها في تاريخها … فسأله الزعيم وكيف تعرف ذلك وما كانت الأدلّة والعلامات التي جعلتك تتوقّع هكذا قساوة من هذا الشتاء القادم؟
فأجابه الموظف: لأن كل الهنود الحمر يجمعون الحطب بجنون منذ أكثر من شهر.
و ما أشبه الأمس باليوم و ما أشبه حالنا بحالهم، هو هذا تحديداً ما حصل معنا بالتمام والكمال عندما سلّمنا أمورنا الى رياض سلامة والطغمة الفاسدة في لبنان: فسلامة كان يكذب على الدولة والشعب ويقول لهم الليرة بخير واجمعوا الحطب لأن الشتاء سيكون قارس للغاية …
واهل الحلّ والربط في لبنان كانوا يطمئنون الشعب ويخدّرونه ويسكّتونه
ويلجمونه بحجّة ان رياض سلامة كان قد قال لهم ما قاله من اكاذيب واضاليل دون اية دراية بالأمور الإقتصادية والمالية والنقدية .
وهكذا وقعنا ووقع معنا مستقبلنا
وآمالنا وطموحنا وقمحُ جبينِنا على الأرض لأن حكوماتنا كانت تُشاهد مسرحيات رياض سلامة وتطميناته للشعب بأنِ اجمعِ الحطب…
وهكذا طارت الودائع ونُهب كل شيء بين كذب هذا وذاك.. والأنكى من ذلك ان جميعهم لا يزال حتى اليوم يكابر ويحتال ويكذب على هذا الشعب المسكين ان ودائعكم لا رالت محفوظة وهي في امنٍ وامان وهي مقدّسة ومُطهّرة وسنعيدها لكم قريباً، خلال بضعة سنوات لكن امهلونا قليلاً واصبروا معنا قليلاً واجمعوا الحطب بكثرة خلال فترة الإنتظار هذه؟!
وتستمرّ حفلة الكذب والجنون بعد ان اوصلونا الى قعر جهنم واشعلوا تحتنا كل العشب اليابس والحطب الذي جمعناه طيلة اكثر من ٣٥ سنة؟!
قيل بأن حبل الكذب قصير، الا في لبنان..؟
وصحيح إن بالنا طويل وطويل وطويل لكن يبدو ان حبل الكذب لدى من تسلطوا على أموال الناس أطول …
لكن بالنا لن يطول بعد …وما مات حق وراءه مطالب

د طلال حمود-
ملتقى حوار وعطاء بلا حدود
ورئيس جمعية ودائعنا حقّنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى