منتديات

كلمة د. طلال حمود في رثاء والدته

كلمتي في رثاء الوالدة…. وكم تعجز الكلمات في إيفاء الوالدة حقّها ولو فقط حقّ ليلة واحدة من ليالي سهرها لكي ينام الأبناء قريري العين…..

ملاحظة: هذه الكلمة اُلقيت البارحة في ذكرى مرور ثلاثة ايام على رحيل الوالدة الطاهرة زاهية محمود يوسف الدّر – ام طلال- لروحها الفاتحة والدعاء والصلوات-

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدُللهِ ربِّ العَالمينَ ؛ اللهُمَّ صلِّ على نَبِيِّ الرَّحمةِ والهُدى محمّدٍ (صلّى اللهُ عليه وعلى آلِِه الطّيّبينَ الطاهرينَ) …

  • أصحابَ السماحةِ والفضيلةِ الفاعليات السياسية والحزبية والعسكرية والطبيّة والإجتماعية والبلدية والإختيارية…

السّادةُ المواسونَ الأعِزّاءُ…الأخوةُ والأخواتُ جميعًا ….الحضورُ الكريمُ …، تحيةُ اللهِ عليكُم ، وسلامُهُ الدّائِمُ إليكُم ، فأنتمْ أهلٌ للخيرِ وحِفظِ الأمانةِ الغاليةِ إنْ شاءَ اللهُ.
ولن نُصدّقَ .. أنَّكِ تَرحلين!!..
لأنَّ الروحَ التي تَنشرُ الخيرَ والسَّنا تُزهرُ ولا تَموتُ..
ولن نُصدّقَ .. أنَّكِ تُغادرين!!..
فأنتِ المَمْلوءَةُ بالحياةِ.. وسيرتُكَ تَعجُّ بكلِّ صنوفِ الخيرِ والعطاءِ وبلا حدود ..
أمي..
البارحةَ أتيْتُكِ من دارِ غربةٍ ، الكلُّ كانَ حاضرًا، إلاَّ أنتِ كنتِ سيِّدةَ الغياب ..
كنتِ ألمَ الفَقْدِ .. وأنَّاتِ المواجع.. وضجيجَ المَدامِع..
عصيبٌ علينا إن جئْناكِ، لا نلمحُ مُحيَّاكِ أو نستشعرُ حناياكِ ..
الحاجَّةُ أمُّ طلال ..
أيّتُها المكافحةُ في سبيلِ العيشِ الكريمِ .. المتفانيةُ لأجلِ الأهلِ والولدِ والوطن ..
تُغالبينَ الزَّمنَ بكثيرٍ من العِفّةِ والكرامةِ، ولا تنحنِي إلاَّ لِسُجودٍ او لركوع..
ولَأنتِ أنتِ.. سيّدةٌ ما زادَتْكِ السنينُ العجافُ إلاَّ جودًا، حبّاً، كرماً، وسخاء..
لن نَنْسى خِصالَكِ: التواضُعَ، التسامحَ، الكرمَ، فعلُ الخيرَ، الصدقَ، الحُبَّ، والوِصالَ والعطفَ النّبيل ..
هذا مُختصَرُ العمرِ الّذي
أَفْرَدْتِ فيه طُهرَ الأنفاسِ .. بحُسنِ العِشرةِ .. وجميلِ الصّبر ..وروعةِ السيرةِ….
وكنتِ الأمَّ الرّاسخةَ كالجبال.. مَهْما ادْلهمَّ الزّمان..
للهِ لوعةٌ كيفَ خَذَلكِ ذلكَ القلبُ، الذي توقّفَ قهراً وألماً على ما يجري في هذا الوطن وفيه غصّةُ بُعدِ وفراقِ الأبناء الذين كنتِ تدعينهم دوماً ليكونوا بجانبك رغم كل صعوبات الحياة في لبنان ورغم تحوّل حياة ابناء هذا الوطن الى جحيم ….فغَلبَكِ الموتُ ذاتَ صباح ..أمْ شاقَكِ الهَجْرُ فاشتقْتِ الى لقاءِ اللهِ الذي أحبَبْتِ، فَجَدَّيْتِ بالسّيرِ إليه..! وأَسْلمْتِ الروحَ إلى بارئِكِ، راضيةً مَرْضيةً بما آتاكِ اللهُ من فضلِهِ ..

أيّتُها الزَّاهِيةُ بلونِ النّقَاءِ وطُهرِ السّماءِ … أنتِ الماضيةُ إلى رحمةِ ربّكِ.. ونحنُ لن نلبثَ بعدَكِ إلا قليلا…
وكلمةٌ اخيرة للأخوةِ والأخواتِ بعدَ تقديمِ العزاءِ لهم ، إذ انني اتقدمُ بإسمي وبإسم والدي واخوتي واخواتي وآل حمود وآل الدّر وآل عكوش وجميع ابناء الخرايب بالشكرِ وعِرفانِ الجميلِ للمُواسينَ الأَعزّاءِ الّذينَ هوّنُوا علينا المُصابَ بعاطفتِهِم النّبيلةِ ومواساتِهِمِ الصّادقةِ سائلينَ اللهَ تعالى أنْ لا يُصيبُكُم بمكروهٍ …
نستودِعُكُمُ العنايةَ الإلهّيةَ ، وتفضّلوا بِقَبولِ دائمِ التّقديرِ وخالصِ الاحترامِ ، ومنكمُ الدُّعاء.
للفقيدةِ الرّحمةُ … ولكُمُ الأجرُ والثّوابُ …. والسّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ..

ولدك طلال حمود

٩-٧-٢٠٢١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى