درويشُ مثلُكَ إنّني
لا شيء يعجبني ولا شطًّا أجِدْ
وجوازُ ترحالي هُلاميٌّ
تمخّضَ عن أبي حين ارتضى أن يقطف التّفاحَ
حين تكوثرتْ في بطن حوّاءَ الخطايا
حين أنجبتِ الولدْ…
لا منتمٍ!
إنّي ظلالُ “اللا أحد”…
أو منتمٍّ إني لكلّ هوامشٍ.. ولعزفِ نايٍ من فراغ
ناهشٍ!
أو ربَّما للغادياتِ
لفكرةٍ ريّانةٍ
لكن ظُلِمتُ.. أسأتُ فهمًا حين حاصرني الزَّبدْ!
حكمَ الزّمانُ عليَّ ذات ولادةٍ
إذ حلّقي طيرًا شريدًا بائسًا
فطفقتُ أبحثُ عن بلد!
وجريرتي أنّي أضعتُ خريطتي
أنا لم أنمْ
والرّوح وهنٌ والجسدْ!
والعينُ يغزوها الرَّمَدْ
ولِمَ الرَّمدْ ؟
أهوُ البكاء فريضةٌ حتميَّةٌ
أهي العيونُ يروقُها هذا الكمدْ؛
دفقُ الخمور بنشوةٍ
في كاس سلطانِ الأبد؟!
أبصرتُهم… أبصرتُني
أبصرتهُ
هو خوفنا المولود قبل مجيئنا!
“يا نازف العبرات قل لي
كم نفيتَ وكم ذريتَ وكم نُسيتَ
وهل ضلوعك ترتعدْ؟”
أوَليس في الآتي شكاواكَ التي أدمنتَها:
“نصفي من الشّيطانِ
نصفي نفخةٌ من فيهِ ربّ
وأنا ال أتوهُ وبين شطريَّ اختصارُ قصيدتي
وكأنّني ساحُ النّزال
ألُمُّ أمواتَ المعاني
في الخواء المستبد
يا أمّيَ الارضُ الحبيبةُ عانقي طفلًا يلوَّعُ مذ وجِد
ما كنت أعلم أنّ طعم الغدرِ حلوٌ
أنّ أمّي..من كأمّي قد يخونُ ويضطهِدْ!