الوجه الصوفي لغابرييل ميسترال / *ترجمة و اختيار سمية تكجي

كتاب ” غابرييل ميسترال: الفاتحة، الرائدة و النجمة ” هذا الكتاب المعقد هو ثمرة بحوث و دراسات دامت لمدة ثلاث سنوات، قامت به الشاعرة و الناشرة غلاديس كونزاليس من اجل إظهار وجوه أخرى للكاتبة التشيلية، صاحبة نوبل للآداب ، و اكتشاف مكامن من كونها الكبير و اماكن من افكارها لم يطأها المهتمون بالأدب.
ليست المرة الوحيدة التي اهتمت فيها كونزاليس بأدب و فكر غبرييل ميسترال، فقد سبق و نشرت من نتاجها غير المنشور سابقا، بعض القصص و السير الذاتية و بعض النصوص عن الحيوانات و الطبيعة، وبالنسبة للكتاب الجديد سوف يبصر النور في دار النشر الخاصة libros del cardo بها و سوف يكون هناك نسخة أخرى تكمل ما بدأته في الكتاب الأول .
كونساليس المهتمة جدا بأدب غابرييل ميسترال قالت عنها :”هي صاحبة رسالة ليس فقط في الشعر و النثر و الأنواع الأدبية الأخرى، بل أبعد بكثير من ذلك ،غابرييل ميسترال اهتمت كثيرا بكل ما يخص التقارب من الآداب المقدسة و الدينية و خاصة ذات المصدر الشرقي كالإنجيل الذي رافقها منذ طفولتها و كان محفزا لمخيلتها و عامل اخصاب و ثراء و كذلك اهتمت ميسترال بكل الدراسات الروحية و تعمقت بها مما جعلها تعيش و تدافع عن أشكال أخرى من العلاقة مع ذاتها، مع الطبيعة و الحيوانات ، و كل ما يحيط بعالمها “.
في مكتبة غابرييل ميسترال و في نصوصها و ملاحظاتها المدونة عُثِر على كتب عن الديانة البوذية و على تمارين مكتوبة عن اليوغا و التأمل ، و هذه القراءات كانت آنذاك سابقة جدا لعصرها.
في الكتاب المذكور ،هناك فصل تحت عنوان ” الهند،البوذية، اليوغا، الهندوس ” و هي صفحات تنشر الرسائل التي تبادلتها غابرييل ميسترال مع صديقها خوان مارين الذي زار الهند و تعرف عليها عن كثب ، كما تتضمن تعليقات كل منهما على الديانات المختلفة و عن تطور الأدب ، أما بالنسبة لليوغا، فقد تضمن الكتاب مخطوطات تدل بوضوح أن غابرييل ميسترال مارست اليوغا و تمارين التنفس و التأمل.
غابرييل ميسترال كانت على معرفة و دراية بأشكال السياسة و الديانة الروحية و الأدب في الهند بشكل خاص و في الشرق بشكل عام .
عندما سئلت كونزاليس عن كتب لاحقة ربما تصدر عن دارها ، للشاعرة غابرييل ، إنه سوف يصدر كتاب سيكون مفاجأة للقراء و لن تذكر عنه معلومات إضافية ، كونزاليس تعتبر غابرييل ميسترال عبقرية متفردة و بأنها عبر كتاباتها صنعت جسرا مع الواقع الحالي الذي تعيشه تشيلي ولكي تثبت ذلك قرأت إجابة لغابرييل ميسترال في إحدى المقابلات التي أجريت معها عام ١٩٤١ حين قالت :” لقد نسينا تاريخنا، هل تلاحظ من فضلك بأي سهولة مستغربة و خفة ينسى الإنسان التشيلي الديكتاتورية التي دمرت بلده، و النظام المنحرف ، و النفي ….ماذا نسمي ذلك ، فقدان ذاكرة ،تفاهة , حاول انت أن تجد المفردة التي تعبر عن ذلك ….!!!
المصدر /el desconcierto.cl