أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

أمور مثيرة للجدل عن بيسوا وقراءة في قصيدة

ترجمة سمية تكجي

المصدر / cultura inquieta

فرناندو بيسوا( 1888-1935)كاتب عظيم له اعمال ادبية خالدة على سبيل المثال لا الحصر ” كتاب اللاطمانينة”و ” المصرفي الفوضوي” … و هو القارىء الكبير لشكسبير و لورد بايرون و ادغار ألين بو ..

الأدب هو الطريقة الأجمل في تجاهل الحياة

بيسوا


طالما لف حياته الكثير من الغموض و بعض الاشياء المثيرة للجدل ، موت ابيه المبكر و كذلك أخيه و الزواج الثاني لأمه جعل منه شخصا انطوائيا ، وجد في الأدب سكة للهروب ، و يذكر انه من اكثر الكتاب الذين استخدموا في حياتهم اسماء مستعارة حفرت عميقا في حياته ، حتى انه لم بكن يتردد ان يوقع بإحدى هذه الأسماء على ملفاته الشخصية احيانا ، كان دائم القلق ان يصيبه المرض العقلي الذي اصاب جدته ديونيسيا ، و لكن لم يصب به و لكن اصابته الكآبة في مراحل مختلفة من حياته..
لم ينشر في حياته الا قصيدة واحدة هي ” الرسالة” و عند موته وجدوا في بيته ما يقارب 27.500 ملفا أدبيا ، بعضها ابصر النور و الباقي الكثير ظل في العتمة …

لن نعرف ابدا اذا ما كنا شجعان او جبناء حتى نكون في خضم المواقف

بيسوا

سوف نستعرض في هذا المقال قصيدة من قصائده ، يتجلى فيها بعض المفاهيم التي آمن بها بيسوا و كيفية نظرته الى بعض الأمور …!

أن أكون شاعرا ليس طموحي، لكن هي طريقتي كيف أكون وحيدا ”

بيسوا

فالإعتقاد بشيء يتجاوز المنطق ، ككائن متفوق ، لا يملك ذلك سببا ليكون هذا الكائن الخارق بعيدا عنا ..ربما الله هو موجود في كل الجمال الذي يحيط بنا …و هكذا الشاعر بيسوا عبر عن ذلك في ابيات تحمل توقيع اسم مستعار.

السفر هو المسافر …ما نراه ليس ما نراه ،بل اننا نرى ما نحن عليه

بيسوا

أي معنى تحمل الحياة ؟ كيف نتعلم ان تروق لنا بكلها بشكلها الدنيوي، من دون التفكير بكيان بعيد عنا …بيسوا يعتقد ان الله موجود في كل ما يحيط بنا…

هناك

الرغبة بحياة اخرى مختلفة هي كما الرغبة في الإصابة بمرض

بيسوا

تحت توقيع البرتو كاييرو و هو اسم مستعار من بين الكثير من الاسماء المستعارة التي كان بيسوا يستخدمها ، اطلق بيسوا ابياته في قصيدة حارس القطعان ، نداء للتأمل كما لو انه باب لفهم الكون ،قصيدة للطبيعة ، للجمال الذي يحيط بنا، كما لو انه الألوهية، هي قصيدة تدفعنا الى الاستغراق في التأمل لما يحيط بنا ، ان نعطيه قيمة ، ان نترك فكرنا بالأبيض بينما نملأ اعيننا بألوهية دنيوية

” حارس القطعان ”

لا أعتقد بالله ..لأنني لم أره
و لو انه يريدنني ان اعتقد به لكان ، بلا شك، اتى و تكلم معي
و دخل من بابي ،و قال لي ” انا هنا “
(هذا ربما غريب الوقع على السمع
على الذين ، لا يعلمون ما معنى النظر الى الأشياء
و لا يعرفون مع من يتكلمون عنها
بشكل يقول ان الخوض فيها يعلمنا )
و لكن ان كان الله في الورود و الأشجار
في الجبال و الشمس و ضوء القمر
حينذاك سوف أعتقد به
حينذاك سوف أؤمن به طوال الوقت
و ستكون حياتي كلها تسبيحا و صلاة

و هو تواصل البصر و السمع
و لكن ان كان الله هو الأشجار و الورود
هو الجبال و ضوء القمر و الشمس
لماذا نسميه “الله”
انا أسميه الورود و الأشجار و الشمس و الجبال و ضوء القمر
لأن …اذا هو من صنع نفسه اشجارا و ورود و جبال و …. حتى أراه ورودا و جبالا و ضوءا و شمسا
لأنه يريد ان يظهر كذلك ورودا و جبالا و ضوء القمر و الشمس
لأنه يحب ان يكون
ورودا و شجرا و ضوء الشمس و القمر
لذلك انا أطيعه .
(ماذا تعرف انت عن الله اكثر مما يعرف هو عن نفسه ؟ )
أطيعه بعفوية و انا احيا …افتح عيني و اراه و اسميه ضوء القمر والشمس الورود و الأشجار و الجبال
و أحبه من دون ان أفكر فيه
و أفكر فيه مبصرا مستمعا
و أمشي معه في كل وقت
و لكن اذا كان الله في الورود و الاشجار و ضوء القمر و الشمس و الجبال
حينئذ سوف أومن به في كل وقت
و كل حياتي هي صلاة و تسبيح
و هي تواصل البصر و السمع …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى