أدب وفن

“مَتى يَقومُ مِنْ ذُكْرانِنا الرَّجُلُ؟ ” أطول قصيدة في العصر الحديث(المقطع الثاني)

نفس الشعر … لامية الغضب
أطول قصيدة في العصر الحديث

=== مَتى يَقومُ مِنْ ذُكْرانِنا الرَّجُلُ؟ ===

رَبّي ، لَقَدْ ضَيَّعوا في إِثْرِهِمْ بَلَدي
وَ لَيْسَ مِنْ أَمَلٍ فيهِمْ ، وَ إِنْ أَمِلُوا

ذَرْني .. لِأَفْضَحَ مَنْ باعُوا ضَمائِرَهُمْ
نَذْرَ الضَّآلَةِ .. لا أَصْلٌ لَنا يَصِلُ

بَلَغْتَ بَابَ الْمَدى .. طَرَقْتَهُ عَجِلاً
وَ عِنْدَ باقي الْأَنامِ الْبَثُّ وَ الْوَجَلُ

أَرَدْتَ عُرْباً .. بِلا إِسْمٍ وَ لا شَرَفٍ
صِرْنا الْعُروبَةَ .. أَشْتاتاً بِها نِحَلُ

أَتَحْسِبُ الْقُدْسَ عِنْدَ اللهِ مِنْطَقَةً
أَمْ بَعْضَ أَتْرِبَةٍ .. قَدْ عَرَّها الْأَزَلُ

يا فاتِكينَ بِنَبْضي .. في دَسائِسِكُمْ
قُومُوا لَهُ وَ انْصِتُوا لِلْقَلْبِ وَ امْتَثِلُوا

هَلْ تَذْكُرونَ الْهُتافَ وَ انْتِفاضَتَكُمْ؟!
يا تارِكينَ لِقُدْسٍ … رَبُّها الْكَفِلُ

ماذا دَهاكُمْ ؟!.. خَذَلْتُمْ كُلَّ ناظِرَةٍ
صِرْتُمْ كَما كانِفٌ قِرْداً .. بِهِ يَعِلُ

أَنا الَّذي .. هَزَّتِ الْغَوْغاءُ خُلْوَتَهُ
تَرى إِلهاً .. لَهُ أُصْغي ، وَ أَمْتَثِلُ

أَيا الَّذي .. غَرٍَتِ الْأَضْواءُ ظُلْمَتَهُ
هَلْ جاهِلٌ عالِماً لاقَى ؟.. سَيَمْتَثِلُ

ها قَدْ تَأَذَّتْ بِنا أُمٌّ .. بِلا سَبَبٍ
حُبّاً لِمُغْتَصِبٍ … فِينا سَيَفْتَعِلُ

قَدْ بانَ وَجْهُ الْخَطايا ، عِنْدَكُمْ وَقِحاً
وَ مَنْ أَهَلَّ بِهِ ، يَسْمُو .. وَ يَنْتَفِلُ

يا نَزْوَةً ، في عِناقِ اللَّحْظَةِ احْتَرَقَتْ
يَضيعُ وَصْفُكَ ، فيما يَقْفِزُ الْجَهِلُ

صِرْتَ الْخَطيئَةَ ، مَعْروفٌ مُدَبِّرُها
يُبادِلُ السِّلْمَ ، في الْأَثْناءِ يَقْتَتِلُ

وَ أَنْتَ مَنْ صَيَّرَ الْكِذْبَ امْتِثالَ هَوىً
فاسْتَعْمَرَ الْقَلْبَ مَقْتٌ .. ما لَهُ قِبَلُ

سَيُظْهِرُ اللهُ آياتٍ … بِلا رُسُلٍ
إِنَّ الصَّحيفَةَ حِفْظُ .. مَنْ بِها عَمِلوا

مَعالِمُ الْقُدْسِ ، في مَعْناكَ حائِرَةٌ
وَ دَمْعُ حَسْرَتِها .. دَيْنٌ ، سَيُحْتَصَلُ

تُخْفي يَداكَ الدَّواهي وَجْهَنا مَسَخَتْ
سِرّاً .. وَ في نُطْفَةِ الْأَمْشاجِ تَخْتَبِلُ

وَجْهٌ … أَسارِيرُهُ لُؤْمٌ وَ أَقْنِعَةٌ
صارَتْ تُباهِي بِمَنْ جاءَتْ بِهِ الْحِيَلُ

ما عادَ في السِّلْمِ مَنْ يَصْبُو إِلى رَحِمٍ
عِزّاً .. وَ قَوْلُ الْوَرى في سَمْعِهِمْ ثَقِلُ

مَنْ كانَ في الشَّأْنِ طاحَ الطَّائِحونَ به
يَرى عَلى مَشْيِهِ .. الْأَوْتارَ تَنْعَدِلُ

هِيَ الْخَديعَةُ ، قَدْ فَاحَتْ رَوائِحُها
مِلْءَ الْأُنوفِ .. فَهَبَّ الضَّبْعُ يَأْتَكِلُ

هَذي الْهَزيمَةُ ، قَدْ بانَتْ طَلائِعُها
كَيْفَ الْعُروبَةُ؟!. عَنْها الضّادُ يَنْفَصِلُ

يتبع…

الشاعر عبد الصمد الصغير / تطوان-المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى