دمعة الوفاء
(قراءة في قصيدة الشاعرة رندة رفعت شرارة
قصيدة الشاعرة رندة رفعت شرارة
فِكرَة
مبارِح فَتحت البال … عَ الذِّكرى
وكان الصبح عَم يِحلَم .. بـْ بكرا
وهونيك طفل زغير عَم يضحَك
وشَبّْ شايف هالدِّني .. سَكْرَة
وخِتيار يِتحَسَّر على أوقات
كان عَ الإيَّام يِتمَرّا
تخيَّلت حالي والزَّمَن عُمرو سنين
كيف رَح بتكون يا بُكرا؟
سَكَّرت بالي وفِتِت عَ الأحلامْ
وكْتَبت ل شِفتُن … بْـ هالفِكرَة
رندة رفعت شرارة
قراءة الدكتور جوزيف ياغي الجميل
فكرة..عنوان قصيدة، أم رؤية تجاوزت البال ألى العقل العربي الشهيد?
هي الفكرة الحلم الشهادة.
بين الحلم والفكرة عطش واحة إلى رمال الشوق المتشظي في القلوب والضمائر.
بين الحلم والشهادة أرق الرمال إلى لحن الصحراء المترسخ في قلوب أدماها انتظار من ليس ينتظر هربا من وحدة عجفاء
بين فتح البال، في مطلع القصيدة وإقفاله في نهايتها زمن يتجاوز البوح العرفاني الشهيد.
فتح القصيدة مرتبط، كما شهرزاد، بإطلالة الصباح.
وإغلاقها مدخل إلى زمن جديد، هو زمن الحلم، في لا وعي الإنسان.
في الصباح إطلالة على المستقبل.
وفي الحلم نكوص إلى زمن قد أقفل مصراعيه على انتظار من يأتي، ولا يأتي، علّنا نغلق طاحونة الذكريات السمراء.
بين الذكرى والفكرة مراحل عمر تبناها الأثير من طفل ضاحك، بلا هموم، إلى شاب تُسكره الأشواق، ألى عجوز مرآته ذكريات الشباب الذي مر كعابرٖ هنيهات.
بين الطفل و”الختيار”، فيض من عمر مكلل بالنجوم. نجوم أشبه بالمرآة تعكس فيض القلب، قارئ اللحظات.
بين ماض عٗبٗر، ومستقبل تستلهم منه الشاعرة شرارةُ العٖبٗرٗ، حاضر من الحسرة، سؤال وجودي: ماذا يخبئ لنا القدر؟ أهكذا أبدا تمضي أمانينا؟ على حد قول الشاعر الفرنسي لامرتين.
إنها الحياة تعبر بنا من ضفة إلى ضفة، وسط محيط تهدر أمواجه، ولا تستكين.
ماذا يخبّئ لنا الغد من ويلات، بعدما رحل الأحباب، إلى عالم الضباب؟
كيف يمكن للمركب الصغير أن يقاوم الأنواء، والمساء المثقل بالدموع؟
رنده رفعت شرارة، أيتها الخنساء تبكين صخرا، وعلى كاهلك صخرة الشقاء، من يدحرج لك الحجر ؟ من يٗهٗبك الصبر الجميل؟
هو الغد يطوينا، كما نطوي الحياة، ولا نلقي مراسينا.
سقيا ليوم ليس له غد، نرشف فيه الكأس، حتى الثمالة. يصارعنا ألق الموت لا قلقه. نسعد فيه بلقاء من آلمنا فراقهم والغياب.
هو البال صفحة من صفحات العمر نطويها وتطوينا. نعانق فيها أحلامنا والسراب، تثلمنا العبرات ولا تثملنا العبارة.
أيتها الشاعرة الصديقة، مهلا، ولا تستفيقي، تسكرنا الحقيقة؛ والحلم صحو في العروق، ودمعة الوفاء.