انكسارات وآمال/ بقلم الشاعرة سامية خليفة

انكسارات وآمال
أقفلُ خلفيَ غيمتينِ من ظنونٍ
وأتساءلُ :
متى يتنفَّسُ الفضاءُ من رئتي اليقينِ؟
سأطلقُ هذياني لتنعتقَ المشاعرُ
لتتجرَّدَ من المحسوسِ
سأسرحُ معَ قطيعٍ من غيوم
وأحلُّ ألْغازَ السَّماءِ
المجدولة سحائبُها بأسرارِ الرَّهْبَةِ.
انكساراتُ الآمالِ تترى
تنعقُ بغربانها بلا توقُّفٍ
أمدّ بساطا أخضر
أرقّعُ خريفًا أجردَ
لكن بئسَ الرَّجاءُ المكلومُ
ماتتْ نداوةُ الورودِ
شُنقت الحياةُ
حين أُلبسَ القضاةُ
جلدَ أفعى
فعاثوا بالدنيا الفسادَ
طائرٌ سجينُ قفصٍ
وامرأةٌ سجينةُ الحروفِ
كم هما متشابهان!
الطّائر يستسلمُ لنعيقِ القضبانِ
المرأة تستسلمُ لعذوبةِ الشّعرِ
تذوبُ بين أضلعِ القصائدِ
الطائرُ ماتَ
وجدوا في حنجرتِه بقايا غصّاتٍ
المرأةُ تقوقعتْ في صومعةٍ
تليقُ بقدسيَّة عشقِها للشّعر.
من أغصانِ حبٍّ متكسّرةٍ
من أصداءِ صافرةِ باخرةٍ راحلةٍ
بصيصٌ من نورٍ كافٍ لتغييرِ معالمِ هذا الزَّمنِ الأغبرِ
هو ذا الأملُ أسطورةُ التّائهينَ
اليائسينَ
هو ذا نبضُ الحياةِ يُنعشُ قلوبَ الأحياءِ الشِّبهِ ميِّتين
يمدُّ حبالَه لغرقى يغوصونَ في رمالٍ متحرِّكةٍ.