منتديات

فلسطين
في ضمير وفكر
دولة الرئيس سامي الصلح

فلسطين
في ضمير وفكر
دولة الرئيس سامي الصلح


بقلم المحامي عمر زين*

نكتب عن مرحلة عصيبة في المنطقة كلها ولبنان جزءاً منها، خاصة فيما يتعلق بالانتداب والصهيونية، وحقيقة الحكام العرب في تخاذلهم وعدم إنقاذ فلسطين قبل ضياعها وحصول النكبة، وهذا ما كشفه وعبّر عنه دولة الرئيس سامي الصلح في تلك الأيام.
فماذا قال؟؟؟
• وجوب مقاومة سياسة الانتداب بالدفاع عن المظلوم، وحجز القوي عن الضعيف، والأخذ بيد الفقير والمحتاج، وإبعاد السيئ عن المحسن.
• الأمم المتحدة ليست مع العرب، وفلسطين لا ينقذها الا ابناء فلسطين.
• لا مفر من اندلاع حريق كبير وأخشى ان تضع الهاغانا يدها يوماً على فلسطين.
• انتم ايها الحكام العرب فقد ضللتم انفسكم وضللتم الشعوب بأسرها، فالنصر الموعود انقلب احتلالاً اجنبياً، والاستعداد العسكري تبين أنه غير كائن وغير جدي، حتى قضية اللاجئين لم تعالج كما يقضي بذلك العطف الإنساني والأخوي والتنظيم الصحيح.
• خضتم ايها القادة المعركة على مسؤوليتكم وضَمَنْتُم لنا النصر بتصريحات مسجلة عليكم، فكانت النتيجة مؤلمة ومخيبة، وها انتم تبكون بكاء النساء ملكاً لم تحافظوا عليه كالرجال.
• الحقيقة ان معظمكم لم يحارب إلا في التصريحات والبيانات والانتقال من بلد الى بلد وحضور الاجتماعات والمؤتمرات، أما الحرب الحقيقية فلم تخوضوها مطلقاً، ولو خضتموها بالاستعداد العسكري والتنظيم لكنا تجنّبْنا الكارثة.
• كانت فلسطين موطني الثاني، شب الحنين اليها معي وشاح.
• كنت كلما قرأت خبراً عن حرب اليمن والجنوب العربي أتساءل في سبيل من يموت العرب في اليمن وعدن وكل مكان، كفى دماء ان حروب الاستنزاف هذه تلهي العرب عن قضيتهم الكبرى فلسطين، ولا ريب أن وراءها مؤامرات ومخططات ترمي الى اضعاف الشعوب العربية وإغراقها في لجج من الدم.

هذه النوعية من السياسيين امثال الرئيس الصلح كانت من الوطنيين الذين أصبحوا اليوم نادرين جداً بل أصبح عندنا من السياسيين الذين هم عبارة عن أحجار دامة تحركهم السفارات على أنواعها، وتملي عليهم ارادتها، ويتحولون إلى ببغاوات ينقلون ما يسمعون، ويصبحون صوت سيدهم، ويحملون عبارات السيادة والحرية والاستقلال يتاجرون بها، بعضهم عن سوء نية مقصودة ومبيّتة والبعض الآخر بتصرفاتهم ينفذون المخططات الأجنبية عن وعي او غير وعي حتى وصلنا الى انهيار الدولة بجميع مؤسساتها، واصبح مصيرنا بشكل أم بآخر رهن هذه المخططات، وعليه لا بد من العمل على توعية وتشبيك الناس لصالح الخير العام والانقاذ والتغيير الذي هو بناء الدولة، وعلينا واجب منع الانتدابات والاحتلالات الظاهرة والمخفيّة، خاصة وأن لبنان هو رسالة وعلينا المحافظة عليها ليلعب دوره الأممي في كل ما يحفظ حقوق الانسان وتقدمه بعامة وعلى أرض لبنان بخاصة، كما علينا واجب الاهتمام بالاخوة اللاجئين الفلسطينيين ليعاملوا معاملة الأُخوّة في حياتهم داخل لبنان، ولنعمل جدياً وبكل الإمكانيات المتاحة وخاصة في المحافل الدولية والاقليمية لمساعدة أنفسنا اولاً ومساعدتهم ومؤازرتهم ثانياً في كل ما يتعلق بحق العودة الذي هو حق مقدس وواجب علينا دستورياً.

*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 5/3/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى