ملتقى حوار وعطاء تعليقاً على قرار فصل غادة عون:لقد سقط القضاء وصار جزءاً من المنظومة الملعونة؟!

ملتقى حوار وعطاء تعليقاً على قرار فصل غادة عون:
لقد سقط القضاء.. وصار جزءاً من المنظومة الملعونة؟!
في ضوء قرار المجلس التأديبي القاضي بإيقاف القاضية غادة عون عن العمل، أجرى الدكتور طلال حمود، مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود ورئيس جمعية ودائعنا حقّنا، مروحة واسعة من الإتصالات شملت عدداً كبيراً من الخبراء الحقوقيين، القانونيين، الإقتصاديين والماليين في الملتقى والجمعية، وتمّ الإتفاق على إصدار البيان الآتي:
“أمس كان يوماً مشؤوماً بكل ما للكلمة من معنى، وقد شعرنا أن بعض القضاء اللبناني قد انحرف كلياً عن الخط المستقيم والنزيه الذي وُجد أصلاً من أجله وهو تحقيق العدالة ونصرة الحقّ والوقوف إلى جانب المظلومين والمقهورين والمستضعفين والمحرومين والفقراء في هذا الوطن، بدلًا من نصرة قوى التسلّط والنفوذ والظلم والتآمر من أركان السلطة الحاكمة، السياسية والمالية والمصرفية.
إنَّ وطناً تحكمه للأسف، وتتحكَم بالقرارات المصيرية فيه، هكذا سُلطة فاشلة سياسية ومالية، فاسدة ومُفسدة تدعم وتحمي سرقات عصابات ومافيات رأس المال المتوحّشة وكبار المُحتكرين والتجّار والنافذين لن تقوم له قيامة.
إن وطنًا يتحكم به فاسدون من ساسة ورجال دين وازلام ومرتزقة خانعين، ساكتين عن قول كلمة الحقّ، لن تقوم له قيامة ولن تستقيم فيه الأمور، ولن يعرف الهناء والازدهار يومًا ما، خاصةً واننا كلّنا نعرف انّ العدل أَساس الملك، والعدل أَساس بناء الأوطان فكيف سنعاود البناء ونحن نرى أن معظم هؤلاء يقومون بكل ما لديهم من قوة وعزم وإرادة لحماية أرباب الفساد؟
بناء عليه؛
أولاً: إنَّنا ندين بشدّة وبأقسى العبارات هكذا قرارات ناتجة عن السلطة السياسية، والتي ينفّذها للأسف بعض القضاة الفاسدين المتواطئين الموجودين في أعلى الهرم القضائي، والمتغلغلين في معظم أركانه وأعمدته الأساسية (ما عدا بعضَ الشرفاء طبعًا، وهم قلّة قليلة) والمتآمرين علينا جميعًا لحماية الساسة وأصحاب السلطة والنفوذ الفاسدين من أرباب نعمتهم وأولياء أمرهم، ومَن أوصلهم إلى هكذا مناصب، ومعهم طبعاً حاكم مصرف لبنان المركزي.
ثانياً: لقد ثبت لنا البارحة أن بعض القضاة يشكّلون، وبكل أسف، جُزءًا لا يتجزّأ، وداعمًا أساسيًّا لسياسيات منظومة ملعونة أحبطت كل اللبنانيين، وضربتهم الضربة القاضية، وأصابتهم في مقتل. فاللبنانيون كانوا يرون منذ بداية استفحال الأزمة، في كل ما أطلقته الرّيسة غادة عون وأمثالها من القضاة الشرفاء، بارقة أمل ما، لإعادة بناء الدولة العادلة والقوية، وقد جاء قرار البارحة وما سبقه من قرارات مشبوهة ومُلتوية ومُنحازة ضد مصالح الشعب، لتقضي كليّاً على كل حُلم بأي إصلاح وتغيير، خاصة وأن قوى السلطة والنفوذ وبعض القضاء تحاول أيضاً بكل الوسائل المُمكنة كمّ أفواه بعض الحقوقيين المناضلين والمحامين الأشدّاء الشرفاء الذين تصدّوا لإجرامهم، وفضحوا مُمارساتهم منذ بدايات الأزمة، وهم يلاحقونهم ويستدعونهم دون أي مبرّر قانوني، وفقط لأنهم نطقوا بكلمة الحقّ، وناصروا العدالة، وحاولوا فضح المتآمرين والمفسدين والمستفيدين على حساب الخزينة العامة ومن أموال الفقراء والمودعين!
لقد سقط القضاء في لبنان البارحة السقطة المُريبة بسبب كل هذه الممارسات المشؤومة، ونقول للبنانيين وبكل أسف: تصبحون على وطن سيحكمه بعد اليوم بعض الأوغاد والفاسدين والمارقين دون حسيب أو رقيب.. وإنه بحقّ يوم حزن وحدادٍ مهول وانتكاسة وطنية عارمة بامتياز”.
د طلال حمود- ملتقى حوار وعطاء بلا حدود
جمعية ودائعنا حقنا