أدب وفن

خطاب من النعمان ملك الحيرة / بقلم الشاعر فؤاد ناجيمي

  خطاب من النعمان ملك الحيرة

وصليبي يصرخ الصحراء
ها دنوت من القيامة
أقتلوني
كما أشاء
كما المحارب يوم البحر
وعلقوني
علقوني بين الكنائس
والعابرين إلى أورشليم
حتى يكتمل البقاء

إن كان هناك من ضحية
فليكن الحلم
حلم “طبريا”
وإن كان لابد من حداد
فلنأتي عرايا
من أساطير العودة
بعد الشتاء

جثتي الآن سرايا
تبعث كلما مت
وتحيا مرايا
ترى عدوي قبورا
وأراني فيها سماء

من يرتلون المبكى
يقتلون الحب
هناك
خلف المذابح القادمة
الدم
لا يستريح من الحديد
ولا حظ للرب

بيسان
يحاصرني الخوف
ويلغي القرى الجميلة
والحب،
لم يعد أليفا كعادته
وما الأناشيد بعدكِ
إلا أشلاء

كم مرة نسقط عنا
كنا،
لم نكن،
التيه شيء منا
وما تبقى من غناء

هل كان ظلي عبئا!؟
كي يغادره الماضي
تقول القوافي
لم يكن دمك واضحا
لتعتليه الحناجر
ألا بعدا للشعراء

ألف ليل من العدو
كأني أراه
يركض فوق أسمائنا
يشاركنا ملح الحياة
والجريدة
وقهوة الصباح
وحين نعود إلى أمسنا
في المساء

ستمضي الخارطة
من البحر إلى الرحيل
كم مرة نسقط عنا
عن التكوين
نحن فوضى
أسرى العبارة
نصدق من خانوا النخيل

لي غيم يعرفني
ويعرف الحرب
ضحية، ضحية
واسمي بين عاشقين
يحرسان سرهما من جنود كسرى
وهذي ذكراي تصرخ
أعيدوا إلي ملامحي
لا تنظروا إلى قلبي
من وراء البكاء

وحيدا كنت
يدان قتيلتان
هكذا تترك الهزائم أثارها
على حلمي وتفيض بالمنافي
أما أنا المطرود من نفسي
وانتظار أمي
وحزن حبيبتي
سأغدو ذكرى
تكرهني كما تحب الأنبياء

_________

خطاب من النعمان ملك الحــيرة
من ديوان: هذا العالم لا يشبه أمي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى