أدب وفن

جروح صامتة/ بقلم الكاتب محمد حسين-سورية

جروح صامتة

‏السّاعةُ الّتي شربتْ ماءَ وقتي تركتني مع صفحةِ الذّكرياتِ أقلّبُ ورقاتِ الغيابِ……. ‏ ‏ الكرزُ الّذي عشقتهُ تحوّلَ إلى حجارةٍ تزيّنُ أضرحةَ المسافرين إلى مدنِ الضّبابِ…….. ‏ ‏ ‏ ‏ القدرُ الّذي غازلَ تفاصيلَ روحي ذاتَ مساءٍ صفعني قبلَ أن أشمَّ رائحةَ القهوةِ المنسابةِ من معطفِها…….. ‏ ‏ ‏ ‏أقدامي الّتي مشتْ إلى المجهولِ حاولتُ التّخلّصَ منها كي لا أرى ظلَّ الأرصفةِ…… ‏ ‏ ‏ ‏المرأةُ الّتي أعرفها تحوّلتْ من باقةِ وردٍ إلى سماءٍ تمطرُ جثثاً فوقَ زجاجِ نافدتي المغلقةِ….. ‏ ‏ ‏ ‏الأصابعُ الّتي عانقتْ صباحاتي اغتالتني قبلَ شروقِ الشّمسِ بقليلٍ ورقصتْ فوقَ جثّتي….. ‏ ‏ ‏ ‏الولدُ الشّقيُّ الّذي أعرفهُ حملَ أشلاءهُ خلفَ ضحكاتِ الغروبِ ومضى يغنّي للعابرين…… ‏ ‏ ‏ ‏الأمّ الّتي تقبّلُ ابنها لتحجبَ صراخَها ‏ ‏مضتْ في استراحةٍ أبديّةٍ كي لا تحترفَ الصّراخَ…… ‏ ‏ ‏ ‏الحياةُ المحمّلةُ بآلافِ الأسئلةِ وصفرِ الإجاباتِ ‏ ‏لملمتْ ما تبقّى لها وصعدتْ على ظهرِ الجرحِ تمضغُ الرّيحَ……

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى