اكتشافات جديدة تقود لبنان إلى العالمية… هذا ما نشرته صحيفة نيوزلندية
من جديد لبنان على الساحة العلمية العالمية، في مشهد مغاير لرتابة الداخل السياسية، فتاريخ البيئة اللبنانية والمتحجرات الحشرية يكشفان كنوز ومعارف علمية جديدة تشكل مصدراً غنياً لمعلومات مجهولة عن عائلات حشرية تثري سجل الإحفوريات في العالم، وكذلك تضع مناطق لبنانية على خارطة المصادر المعرفية المتعلقة بالحشرات المتحجرة.
وفي هذا الإطار، نشرت مجلة Zootaxa النيوزلندية العلمية العالمية عدداً خاصاً تضمن آخر الاكتشافات العلمية حول الحشرات المتحجرة التي وجدت في لبنان والصين، وتعود إلى العصر الطبشوري. وفي هذا العدد الخاص، صدر أربع منشورات علمية مفصّلة استعرضت حشرات متحجرة من عدة مواقع من لبنان وتنتمي إلى أعمار مختلفة.
وقام بإكتشاف هذه الحشرات الخبير العالمي في مجال دراسة الحشرات الأحفورية وتطورها، البروفسور داني عازار وبالتعاون مع البروفيسورة سيبال مقصود والسيد بيار أبي سعد. أما الدراسات العلمية، فأعدت بالتعاون بين عازار وباحثين آخرين في الخارج.
ويشير عازار في حديث إلى جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن أهمية هذه المنشورات تكمن بما تضمنته من معطيات جديدة حول الحشرات المكتشفة، نظراً لكونها الاولى من نوعها عالمياً من حيث القِدم ومهمة جداً في مسار فهم التطور البيولوجي للعائلات الحشرية التي تنتمي اليها.
ويلفت عازار إلى أن أهميتها أيضاً تتمثل في أنها تعود إلى العصر الطبشوري أي العصر الذي شهد ظهور النبات المزهر، والذي يشكل محطة علمية وبيئية فائقة الأهمية في التطور البيولوجي على الكرة الأرضية، وبما شهد من تطور متزامن للحشرات الملقحة، وظهور عائلات حشرية حديثة وانقراض لأخرى قديمة.
ويشدد عازار على أن لبنان غني بالمتحجرات، مؤكداً إستمرار البحث في المواقع التي تحتوي على إحفوريات ومتحجرات والتي تكرّس أهمية لبنان كمرجع علمي رائد في التاريخ الطبيعي.
في هذا الصدد، يحث عازار على إنشاء متحف وطني للتاريخ الطبيعي وذلك إنطلاقاً من أن لبنان يوفر المعطيات العلمية المنقوصة حول العالم والمتعلقة بالتطور البيئي والمناخي والجغرافي والتنوع البيولوجي منذ نشأة لبنان جيولوجياً أي منذ أكثر من 250 مليون سنة.
حمانا
ومن بين المنشورات في العدد الخاص من مجلة Zootaxa، منشورين علميين تضمنا معلومات عن حشرتين عثر عليهما متحجرتين في العنبر في منطقة حمانا في قضاء بعبدا، بحيث الحشرة الأولى هي Mymarommatidae وتعد من أصغر الدبابير الطفيلية من حيث الحجم والاقدم في العالم.
أما الحشرة الأخرى، فهي خنفساء Coleoptera، وتتميز بأنها حشرة جديدة على دراسات الإحفوريات، ومن عائلة منقرضة كلياً وعثر عليها فقط في لبنان. وهذا وأطلق عليها أسم Maksoud نسبة إلى البروفيسورة سيبال مقصود التي شاركت في اكتشافها.
بكاسين
إلى ذلك، كشف منشور ثالث عن أقدم عيسية Issidae في العالم وهي من البق النباتي ووجدت متحجرة في مستنقع متحجر في منطقة بكاسين في قضاء جزين، وأطلق عليها إسم Libanissus bkassinensis نسبة إلى المنطقة التي وجدت فيها.
ويعود عمرها إلى 130 مليون سنة أي إلى العصر الطبشوري السفلي، في زمن كان فيه لبنان بلد استوائي على شاطئ القارة العملاقة غوندوانا.
ويشار إلى أن عدد من الباحثين شاركوا في عمليات التنقيب عنها.
حاقل
أما المنشور الرابع في العدد الخاص من المجلة، فكشف عن بق الماء العملاق. وما يميز هذا الإكتشاف أنه البق المائي الوحيد حتى الآن الذي يعود إلى العصر السينوماني، أي من 94 مليون سنة، وينتمي إلى عائلة Belostomatidae.
كما أنه من فصيلة حشرات من نصفيات الأجنحة، وهو أكبرها حجماً. ويشار إلى أن البق المائي يطوف على وجه المياه، بحيث الذكر منه يحمل البيض على ظهره لإحتضانه.
وعثر عليه في منطقة حاقل في قضاء جبيل وأسمي بـ Libanobelostoma calineae نسبة إلى السيدة كالين ابي سعد زوجة مكتشف الحشرة السيد بيار ابي سعد.