قصيدة خوسيه إميليو باتشيكو / ترجمة سمية تكجي

خوسيه إميليو باتشيكو
1939-2014
باحث شاعر و مترجم مكسيكي
باتشيكو اتقن البساطة و التكثيف و سلاسة التعبير الذي سهل عبوره الى كل القراء …قصائده تطرح مقاربات عن الحياة الزائلة ،عن معنى الوجود في ظل عالم متغير باستمرار ؛ يتجلى في كتاباته هاجس الوقت و الماضي و بالرغم من ذلك لم يكن شاعر الحنين و لم يكن مغرقا في الماضي و هو القائل :” لا تأخذ على محمل الجد كل ما تقوله لك الذاكرة ” يعمد احيانا الى توظيف حس الفكاهة في قصائده كي يخفف من منسوب الحزن و التشاؤم ، معاصر دون تكلف، قام بترجمة أعمال تي. إس. إليوت والعديد من الآخرين، وساهم في الضوء الذي حظي به خورخي لويس بورخيس، وجعل معاصريه وأسلافه معروفين في قاعات المحاضرات الجامعية (في المكسيك والولايات المتحدة)، في المنشورات والمختارات.
قصائده تناولت مواضيع شتى …اهمها : الزمن ، الطبيعة، الذاكرة ، الموت، وقضايا المجتمع و الإنسان
تمتاز قصائده بالإيجاز و التكثيف ، الصور ، حمولة قوية من الفلسفة ؛ و امتلاك رؤية نقدية للمجتمع
في الشعر يعتبر من اهم الشعراء الناطقين باللغة الإسبانية
من اعماله : عناصر الليل 1963
لا تسألني كيف يمضي الوقت 1970
في القصة و الرواية
نذكر : الريح البعيدة /مجموعة قصصية تتناول الفقدان ؛ مرور الزمن ، الصراعات الاجتماعية
معارك في الصحراء / ربما هي الرواية الاشهر للكاتب باتشيكو و هي تتناول الحب في عمر الشباب و الحنين و التغيرات في المجتمع المكسيكي في النصف الثاني من القرن العشرين
حاز على جائزة سرفانتيس عام 2009 و جائزة الملكة صوفيا 2009 و جائزة اوكتافيو باث عن الشعر
قصيدة “حضور” للشاعر باتشيكو
حضور
ماذا سيتبقى مني حين أموت …
هذا المفتاح فحسب بمنأى عن الألم …
تلك الكلمات القليلة الذي يختتم بها النهار نهاره و يترك رماد ظله المتوحش
ماذا سيتبقى مني حين يطعنني هذا الخنجر الأخير ؟ ربما ليلي سيكون الجنازة و الخواء..
و بعد ذلك سريعا يعود الربيع …
لن يبقى حاجة للعمل و لا حاجة بعد للإيمان و للحب .
الوقت مفتوح ، هو كالبحيرات و الصحراء
تمحو الرمال المرتبكة كل ما ينقذني …او ما يقيدني
لكن لو أن شخصا واحدا يعيشني ..سوف استيقظ ..
في هذه القصيدة يقارب باتشيكو هشاشة الوجود و النسيان الحتمي الذي يسببه مرور الزمن و يسال عن الإنسان وماذا ينفع تكبده عناء الاقوال و الأفعال في مقابل ذاك النسيان …
لكن في القصيدة أيضا يفتح بابا على الأمل …
اذا حافظ احد على ارثه او تذكره …اي ان الانسان يبقى ليس من خلال ذاته و اعماله فقط بل من خلال الذاكرة الجمعية

ترجمة/ سمية تكجي
المصدر/ cultura genial