الكتابة تحضّ على الكتابة
لعلّ أخطر ما يمكن أن يحصل للإنسان هو الانبهار بالعناوين البرّاقة…
إنّ النقد الثقافي بأدواته وطرائقه قادر على كشف أنظمة النصوص ،وكشف العلاقات التي تربط هذه النصوص بالمؤسّسات الثقافيّة والاجتماعيّة ،ومن ثمّ كشف الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بمختلف تجلّياته وأنماطه.
ولكن ألم يحمّل النقد الثقافي الشعر العربي مسؤوليّة صياغة الشخصيّة العربيّة صياغة سلبيّة تتأسّس على التسلّط من خلال صفات استثنائية اخترعها الشاعر تقوم على تضخيم الانا ،مما هيّأ لظهور أنماط سلطويّة تتمثّل هذه الصفات من خلال ممارساتها اليوميّة؟
أليست السلطة السياسيّة بما تمتلك من أدوات هيمنة وقوّة ،هي التي تسعى إلى فرض أنساقها على مفاصل الحياة؟
أليس النقد الثقافي أحد مفرزات العولمة؟ هل نحن قادرون على تهيئة المناخات المناسبة لتجسيد المفاهيم الجديدة؟
في الغرب مثلا كان هناك نموّ معرفي ،واللّاحق يبني على السابق: فوكو في الحفر المعرفي، ودريدا في التفكيك ،وجادامر وهوسلر وغيرهم في التأويل،ما كانت نظرياتهم لتقوم من دون نظريات نيتشه وكانط وهيجل وديكارت. أمّا في المجتمع العربي فإن مثل هذه المفاهيم ،في الأصل هي مفاهيم مهزوزة،هل نستطيع الحديث عن ديموقراطية او عقلانية؟هل يمكننا الحديث عن امتلاك حداثة حقيقية؟
للحديث بقية
د.دورين نصر
