في يوم الشعر العالمي / بقلم الشاعر تيسير حيدر و الأديبة ندى م عادلة

في يومِ الشِّعْرِ العالَمي…
أعرفُ أنَّكَ قَميصي الذي يُشْعرني بدِفء القلبِ حتَى الإحْتراق أحيانا ..
أعرفُ أنَّكَ تؤلِمني لشَفافيَّةِ أوتارِكَ وأنَّكَ تَتَذوَّقُ رَهفَ النَّحلِ والورْدِ ،تُتابعُ بِتَلَصُّصٍ ملِكةَ النَّحْلِ واليَعْسوب ،تقومُ بعَملِيَّاتٍ اسْتِشْهادِيَّةٍ وَهْمِيَّةٍ على حدودِ القريَّةِ مع المُحْتلِّ وتعودُ بعدها بقصِيدةٍ فاتِنةِ الإنْتصار…
تُلامِسُ تَنانِيرَ الجميلاتِ عن بُعْدٍ وتُلَوِّنُهاعيناكَ عِشْقا ..
تَرتمي بجانبِ حدائقِ الشُّهداءِ وتُعفِّرُ قلبَكَ وأناملَكَ بِمُتابعةِ حكاياتِ ومراثي أحِبَّائهم…
لا تنامُ إلاَّ والعالَمُ والكُرةُ الأرضِيَّةُ تفوقُ سُرعةُ حركَتِها سُرعةَ تِدَفُّقِ دَمِكَ بين الصُّخورِ والأشْواك ..
تَتَذَكَّرُ الخادِماتِ الأجنبيَّاتِ في المنازلِ اللَّواتي قُتِلنَ او انْتحَرْنَ بعِيداً عن بسماتِ ودموعِ أطفالِهِنَّ الشَّارِدة ..
أعرفُ أنَّكَ تلومُني أيُّها الشِّعرُ لِأنَّ في جُعْبتي أكثرَمن ديوانين مُهْملين كأوراقِ الوَردِ الجافَّةِ من حبيبةٍ مَجهولةٍ غَنَّتْ لها فيروز وسَرَدَتْ قِصَّتَها املي نصرالله وماتَ جُبرانُ وهو يَتألَّمُ مُتَيَّماً بها..
أعرِفُ كُلََ شيىءٍعَنكَ أيُّها المُلتهِبُ كالبراكينِ ولكِنَّكَ في قلبي جذْوةُ عِشْقٍ ،أقْبَلُها كَيفما كانتْ لِأنَّ حياةَ الشُّعراءِ كُتلةُ لَهَبٍ وحُبٍّ !!
الشاعر تيسير حيدر
قراءة أدبية نقدية للأديبة ندى م عادلة
في يوم الشعر
ثمة جرح في فم كل شاعر ثمة قصة في خيال كل شاعر يعبر عنها كما يحس بها وتصل إلى إحساسنا بكل عذوبة وسهولة
الشاعر تيسير حيدر يسكنه الشعر يتغلغل في ثيابه وفي قميصه في الدفء والبرد
الشعر طلقة نار ورصاصة حب الشعر… مراثي الأحباب وحنين الغياب …الشعر حبيبة غائبة وحبيبة تنتظر الشعر … براكين لكل العشاق ….
الشعر هواجس الشاعر وجذوته في كل مكان ..
أعرف كل شيء عنك أيها الملتهب كالبراكين _ ولكنك في قلبي جذوة عشق .
تلامس تنانير الجميلات عن بعد _ وتلونها عيناك عشقا
قصيدتك مختزلة ومكثفة تملك بوحا هادئا , قصيدة شخصية ورأي حر بتفاصيل صغيرة وكبيرة بنفس الوقت …
طاقتك الوصفية رائعة وهذا عنصر مهم في قصيدة النثر لا يهم في القصيدة الفكرة أو النتيجة وإنما اللقطة المدهشة الجميلة
تتذوق رهف النحل والورد _ تتابع بتلصلص ملكة النحل واليعسوب تقوم بعمليات استشهادية وهمية على حدود القرية مع المحتل وتعود بعدها بقصيدة فاتنة الانتصار
انه توصيف متقن لمهمة الشعر في زمن الاحتلال إنها إشارات ودلالات يفجرها الشاعر عبر رؤيته للقصيدة من زاويته الخاصة انه صوت الشاعر وصوت القصيدة وإدانة البؤس عبر تجاوز سفسطة الكلام والأحلام المنتهية الصلاحية وخلق عالم أفضل يعيش من رؤاه ..أدوات الشاعر بارعة وحروف لها رنة ووقع طيب بالنفس مع ألفاظ سهلة …
مدار الشاعر هو التطلعات الإنسانية وهذا ماظهر لي في النهاية بقوله
الشعراء كتلة حب ولهب
فلنحلم بالحياة الرائعة ربما تكون بالشعر والحلم