أدب وفن

الحب والوطن في مرايا الحلم: قراءة نقدية في ديوان “رسمتك حلماً” للشاعر مازن عابد. بقلم/ الشاعرة غادة الحسيني

الحب والوطن في مرايا الحلم: قراءة نقدية في ديوان رسمتك حلماً” للشاعر مازن عابد. بقلم/ الشاعرة غادة الحسيني

مقدمة:

يمثل ديوان رسمتك حلماً تجربة شعرية ذات منحًى وجداني واضح، تمتد من الذات العاشقة إلى الانتماء الإنساني والقومي، في توليفة تتقاطع فيها العاطفة الشخصية مع المشهد الجمعي. يضم الديوان 60 نصاً، تعكس بمجملها حالة من التوازن بين الحب كعاطفة كونية، والوطن كجذور لا تنفصل عن نبض القلب.

الوحدة الموضوعية في الديوان

يتوزع الديوان على محورين رئيسين:

  1. محور الحب والعاطفة: ويشمل غالبية النصوص، من قبيل “إلى عينيك”، “مناجاة عشق”، “دللتني”، “قبلة مسروقة”، “حب مستدام”، “كيمياء روحي”، وغيرها، وهي نصوص تتناول تجربة الحب بمستوياتها المختلفة: الشغف، الغياب، الحنين، اللقاء، والاستمرار.
  2. محور الوطن والأسرة: يظهر هذا المحور في نصوص مثل “فلسطين يا طهر القضية”، “إليك يا أمي”، “يوم الأرض”، “لبنان، فلسطين”، “خواطر على ضفاف غزة”، وهو محور يعكس التزام الشاعر بقضايا الأمة والحنين إلى الجذور والهوية والانتماء.

رغم تنوع الموضوعات، فإن الديوان يحافظ على وحدة شعورية ترتكز على الحلم كقيمةٍ جامعة، سواء كان حلم الحب أو حلم التحرر والعودة. ويتجلى ذلك في عنوان الديوان نفسه “رسمتك حلماً”، الذي يمكن أن يُفهم على مستويين: الشخصي (الحبيبة)، والرمزي (الوطن).

العناوين كمفتاح للقراءة

تمثل العناوين في هذا الديوان إشارات دلالية مهمة، نلحظ فيها:

كثافة المشاعر: مثل “خلجات قلب”، “همس الليل”، “أسرار حبك”، “يملؤني عشق”.

تلميحات سردية: “سرد المرايا”، “شريط”، “حوار اللقاء الأخير”، مما يشير إلى حضور الزمن والذاكرة.

أبعاد رمزية: “الزهرة والكوكب”، “قدر الجاذبية”، “تناغم الروح”، توحي بتقاطع العلوم والعاطفة.

وطنية وإنسانية: “وحدة الساحات”، “لبنان، فلسطين”، “شهر على الغياب”، “يوم الأرض”، تفتح الديوان على فضاء أوسع من الذات.

تنقلات الأسلوب بين الغنائي والتأملي

القصائد بحسب العناوين تتراوح بين:

الغنائية العاشقة: حيث تنساب اللغة كتيار وجداني محض.

التأمل الفلسفي: كما في “القناعة كنز”، “كيمياء روحي”، حيث يميل النص إلى الرمزية والتجريد.

التوثيق الشعري: كما في “حوار اللقاء الأخير 22 آذار 2022″، حيث يرتبط النص بزمن واقعي محدد، يمنحه بُعداً توثيقياً وإنسانياً.

في النهاية :

ديوان رسمتك حلماً يقدم تجربة شعرية تتسم بالدفء العاطفي والصدق الشعوري، ويجمع بين حبٍ إنساني دافق، وانتماء وطني نقي. ومن خلال بنائه الموضوعي المتماسك، وتنوعه الأسلوبي، يشكل نصاً شعرياً يمكن قراءته بوصفه سيرة وجدانية تتماهى فيها المرأة مع الوطن، والحب مع الحلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى