موت الثقافة/ رأي و رؤية / د. محمد مسلم جمعة

موت الثقافة :
في زمن التردي العربي ،لا تولد الثقافة من عالم الخرافات والشعوذة ،عالم القبيلة والعشيرة له مفرداته وطقوسه اﻷقرب الى الصنمية منه الى العقل ،كذلك عالم اﻷديان والمذاهب أكثر صنمية وقداسة ،جل ما يفعله تعطيل دور العقل واستبداله بمفردات تختصر باﻹذعان والخضوع والكثير من النفاق ،ويأتيك من يتباكى على الثقافة وهو من سار في موكب دفنها وحمل نعشها .
لاتزهر وتورق الثقافة وتثمر الا في مناخات مشبعة بالحرية والديمقراطية ،واﻹنفتاح على غيرنا من الشعوب بغية اﻹستفادة من تجاربها ولهضم واستيعاب ماأنتجته لا الى استهلاك ما أبدعته في عالم الصناعة والعلوم والثقافة .ﻷن اﻹنغلاق على الذات لا يولد الا المزيدمن التقوقع والتعصب والتخلف.
النظرة المتبادلة لكل من الغرب والعالم العربي _ الإسلامي .
نشهد تحولات في العلاقة والنظرة المتبادلة بين الغرب والعالم العربي _الإسلامي ,يتمثل في انعتاق الإرهاب من قبل منظمات أصولية ذات إنتماء إسلامي عربي من عقاله ,جعلت على من يتعاطى الشأن الفكري ,يطرح السؤال المشروع عن الآخر وكيفية النظرة إليه ,فبدت النظرة السلبية لكل ثقافة تجاه الأخرى , ونتج عن ذلك تشكيك متبادل وسط إنكار للعناصر الإيجابية التي قد تكون عاملا مساعدا في تقريب التفاهم ,مما بدا الأمر مستحيلا ,فحل التشكيك المتبادل وتراجع العناصر الإيجابية لتقريب التفاهم ,في هذه الأجواء تسود حالة من الإنكار المتبادل وسيطرة التعصب والكره والنظرة العدائية .قد تكون النظرة العربية أكثر قسوة ,لأن الإرهاب المجنون عربيا وإسلاميا والذي يؤشر إلى مأزق حضاري إسلامي ,نظرا لتوظيف الدين بشكل مريع في حربهم .من هنا تبدو الحاجة الملحة لدى قوى التنوير الإسلامية إلى تصحيح الخلل في النظرة إلى الدين كما يتم توظيفه في مشاريع جهنمية ,كما على الغرب أن يقلع عن سياسته من منطلق المصالح الإستراتجية بالعالم العربي وما يمكن أن تستغل من قبل التطرف العربي و الإسلامي ,لأن الغرب يشكل حاجة حضارية وعلمية .