حدث في مثل هذا اليوم وفاة العالم اللغوي الخليل بن احمد الفراهيدي
الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، ولد في البصرة عام 100 هـ، وتوفي فيها عام 170هـ، وهو عالم عربي من الأزد، وهو مؤسس علم العروض، وصاحب أول معجم للعربية، وهو معجم “العين”، عُرف الخليل بورعه وزهده، وقال عنه تلميذه النضر بن شميل: “أقام الخليل في خص له بالبصرة، لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال”، كما قال عنه سفيان بن عيينة: “من أحب أن ينظر إلى رجلٍ خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد”، شبّ الخليل بن أحمد الفراهيدي وأخذ اللغة عن أبي عمرو بن العلاء، وصار عالمًا لغويًا يتتلمذ على يديه طلبة العلم، وعلماء اللغة الذين أصبح لهم شأن كبير فيما بعد، وهم: الليث بن المظفر الكناني، وسيبويه، والأصمعي، والنضر بن شميل، والكسائي، وهارون بن موسى النحوي، وعلي بن نصر الجهضمي، ووهب بن جرير، وحدث عن أيوب السختياني، والعوام بن حوشب، وعاصم الأحول، وغالب القطان، وعبد الله بن أبي إسحاق.[٢] يعدّ الخليل بن أحمد الفراهيدي رأسَ المدرسة البصرية في النحو، له كتب عديدة هي: “معاني الحروف”، وكتاب “جملة آلات الحرب”، وكتاب “العوامل”، وغيره هما: النقط والعروض. كان الخليل بن أحمد الفراهيدي هو من قام بتغيير رسم الحركات من تشكيلات على هيئة نقاط بألوان مختلف عن لون الكتابة، حيث كان تنقيط الإعجام الذي وضعه تلميذا أبي الأسود الدؤلي نصر بن عاصم ويحيى بن بعمرالاحمدي، المستخدم للتمييز بين الحروف المختلفة كحاء والجيم والخاء، قد شاع في عصره، فجاء الخليل بن أحمد الفراهيدي وقام بتغيير رسم الحركات للتمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام، وكان رسمه: “للفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واوًا صغيرة فوقه، وإن كان الحرف منونًا كرر الحركة، ووضع شينًا غير منقوطة، وللشدة وضع رأس عين للتدليل على وجود الهمزة وغيرها من الحركات كالسكون وهمزة الوصل”، وبهذا يكون أول من وضع نظام الحركات، ونظام الإعراب فيما بعد.[٢] مؤلفات الخليل بن أحمد الفراهيدي وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي عددًا من المؤلفات، في عدد من علوم العربية، منها كتاب النغم، وكتاب النقط والشكل، وكتاب الشواهد، وغيرها من الكتب التي سيعرض لها بشيء من الإيجاز فيما يأتي:[٢] معجم العين: وهو أول معجم مرتب ومنسق في اللغة العربية، ألفه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وأنهاه ورتبه الليث بن المظفر الليثي الكناني. يقوم المعجم في ترتيبه على اعتماد مخارج الحروف من أعمق مخرج من مخارج الحروف العربية والأصوات في الحلق، مرورًا بحركات اللسان إلى أطراف الشفتين، وهكذا يكون أول حروفه هو العين وأخر حرف من حروفه هو الميم، تتبعه حروف العلة الجوفية، وهي “و، ي، أ”.[٣] كتاب العروض: وهو كتاب وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي في بحور الشعر العربي وأوزانها، تناول فيه تعريف الشعر والعروض، ووضح فيه كيف استنبط علم العروض، وحصر فيه أقسامه في خمس دوائر عروضية استخرج منها خمسة عشر بحرًا.[٤] كتاب معاني الحروف: كتاب في الفروق الدلالية والوظيفية بين حروف المعاني للخليل بن أحمد الفراهيدي. وقد تناول فيه الحروف من جوانبها النحوية واللغوية بأسلوب عميق، مستشهدًا بذلك بآيات من القرآن، وشواهد شعرية.[٥] كتاب الإيقاع: وهو كتاب تناول فيه مكونات الموسيقى في الثقافة العربية، وما يقابله من مفهوم في الشعر كالوزن، وما هي بنية المفهومين، وطبيعتهما المتعلقة بالزمن.[٦]