كلمة د. علي عجمي في الحلقة الثالثة من برنامج شعراء بين الركام

تصبحون على وطن

( كلمة د. علي عجمي في الحلقة الثالثة من برنامج شعراء بين الركام عبر منصة المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون، ضيف الحلقة : الشاعر مردوك الشامي)

ذات يوم كتب محمود درويش
وغنّى مارسيل خليفة
(عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو
وأحرسهم من هواة الرثاء
أقول لهم
تُصبحون على وطنٍ
من سحابٍ ومن شجرٍ من سراب و ماء)

تُرى
كيف ستكون القصيدة
والأغنية
في زمننا القميء هذا
وأي وطن سينتظرنا في الصباح

فيما أوطاننا تباع في أسواق النخاسة كل مساء

يخبرنا التاريخ
أن الدول والأوطان
تتشكل
وتتحور
وتتحول
في زمن لا يتعدّى المئة عام
يكفي النظر إلى خارطة العالم
ولا سيما القارة الأوروبية
بعيد الحربين العالميتين
الأولى والثانية
لنتبين أن ممالك تبخرت
وأوطاناً امّحت
لتتشكّل مكانها دول وأوطان جديدة
ولا ننسى
كيف شكلت بريطانيا وفرنسا
الخارطة الجديدة لمعظم بلادنا العربية
ترى
ما الذي ينتظرنا
وقد مرّ على خرائطنا المستحدثة ما يقرب من قرن
ما الذي ينتظرنا
ونحن نشهد أسوأ كوابيس الزمان
حيث تُستباح إنسانية الإنسان
وتقتّل الشعوب
وتُشنّ حروب الإبادة الجماعية
دون وازع
أو رقيب أو حسيب
وتنتهك الأعراض والدساتير والقوانين
وتصبح شرعة حقوق الإنسان يتيمة عاجزة
تتقاذفها أقدام السلاطين
سلاطين العصر الحديث
والذي يذبح القلب
ويفتت الروح
أن العالم
كل العالم
يتفرج صامتاً
كأن الذي يجري
لا يعنيهم

أو كأنه يدور في كوكب بعيد

ما الذي ينتظرنا
ونحن نعيش زمن الثيران الهائجة
التي لا تعير أدنى التفاتة
للمآسي التي تتسبب بها
ولا لصرخات الأطفال

الذين تمزقهم حوافرها الهمجية كل يوم

ما الذي ينتظرنا
ونحن نقف بين ركام منازلنا
بين ركام أوطاننا
بين ركام أحلامنا الجهيضة
–‐——————‐——————-
تُرانا سننهض من بين هذا الركام العظيم

تُرانا سنصبح على وطن

د. علي عجمي