— ماذا يحصلُ أيها الأصدقاءُ والأحِبَّةُ والأقاربُ والجيران ؟
— أَمَا زِلْنا نعيشُ معًا على كوكبً واحد؟
— إنها حقيقةٌ أشبهُ بالمنام!!!
جُرمٌ أصغرُ مِن أَنْ نراه أو نحسَّ به،
اوْقفَ البشريةَ بأجمعِها أمام مرايا ذاتِها في العراء،
أقامَ بين الفرد وأخيه سواترَ لا تُرى…
يلفُّ أعناقَنا بحبالٍ كأنَّها مغزولةٌ مِن رهجِ السراب…
حوَّلَ بيوتَنا إلى مَحْمِيَّاتٍ ضَيِّقةٍ ليس فيها سوى فحيحِ الصمتِ والخوفِ والتَّرقُّب…
— فهلَّا اعتَبَرْنا واسْتفقْنا مِن عَجْزِنا وخوفِنا وامتشقنا معاولَنا لنهدمَ جدرانًا سجَنَتْ في عتْمِ أقبيتِها عقلَنا ووعيَنا وحريتَنا وحتى وصولَنالرغيفِ خبزِنا…
وهلْ نحن كبشرٍ ضعفاءُ وعاجزون إلى هذا القدْرِ من الهوانِ والإستكانةِ؟
أم أن نظامًا حياتيًا ومعيشيًا وأخلاقيًا قد تعفَّن وصَدِئَ ولم يَعُدْ قادرًا على تأمين حقِّ الحياةِ للناسِ ولو بحدودِها الدنيا،
وهل أصبحَ الوضعُ بحاجةٍ لثورةٍ بكلِّ ما تعنيه وتقتضيه كلمةُ ثورة؟..
ربما يكونُ الجوابُ في مَحارةٍ كامنةٍ في لُججِ ذواتِنا؟!…..
” وإلى أنفسِهم أفلا ينظرون “….
