أدب وفن

قصيدتان… بقلم الشاعر عصمت حسان

الغنم

وأذكر خائناً زعما
بأنّ الارضَ
والانسانَ
للزُعما

وصاغ التاجَ والسلطانَ من صنمٍ
فَرُحنا نعبدُ الصنما

واورثنا السكوتَ المرَّ والاذلالَ
من صممٍ
فضاعَ الصوتُ
صرنا نعشقُ الصمما

وأذكرُ في كتاب الوقت
تاريخي أنا بـــددُ
وكلّ قصيدة ما قلتها للناس
عن أوجاعهم زبدُ

وأذكرُ
كان لي بلدٌ كمثل الله أعبده
تخلى اللهُ عن آلامنا حزناً
وتاهَ الأهلُ والبلدُ

فهلْ كابوسُ ما نحياهُ
كانَ بأمسنا حلمـــا

وهل عكازتي صارت
لأجل هواجسي قلما

وهل في خاطر الفسّــاقِ
روحٌ ترجع الندمــا

وهل نحيا ومعظمنا
من الإذلال ما فطمـــا

وهل في أرضنا حكمٌ
ليعدلَ لو يجورُ الظلمُ
أم صارَ الأسى حكمـــا

أنا كفّي بروحِ الغيم عالقةٌ
و قحطٌ يأكلُ الكتفين والقدمــا

وأذكرُ خائناً زعمــا
بأن الأرضَ
والخيرات
والإنسانِ
للزعمــا

وصرنا يعبث الجلادُ في دمنا
ولمْ نعطِ الفداءَ الحقَ
لم نسقِ الترابَ دمـا

كقطعانٍ يقودُ الذئبُ رايتنا
وأصدقُ ما يقالُ اليوم
صرنا أمةً غنما

لا تفسُدُ الأرضُ

لا تفسُدُ الأرضُ
لكنْ كلّـهم فســدوا
صاروا طغاةً
وكم ضلّـوا وكم جحدوا

ساروا على هديِ ذئبٍ ماكرٍ أبداً
مستذئبينَ غدوا
والناسُ ترتعــدُ

انسلّوا كما السّــمَ في شريانِ موطننا
وحين متنا
أباحوا البئر وابتعــدوا

يا حلمَ يوسفَ
هذي القمحة انكسرتْ
مرّتْ عجافٌ
وعاثَ القهرُ والرمـدُ

امتصوا صدى الغيثِ
لم يُبقوا لنا مدداً
يا ربَّ يوسفَ أينَ الخيرُ والمددُ

شقّت زُليخةُ قمصاناً بلا عــددٍ
وأنجبَ المكرَ
إفكٌ ما لهُ عــددُ

فرعونها لم يمــتْ
ما زالَ يحكمنا
وإنْ يمُتْ تحكمُ الأحفادُ والولدُ

نستنطق الشمسَ هل حقا لنا ســجدتْ
ونسأل البدرَ
هل يصحو بنا أحــدُ

يا آلَ لبنــانَ
يا بحـراً غدا زبـــداً
هل ينطقُ البحرُ
لو كــَمَّ الصدى زبـــدُ

كنا خرجنـا على ظلمٍ وطاغيةٍ
فروّضوا الخبزَ
كيما يسـهل الزردُ

ولوّثوا الريحَ كي تبقى بلا سـندٍ
كلُّ الأحاديثِ زيفٌ
ما لها سَــــندُ

ما قيلَ عن طاعةِ الحكّـامِ ملتبسٌ
الكلُّ يمضي
ويبقى الناسُ والبلــدُ
***
الشاعر عصمت حسان / رئيس منتدى شواطئ الأدب -بشامون


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى