مقالات واقوال مترجمة

انفكَّ السحرُ/ الشاعر التركي طغرل طنيول

  • ترجمة عن التركية: أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير

اِنْفَكَّ السِّحرُ،
وانسحب القاربُ بجسده الرقيق
توقفت الأحجار عن السقوط، وذبلت الفاكهة على الأشجار
شاخت حبيبتنا قبل أن تصير امرأةً
اِنْفَكَّ السِّحر،
وها هو البحر،
والقمرُ ما زال في الرابعة عشرة
يركض في ليلة صافية مثل رجلٍ هرب منه النوم
أو مثل شيء يقع في قلبكَ،
ربما مثل هذا، ربما
كان هكذا وانتهى،
استيقظ النائمُ ورأى
فالذي لم يُر من قبل أصبح يُرى،
والصوت خائفٌ من صداه
الظلالُ ليست لأحد،
والنّسر وَجدَ فريسته في المكان الذي يختبئ فيه ابن الثعلب
اِنْفَكَّ السِّحر، وعاد المُسنُّ إلى الصوت الذي نادى عليه
لقد مات هناك مرة أخرى، آملًا أن يصبح شابًا
انقسم الضوء ألف مرة إلى جميع ألوانه
وانغَلَقَ الغارُ الذي امتلأ بكلامٍ صَرَخنَاهُ ألف مرة
انغلق وصار جبلًا،
بعد أن كان أملًا مُصْفَرًّا
مع فأل ثمالة القهوة الذي لم يتحقق
تلاشى الأمل وهرب
وفجأة، فُتحت الطرقات التي كانت مغلقة
ولكن لم يعد أحدٌ، ولم تمر سفينة صامتة
اِنْفّكَّ السَحر، وقرص الثعبانُ نفسَه
عاد العقرب الملدوغ بأسنان صغاره إلى الليل،
وأصبح هالةً من لهب
صار قديسًا، شاعرًا، ونبيًّا
خلع عمامته، وألقى سترته
وفي الطريق الذي فُتح أمامه في الصحراء حتى غار حراء
وجدتْ النباتاتُ الماءَ مرةً أُخرى
اِنْفَكَّ السّحر، وها قد وجدتُك يا إلهي
وما لا يُرى صار يُرى، والصوتُ خائفٌ من صداه
صار السراب حقيقةً بين الناس والمدينة
والموجود لم يكن موجودًا
اِنْفَكَّ السِّحر، لكنك لم تره، كان مجرد حلم عميق و كاد أن يسقط !

**بطاقة
Tuğrul Tanyol شاعر تركي من مواليد إسطنبول عام 1953. درس علم الاجتماع في جامعة “بوغازتشي”، ويعمل أستاذاً بجامعة “يدي تبة”، ويعتبر من أبرز الأصوات الشعرية في جيل الثمانينيات بتركيا. صدرت له عدة مجموعات شعرية، منها: “امسكوا اليوم من يده” (1983)، و”دهاليز أغسطس” (1985)، و”العنقاء التي في الماء” (1990)، و”اِنْفَكَّ السِّحر” (2000)، و”نبيذ الأيام القادمة” 2015. حصل على جائزة أتيلا إلهان عام 2016.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى