منتديات

تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول ولجنة التكريم وتقدير المبادرات في المنتدى الرقمي اللبناني إلى البروفسور وجيه فانوس

تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول والمنتدى الرقمي اللبناني إلى البروفسور وجيه فانوس
في العاصمة بيروت ولادتُه، في السنة 1948؛ في جو من نشوة استقلال وحرية وأمل بغدٍ آتٍ، كانت نشأته.
أما البيت الذي احتضنه، فجمع الأصالة، بيد والبعد العالمي بيد أخرى؛ بفعل تمرّس الوالد بالتجارة والإنفتاح.
عاين في فتوته بيروت المتشحة بثوب سويسرا الشرق، والحالمة، على البحر المتوسط، بموقع ومقام يضاهيان كبرى مدن العالم المتحضر.
درس على مقاعد مدارس عريقة، تغرف من منجم العلم ومنهل الإسلام المنفتح؛ قبل أن يحصد الشهادات والإجازات واستحقاقات الأستاذية والدراسات العليا.
توَّج مسار حياته مع السيدة إيمان شمس الدين، رئيسة قسم شؤون الطلاب في عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، بزواج أثمر أربعة أولاد: صبحي، مهندس معلوماتي يقيم مع عائلته في الإمارت العربية المتحدة، رمزي، إختصاصي إحصاء وذكاء صناعي، يقيم مع عائلته في لبنان. لميس، دكتوراه في اللغة الإنكليزية وآدابها، أستاذة في الجامعة اللبنانية وجامعة البلمند، مقيمة مع عائلتها في لبنان. مجدي، مهندس كيميائي، يتابع دراسته العليا في إنكلترا.
توزَّعت دراسة البروفسور وجيه فانوس، بين مدرسة عثمان ذي النورين وثانوية علي بن أبي طالب التابعتين لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وثانوية رمل الظريف الرسمية في بيروت؛ أما تحصيله الجامعي، فأنجزه في الجامعة اللبنانية حائزًا، بداية، من كلية التربية، درجة الإجازة التعليمية في اللغة العربية وآدابها في السنة 1972، ثم درجة الكفاءة الماجستير في اختصاص اللغة العربية وآدابها، في السنة 1943. موضوع رسالة الكفاءة: عمر الزعني وشعره. ثم نال الإجازة في التَّاريخ والآثار والإعلام.
برز في تفوقه العلمي؛ فاستحق منحة من الجامعة اللبنانية، خوّلته أن يكون أول طالب من الجامعة اللبنانيَّة بُقبل في جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة، لتحضير درجة الدكتوراه. سافر إلى المملكة المتحدة، والتحق بكلية سانت أنطوني في جامعة اوكسفورد في السنة 1974، لتعميق دراساته العليا، في مجالات النقد الأدبيِّ والجمالَّيات، أولاً، ثم لاحقّا، في السنة 1980، حاز درجة الدكتوراه في النقد الأدبي المقارن؛ بأطروحة في موضوع Aspects Of The Lebanese Contribution To Modern Arabic Literary Criticism.
غزارة في الكتابة والتأليف والإنتاج، تلك حقيقة بيّنة؛ تعكس المخزون الفكري، ذا الأفق الموسوعي الذي تميّز به البروفسور فانوس. فكتبه ومؤلفاته بالعشرات، بالعربية والإنكليزية؛ وكلّها اتصفت بالموضوعية والعمق والرصانة العلمية، وبأسلوب سهل وَحَيّ، له جاذبية خاصة.
من كتبه: دراسات في حركية الفكر الأدبي 1991Adventures in Literary Criticism 1992. ، الريحاني والمعري 1993، محاولات في الشعري والجمالي 1995، أحداث من السيرة النبوية في مرايا معاصرة 1996، دليل المعلم لكتاب الأدب العربي، ثلاثة أجزاء، مرحلة التعليم الثانوي (مؤلف مشارك) 1998، الأدب العربي ، ثلاثة أجزاء، مرحلة التعليم الثاني (مؤلف مشارك) 1998، A Collection of Literary Studies 1998، الأدب المقارن وحكايتا حب 1998 و1994، مخاطبات من الضفة الأخرى للنقد الأدبي 2001، العلاقات العامة في المؤسسات الأهلية، 2003، إشارات من التثاقف العربي مع التغريب في القرن العشرين 2004، لمحات من النقد الأدبي الجديد 2012،. Ameen Rihani’s Arab American Legacy: From Romanticism To Postmodernism (co-author) 2012 To Postmodernism, ، حكاية صوت، 2014، قراءات في السيرة النبوية بمرايا معاصرة – منقّحة 2020، الشخصية الشعبية في الوجدان البيروتي 2020،. Ameen Rihani’s Arab American Legacy: From Oomanticism To Postmodernism, (co-author)، كذلك له قيد الإنهاء والتنفيذ، Seven Lebanese Literary Critics، رحلات في ثقافة العمر، الشيخ والعمرون الثلاثة، إلى جانب مقالات ودراسات نشرت باللغتين العربية والإنكليزية؛ في دوريات عربية وغربية متخصصة؛ بالإضافة إلى ندوات ومحاضرات أدبية وثقافية وتربوية واجتماعية، في عدد كبير من المنتديات الخاصة والعامة في لبنان والعالم العربي.
يختزن في فكره المتنوّر تفاصيل دقيقة لمسيرة وطن تكوّن في الشرق الأوسط على أنقاض انتداب فرنسي وبإرادة جامعة لمواطنيه، وعَبَرَ معه كل أنفاق القرن العشرين ومحطاته المحورية المتأتية من ترددات الحرب الباردة كما الصراع العربي الإسرائيلي وتداعيات القضية الفلسطينية، إضافة إلى الأزمات الداخلية المتراكمة والتي انفجرت في نهاية المطاف حربًا شعواء، لم يسلم من شظاياها قطاع.
إحتلت مسألة التعليم الجامعي حيزاً كبيراً في حركته الفكرية؛ وفي هذا الإطار يعتبر من ابرز وجوه التجديد في هذا الحقل. دخل أستاذاً متفرِّغاً إلى الجامعة اللبنانيَّة سنة 1980، وصار ضمن ملاكها التعليمي في السنة 1990، ورفع إلى رتبة أستاذ بدءً من السنة 1990، وتقاعد إداريًا في السنة 2012.
أوكلت إليه مواقع إدارية وتعليمية عدّة.
عين أستاذًا متفرغًا للنقد الأدبي والأدب المقارن والحضارة المعاصرة ومناهج التدريس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية التربية في السنة 1980. كما تولى إدارة الفرع الأول من كلية الآداب والعلوم الإنسانية لدورتين إداريتين متواليتين من السنة 1986 حتى 1992، وترأس قسم اللغة العربية وآدابها في هذا الفرع لمدة ست سنوات إنتهت السنة 1992. وهو منذ السنة 2010 إلى اليوم، أستاذ محاضر ومشرف في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية. ترأس كذلك قسم الدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية في لبنان وشغل مهام أستاذ زائر ومحاضر و”مستشار أكاديمي” و”عضو لجنة تحكيم” و”عضو مناقش” في عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية والإداراية في لبنان والعالم العربي، منها: في الأردن (جامعة اليرموك وجامعة جرش الأهلية وجامعة فيلادلفيا والجمعية الأردنية للبحث العلمي). في الإمارات العربية المتحدة (المركز الثقافي في أبو ظبي) في تونس (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – الأليكسو – جامعة الدول العربية). في الجزائر (جامعة الجزائر والمركز الجامعي بالبويرة). في سوريا (جامعة دمشق وجامعة حلب واتحاد الكتاب العرب). في قطر (مؤسسة قطر). في الكويت (جامعة الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين) في لبنان (الجامعة اللبنانية والجامعة الأميركية في بيروت وجامعة بيروت العربية والمدرسة الحربية ومجلس الخدمة المدنية والمركز التربوي للبحوث والإنماء والجامعة الإسلامية في لبنان والجامعة اللبنانية الأميركية وجامعة سيدة اللويزة وجامعة الجنان والجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الروح القدس – الكسليك) في مصر (المجلس الأعلى للثقافة واتحاد كتاب مصر) في عُمان (وزارة الثقافة والتراث بالإشتراك مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – الأليكسو – جامعة الدول العربية. في استعراض المدن التي زارها والدول التي استضافته محاضرًا، تتضح هوية المفكر المتجرّد التي طبعت أفكاره الشمولية والموسوعية، وقد عَبَر بها الآفاق واقتحم الحدود على أنواعها من جغرافية وسياسية وإثنية ودينية..
هو عضو في أكثر من جمعية أدبية وحركة اجتماعية. ساهم في تأسيس العديد من التجمعات الثقافية والفكرية. إنتخب رئيسًا للإتحاد العام لمجالس الأهل في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وعضوًا في مجلس عمدة كشافة المقاصد، وترؤسه المركز الثقافي الإسلامي وندوة العمل الوطني في لبنان، وانتخابه أمينًا عامًا لاتحاد الكتاب اللبنانيين من 2012 حتى 2019، إعتمد مستشارًا عامًا للأمانة العامة للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب من 2019 حتى 2020، وكان سبق أن انتخب نائبًا أول للأمين العام في هذا الإتحاد من 1998 حتى 2000.
تأتي هذه المواقع، لتضفي على نشاطه الفكري والأدبي ألمعية وشهرة تخطت في مراحلها حدود بلاد الأرز لتتمدد على مساحة العالم العربي.
بأسلوب يتسم بالعمق، خاطب قارئ هذا العصر. وفي أدبه، ترددات لثورة إنسانية كبرى أطلقها قلم دافئ أصيل، يأسرك فيه النفسُ الزاهي وتلك الكلمة الرشيقة النابضة الحروف، المشبعة بعمق ثقافي وروح متحررة من قيود الزمن الهارب. أصيل في انتمائه إلى وطنه وأمته ولغته.
أديب ومفكر استطاع أن يُكوّن له شخصية مميزة، في ميادين والفكر والحضور الثقافي والاجتماعي والوطني والقومي كما الإنساني. كان، ولا يزال أحد أحبّ الأقلام اللبنانية إلى قلوب العرب جميعًا. عرفناه لبنانيًا عريقًا، عربيًا أصيلاً، عالمي الرؤية، إنساني الاتجاه، سفير الأدب اللبناني الراقي على متن عقود القرن العشرين، ولا يزال.
إعداد: أنطوان فضّول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى