أدب وفن

باقة قصائد بقلم الشاعرة ندوة يونس

…. ما حدث ….

ما الذي أتى بك
لتركب السَّفرْ
تكتشفَ طفولةً
وشمساً
وتنفتحَ سماءْ
كنتُ تآمَرتُ على النسيان
أرْهَبْتُ القلبَ
أسْقيتهُ الترياقَ
أزلتُ عن جُدْرانِه الأشواقَ
أعَدْته
إلى براري الجَدْبِ
وسُهولِ القَحْطِ
عوَّدْتُه الموتَ
أحَلْتُهُ
ما قبْلَ العُصُور
إلى أن أتيتَ
كجنديٍ يفْتعلُ الحُروب
يُشْعِلُ اليابِسَ
يُدْهشُ المَسْكون
ماذا حَدَثْ
حتى تُعيدهُ
من غُربةٍ
من مَوتٍ
إلى حياةْ
أعدْتَ رَسْم الزَّهرِ
لونَ الفصول
وصرتَ
الحاكِمَ بأمرِ الله
تزْهِرُ في أرضِ البُوار
تُثمرُ في سهلِ القحط
وأعَدْت
َ للعمر تاريخاً
للحب ميلاداً
و أتيتَ بي من زمنِ النسيانِ
ما الذي حدَثْ ؟؟!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

….ذكريات مضت …..

معتكف أتقاسم المتاهة
أبحث عن أجوبة الغياب
اقرأ المساء المشتعل
أطرق أبواب الأيام
التي رحلت
التي بعثرت
التي طعنت
التي أتت على بقية النبض
التي نزعتني
من الفصول
وهاجت عصافيري
في المدى
تتوسد الريح
حتى ضلت الطريق
فيكتبني الدمع
أغنية
اختنقت
في حنجرة الحنين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

…. جسد في نعش يصرخ….

من جهة الشمال
أسراب من سواد
يسرقون الغفوة
من اهداب السكينة
بصياحٍ
الله أكبر
يمضي الفرح
يغادر الربيع
يهلُّ الحريقُ
سريعاً سريعاً
وسريعاً
تغتسل الأشجار بالرماد
تذهبُ
إلى حتفها واقفة
لا ينقصها البكاء
على أمتداد الأيام
فيالقٌ وفصائل
غربانٌ وغرابيبٌ
في ثوب الذبح
أولُ الكلام
الله أكبرْ
آخر الكلام
دمٌ مسفوحٌ
مدينة منكوبة
عفرين
عصفورةُ
مذبوحةٌ
في نعشٍ
ٌ القتلُ مكْتظٌّ
الموت على الجدار
الموت في المنزل
الموت تحت الشجرة
الموت للشجرة
وعلى مقربُةٍ
الموت لي
وأنا أرى
ماتت الأغنية
طفح الأسْوَدُ
وسَطا الخوفُ
ركامٌ ونباحٌ
وعلى مهلٍ
ٍ أحلمُ
بزرقةِ سماءٍ
وليلٍ لا يبكي
ووردةٍ برفْقةِ حبٍ
لا تأكلها حرب
وطفلٌ لم تُمِتْهُ الشيخوخة
ولم تذبلْ أزهارُ روحهِ
عفرين
يا أمي
التي دخلوا مخدعها
قَصُّوا جديلتها
فقأوا عينيها
نهبوا قنديل منزلها
لازالت تحيا
تبعثُ
تباشير الصباح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

…. أنت ….

خريطةُ الحياة
كلَّما هاجرتُ منكَ
أراني
في حُدودكَ
وفُصُولك
في مُدنِكَ
في شوارعكَ
كلُّ الشاخصاتِ تشيرُ إليك
واضحٌ
أنكَ تملكُ العناوين
باسمكَ
وتملكُ الأشجارَ
واضحٌ أنكَ القديمُ
أنك الجديدُ
وأنك أولاً وأخيراً
القسمةُ والنصيبُ
واضحٌ
أنكَ أنتَ الأختيارُ
وأنكَ أنتَ الكنزُ
الذي كانَ يبحثُ عنه اللصوصُ
أنتَ الذي
ابتدأت الثقافة به
فأنت القصة والرواية
أنت مَلك الشِّعر
و نظْمُ القصيدة
أنت مَنْ غيَّرَ
كلَّ القواعدِ
والدساتيرِ
لم يخضعْ للعادةِ والتقليد
ولم يأبهْ للمراسيم
كالعادةِ
كنتَ تقرأُ الابتسامةَ على فمي
لتعرف
كم قوسَ قزحٍ على أرضي
وتكتشفَ كمْ برقاً في عيني
وكمْ وجعاً أجهضتَ
كم دمعاً ودعتَ
أنت وأنت امتدادُ
الأرضِ والسماءِ
أنت وطنُ الحبِّ
وأنتَ ليَ الكبرياءْ

  • الشاعرة الكردية السورية ندوة يونس إبنة الحسكة 18/4/1977
    بدأت الكتابة منذ المرحلة الأبتدائية،
    عملت مُدرسة م في ثانوية و معهد الفنون النسوية بالحسكة
    متزوجة و لها أربعة ابناء،
    هاجرت إلى أوروبا بعد اندلاع الحرب السورية،
    تقيم في مدينة هانوفر الألمانية،تتقن الكردية و العربية و الألمانية تعمل مشرفة في روضة الأطفال بهانوفر Kinderbetreuung تعاني آلام الهجرة و أوجاعها،تحن دوماً إلى الوطن،و بلدها و الأهل و الأصدقاء و إلى طلابها،كتبت عن مدن وطنها كردستان،و كتبت عن عفرين ، كوباني ، قامشلو و سري كانيه.. كتبت قصائد في حب الوطن و العشق و عن قريتها و عن الأهل و عن زوجها الذي شاركها فرحها و ترحها و عن أطفالها
    لها حضور مميز في الساحة الأدبية و خاصة في فضاءات الكتابة الشعرية و كتابة قصائد الهايكو ، فقد شاركت بعدة نشاطات ومهرجانات في المراكز الثقافية في هانوفر،و أحييت أمسيات شعرية بمناسبة أعياد الـنوروز،
    حصلت على جوائز،و تقديرات،لها كتابين شعريين قيد الطباعة و النشر
    تنشر في الصحف و المجلات الكردية و العربية،و لها نشاط مميز على منصات التواصل الأجتماعي تنشر نصوصها الشعرية في المواقع الألكترونية و على صفحتها الخاصة بالفيس بوك…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى